◄ 6000 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال منهم 1400 من غزة اعتقلوا عقب أحداث 7 أكتوبر 2023 ◄ الاحتلال أنشأ سجون سرية جديدة أبرزها «سديه تيمان» سيئ السمعة ◄ الأسرى يتعرضون لضغط نفسي وتعذيب جسدي بالغ القسوة.. والزيارة والتواصل «ممنوع» ◄ الاحتلال يضع قوانينه ويضرب بكل الاتفاقيات والأعراف الدولية عرض الحائط في لحظة كانت فيها المنطقة على حافة الانفجار، ومع تصاعد دخان الحرب في غزة وارتفاع أصوات المدنيين تحت القصف، برزت مصر كصوت العقل والحكمة، تقود الجهود وتنسج خيوط الوساطة بين أطراف الصراع، في مهمة لا تقل صعوبة عن المعركة ذاتها. منذ اللحظات الأولى للتصعيد، تحركت الدبلوماسية المصرية على أعلى المستويات، رافضة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، ومتمسكة بموقفها الثابت بأن الأمن القومي المصري لا ينفصل عن الأمن الفلسطيني. ◄ جولات تفاوضية شاقة استضافت مصر جولات تفاوضية شاقة، وتواصلت مع القوى الإقليمية والدولية، لتقود في النهاية إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن من شرم الشيخ، مؤكدة مجددًا أن مصر لا تتوسط من أجل تهدئة مؤقتة، بل من أجل سلام عادل وحياة تحفظ الكرامة والحق. وفي الوقت الذي عملت فيه الدبلوماسية المصرية على تثبيت الهدنة، كانت اليد الإنسانية تمتد للأشقاء في غزة، حيث تدفقت المساعدات بكثافة، والجرحى عبروا إلى المستشفيات المصرية، لتتجسد مقولة أن مصر كانت وما زالت السند والملاذ للشعب الفلسطيني في محنته. وعقب الاتفاق على وقف إطلاق النار، برزت مشاهد تسليم الرهائن الإسرائيليين، إلى الصليب الأحمر، أيضا خرج عدد من الأسرى الفلسطينيين، في مشاهد تناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية. ◄ صفقة تبادل الأسرى بدأت إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجني «عوفر» غرب رام الله و«كتسيعوت» بالنقب، بعد أن أفرجت كتائب القسام عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على دفعتين، الأولى في مدينة غزة والأخرى جنوبي القطاع. اقرأ أيضا| صمام الأمان والسلام.. كيف أعادت مصر التوازن ل«القضية الفلسطينية»؟ وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، فقد أفرج الاحتلال عن 83 أسيرًا من أصحاب المؤبدات، من سجن «عوفر»، و167 أسيرًا من سجن النقب «كتسيعوت»، فيما سيتم نقل عدد من المفرج عنهم إلى قطاع غزة ومصر بموجب بنود الاتفاق. كما شملت الصفقة، إطلاق سراح 1718 معتقلا من غزة، بينهم أسيرتان، و3 أسرى أردنيين هم منير عبد الله مرعي، هشام أحمد كعبي، ووليد خالد منصور. وأجرت «بوابة أخبار اليوم»، حوارًا مع إسلام عبده، المتحدث الإعلامي لوزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين، كشف من خلاله التفاصيل الكاملة، لعملية الإفراج عن الأسرى، وكاليس الظروف القاسية، التي عاشها الأسرى، خلف قضبان سجون الاحتلال. ◄ كم يبلغ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال؟ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال يصل ل 6000 أسير فلسطيني، من الضفة والقدس، منهم 1400 أسير من غزة اعتقلوا عقب السابع من أكتوبر 2023، وتم الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة، وسيتم تسليم 28 جثمان خلال الأيام القادمة. ◄ كيف كانت ظروف المعيشة التي واجهها الأسرى داخل سجون الاحتلال؟ الظروف المعيشية التي يواجهها الأسرى داخل سجون الاحتلال، هي ظروف قاسية ومؤلمة للغاية، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، تفاقمت القسوة على نحو خاص بعد قيام الاحتلال بإنشاء سجون سرية جديدة، ومن أبرزها سجن «سديه تيمان» سيئ الصيت والسمعة، وهو مركز تابع للجيش. تم اعتقال الأسرى، الذين شاركوا في عملية السابع من أكتوبر، ومن جرى اعتقالهم بعد ذلك ضمن ظروف تبلغ أقصى درجات القسوة والتعذيب، لم يُسمع بمثلها من قبل. تشمل هذه الممارسات، عمليات «الشبح» وعمليات التغمية «إغماء العيون»، إضافة إلى المنع من الحركة والنوم طوال مدة التحقيق أو الاعتقال، بهذا يظل الأسير تحت ضغط نفسي وتعذيب جسدي بالغ القسوة. اقرأ أيضا| هيئة الأسرى: الإفراج عن 1735 فلسطينيًا على مدار 6 دفعات ما يحدث للأسرى أمر غير مسبوق، ولم نسمع بمثله في سجون الاحتلال سابقاً، يُضاف إلى ذلك تدني نوعية الطعام المقدم للأسرى وقلة كميته، التي لا تكفي ولا تصل إلى حد الإشباع. ◄ ماذا عن أهالي الأسرى.. وهل يستطيعون رؤية ذويهم المعتقلين؟ الزيارة والتواصل ممنوع، مما أدى إلى جهل مصير الكثير من الأسرى، خاصة عائلات أسرى قطاع غزة، الذين لا يعرفون مصير أبنائهم: هل هو موجود داخل السجن؟ هل هو مفقود؟ هل استشهد؟ لا يعرفون مصيرهم على وجه اليقين. الاحتلال يتكتم على أوضاع الأسرى، ولا يصدر قوائم بمن هم موجودون لديه داخل السجون أو من هم غير موجودين. هذا الأمر ينعكس سلبًا بشكل كبير على الأهالي، وينعكس أيضًا على الأسرى أنفسهم داخل السجون، سواء في سجن أو مركز «سديه تيمان» أو حتى في باقي السجون التي يتواجدون فيها، تحت هذه الظروف القاسية. ◄ هل يلتزم الاحتلال بتنفيذ اتفاقية جنيف فيما يتعلق بالأسرى والقانون الدولي الإنساني؟ الاحتلال يضع قوانين خاصة به، ويطبقها في تعامله مع الأسرى داخل سجونه، حتى قبل السابع من أكتوبر، كانت ظروف الأسرى بالغة القسوة، وكان يُمارس بحقهم إجراءات خاصة من خلال إدارة مصلحة السجون، التي تشرف على السجون وتقوم بتطبيق إجراءاتها. هذه الإجراءات هي بالأساس مخالفة لكافة قواعد القانون الدولي الإنساني، سواء فيما يتعلق بالزيارة أو بالوضع الصحي أو بالبيئة السجنية وما تحمله من آلام وتعذيب وأمراض داخل سجون الاحتلال، والتي أفرزت عن استشهاد عدد من الأسرى وخلفت الكثير من الأمراض التي يعيشها العديد منهم داخل سجون الاحتلال. ومع ذلك، لا يقدم العلاج والرعاية الصحية اللازمة، مع أن القانون الدولي الإنساني ينص بشكل واضح على المعاملة الحسنة والرعاية الصحية وحق الزيارة ونوعية الطعام والبيئة المناسبة للأسير داخل السجون. الاحتلال لا يلتزم بهذا الأمر إطلاقاً، ويضع قوانينه الخاصة التي هي بعيدة عن كل الاتفاقيات والأعراف الدولية، رغم أن الاحتلال دولة طرف وموقعة على هذه الاتفاقيات. بل إنه يمارس قوانينه السادية الإجرامية بهدف كسر عزيمة الأسرى وصمودهم وثباتهم. ◄ ما هي العقبات تواجه ملف الأسرى؟ من المؤكد أن قضية الأسرى هي جرح مفتوح، وملف لا يمكن أن ينتهي، طالما بقى أسير واحد داخل سجون الاحتلال، وطالما أصر الاحتلال على مواصلة سياسة الاعتقال وتغييب أبناء شعبنا داخل سجونه. بالتأكيد ستبقى هذه القضية مفتوحة وملفًا لا يمكن أن ينتهي. وطالما بقي أسير واحد، سيكون هناك من يسعى إلى تحرير هؤلاء الأسرى ويعمل على تحريرهم من الأسر، سواء بطرق المقاومة أو بالطرق السياسية والدبلوماسية. سيبقى هذا الملف مفتوحاً ويشكل أيضاً عقبة أساسية طالما أصر الاحتلال على اعتقال أبناء شعبنا الفلسطيني. ◄ ماذا عن موقف السلطة الفلسطينية وحركة حماس من ملف الأسرى؟ الجانب الفلسطيني، سواء السلطة الفلسطينية أو حركة حماس، يؤكدون أن الأسرى أولوية، وأن حرية الأسرى هي هدف منشود يسعى الجميع من خلاله إلى الوصول إلى الحرية الكاملة للأسرى داخل سجون الاحتلال. بالنسبة للجانب الإسرائيلي، تم الإفراج عن أكثر من عشرين رهينة أو عشرين أسيرًا إسرائيليًا لدى المقاومة، وبقيت بعض الجثامين التي من المنتظر أن يتم الإفراج عنها وتسليمها. ولكن يبقى هناك مئات من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال لا يُعرف مصيرهم ولا يُعرف موعد الإفراج عنهم، ولا يقدم الاحتلال حتى المعلومات الكافية والشافية عن أماكنهم وعن أسمائهم وعن أوضاعهم الصحية وظروفهم المعيشية. ولا يسمح حتى للمحامين أو للصليب الأحمر بزيارتهم والاطمئنان عليهم وطمأنة ذويهم وأهلهم. ◄ ما هي رؤيتك لحل قضية الأسرى الفلسطينيين؟ أطالب الوسطاء، وكل من صاغ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وتوصل إلى إنهاء الحرب، أن يكون ملف قضية الأسرى ملفاً أولوياً على جدول أعمال المفاوضات القادمة. فباعتبار أن قضية الأسرى إذا ظلت دون حل، ستبقى القضية ويبقى الملف شائكاً يمكن أن ينفجر في أي لحظة، ولا يمكن الوصول إلى صيغة تفاهمات مع الاحتلال إلا من خلال حل قضية الأسرى وإيجاد حل لهذا الأمر. أطالب بالضغط على الاحتلال والالتزام بالإفراج عن كل الأسرى المحكومين بالمؤبدات وقيادات الحركة الأسيرة، وخاصة أيضاً أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا في السابع من أكتوبر أو ما بعد السابع من أكتوبر.