يُذكرنى الرئيس السورى أحمد الشرع «الجولانى سابقًا» بالخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله الذى أصدر مراسيم من أطرفها: تحريم أكل الملوخية والجرجير، وقيل: إن التحريم له مرجعية نفسية وسياسية على اعتبار أن الملوخية كانت من أحب الأكلات فى العصر العباسى الذى يريد الحاكم بأمر الله أن يمحو كل أثر له فى نفوس الفاطميين، وعلى نهجه أصدر الرئيس الشرع قرارًا بإلغاء احتفال السوريين بذكرى نصر أكتوبر 1973 وإلغاء العطلة الرسمية المُخصصة لهذه الذكرى القومية العزيزة على المصريين والسوريين وكل العرب، وكأن السيد الشرع يريد أن يطفئ جذوة النصر الذى يُغضب الكيان الصهيونى كلما حلت الذكرى المجيدة التى أعادت لمصر مجدها وأعادت للعرب كرامتهم ، وليس عندى تفسير لقرار الشرع الغريب المريب الغامض سوى أنه يتعمد اغتيال الذاكرة الوطنية وتشويه مضمون الفرح بنصر عزيز يستمد منه الجميع روح أكتوبر التى أذاق بها القادة والجنود العدو الإسرائيلى المتغطرس المذلة والمهانة لأول مرة . روح أكتوبر ما زالت متأصلة فى نفوس المصريين الذين خاضوا حربًا مجيدة ونقلوا لأبنائهم وأحفادهم روح الصمود فى وجه كل التحديات ، وإعادة البناء والاستثمار فى البشر والحجر وتعظيم القوات المسلحة ببناء قدراتها الشاملة فى كل الاتجاهات الإستراتيجية وتنويع السلاح لتحقيق الردع ، والتدريب المتواصل استعدادًا للحرب وقتما تكون هناك ضرورة عند تهديد الأمن القومى ، والرئيس السيسى قال: « من فعلها مرة فى أكتوبر 1973 يستطيع أن يفعلها مرات ومرات ولكننا دعاة سلام « . من حق العدو المزروع فى خاصرة المنطقة العربية أن يسعد بمن يحاول مسح ذكرى انتصارات أكتوبر من ذهنية الشعب السورى الذى اسُتشهد أبطاله فى هذه الحرب ، ويا لسعادة العدو إذ ما كان هناك قرار مبيت بتغيير مناهج الدراسة عن انتصارات حرب أكتوبر التى لن يستطيع أحد أن يشوهها أو يقلل منها أو يعتبرها أكذوبة ، والخزى والعار لمن يعتقد ذلك ، لأن الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء سوف تصرخ فى وجوه من يفرط فى تاريخه.