لا تزال كلمات اللواء طيار عبد الخالق مكى خالدة فى ذاكرتى لما تحمله من دروس مستفادة؛ كان وقتها عائدا لمصر بحصاد ثمين من دورة أثينا 2004 الأسطورة الذهبية كرم جابر؛ كان مكى آنذاك رئيسا للجنة الفنية التى ظلت عاكفة على إعداد المصارع الأوليمبى الرهيب حتى تحقق الإنجاز الفريد؛ مكى يومها قال لى: «رفض كرم عرضا بمليون جنيه مقابل بيع المباراة النهائية لمنافسه التركى الذى أسقطه بطلنا بتثبيت الأكتاف، كما رفض عرضا مغريا للتجنيس، ويزداد حبى لكرم جابر -والكلام لمكي- كلما أتذكر حالة التقشف التى عشتها معه فى معسكرات الإعداد الفقيرة، إنه مصارع فولاذى من كل الوجوه، ومثلما حصل على الذهب فى حلبة المنافسة؛ فأنا أمنحه أيضا ذهبية فى الصبر والوطنية والانتماء». تذكرت كلمات مكى عن مصارعنا العظيم جابر وأنا أرقب حالة نكران الجميل التى يعيشها المصارع كيشو والذى حصل بالأرقام على نحو 15 مليون جنيه فى ثلاثة أعوام وراتب شهرى 50 ألف جنيه إضافة إلى خوضه لمعسكرات إعداد سوبر ستارز. وبعيدا عن ذهبية كرم جابر التى يفوح منها عطر الكفاح والصمود والوطنية؛ وموقف كيشو بما يحمله من نكران وجحود فإن المراقبين للأحداث يؤكدون أنه من ثمار سنوات الحصاد الرياضى فى ولاية د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أنه نجح باقتدار فى ربط القطاع الخاص بمشاريع صناعة الأبطال فخرجت شركات عملاقة أبرزها «روابط الرياضية» التى يقودها د.وليد الملاح بعقلية متحضرة وأحلام بلا حدود؛ ومن رحم الأفكار النوعية التى استحدثها الوزير اليقظ والناجح جنى الأبطال الثمار فارتقى مستواهم الفنى من خلال توفير المعسكرات النموذجية لإعدادهم وارتفع مستواهم المادى بعدما صار لكل بطل رعاية خاصة وراتب شهرى ثابت بعدما ظلوا لسنوات بعيدة بدون مصادر دخل وبلا رعاية وبلا اهتمام فى ألعابهم التى عرفت إعلاميا بمصطلح الألعاب الشهيدة. ومع الحالة الجميلة التى صنعتها الأفكار الهادفة وغير التقليدية لوزير الشباب والرياضة تحولت الألعاب الشهيدة إلى ألعاب شهيرة فى سنوات الجمهورية الجديدة المزدهرة فأصبح رجل الشارع يعرف أسماء أبطالنا الأوليمبيين تماما مثلما يعرف أسماء نجوم كرة القدم وللمثال لا الحصر: أحمد الجندى وسارة سمير وجيانا فاروق وهداية ملاك وفريال أشرف وسيف عيسى ومحمد السيد وغيرهم ممن أراهم يسيرون على درب البطل الفولاذى والأصيل كرم جابر مستثمرين الأجواء الإيجابية التى يعيشها قطاع الشباب والرياضة فى ظل الدعم اللامحدود والتحفيز المستمر من د.أشرف صبحى كبير العائلة الرياضية.. شكرا لأبطالنا العظماء الجديرين بلقب «خلفاء كرم جابر» وبانتظار استفاقة كيشو وعودته إلى تراك الأبطال الأوفياء.. وتحية كبيرة لوزير الألعاب الشهيرة د.أشرف صبحي.