في السنوات الأخيرة، ومع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد الدجالون مجرد حكايات قديمة تتداول على أطراف القرى وداخل بيوت قديمة، بل انتقلوا إلى فضاء الإنترنت ليقدموا خدماتهم المزعومة بضغطة زر. اليوم في عصر الإنترنت واللايف والجروبات المغلقة، تطور الدجل ليأخذ شكلاً عصريًا أكثر خطورة، فبات لا يمارس فقط من خلال هواتف ذكية وحسابات مجهولة وصفحات تحمل أسماءً وهمية مثل الشيخ الروحاني، خبير الطاقة الكونية، أو المعالج بالقرآن الكريم، وفك السحر، ورد المطلقة، وجلب الحبيب، وكشف الغيب وغيرها من الأوهام التي لا أساس لها من الدين أو العلم وإنما الجديد أنهم اصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي، فهؤلاء الذين يطلق عليهم الدجالون الإلكترونيون باتوا يستغلون حالة القلق والخوف والاحتياج النفسي عند الناس، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية. فك السحر خلال 24 ساعة .. رد المطلقة خلال أسبوع .. جلب الحبيب مهما كانت المسافة.. كشف الغيب بالأسماء والأرقام، عبارات براقة تستهدف إنسانًا مثقلًا بالهموم، يبحث عن أي بارقة أمل، فيتواصل على واتساب أو ماسنجر، وتبدأ رحلة الاستدراج، أول خطوة طلب بيانات شخصية وصور، ثاني خطوة تحويل مالي عبر إحدى المحافظ الإلكترونية، ثالث خطوة وعود متكررة لا تتحقق، تليها ابتزازات وتهديدات إذا حاول الضحية الانسحاب، فلم يعد هؤلاء يعتمدون على الكلام المعسول وحده، فبعضهم يستخدم برامج ذكاء اصطناعي لتوليد رسائل روحية أو أدعية تبدو شخصية ومباشرة، وكأنها مرسلة خصيصًا للضحية، كما أن هناك آخرين يلجأون إلى البث المباشر على فيسبوك أو تيك توك، وهناك من يخبئ نشاطه في مجموعات مغلقة على «تليجرام» حيث يتم تبادل ملفات صوتية مسجلة بطلاسم مزعومة، أو تعليمات لممارسات غريبة يدفع ثمنها الضحايا مقدمًا. لكن في حقيقة الامر رجال الشرطة تقف لهؤلاء بالمرصاد. ملاحقات خلال الفترات الماضية القصيرة تم القبض على الكثير منهم؛ فقد تمكنت وزارة الداخلية من ضبط دجالين بالإسكندرية لقيامهما بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم قدرتهما على العلاج الروحاني حيث أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة قيام شخصين يقيمان بمحافظتي القليوبيةوالبحيرة بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم من خلال زعمهما قدرتهما على العلاج الروحاني وممارسة أعمال الدجل، والترويج لنشاطهما الإجرامى بمواقع التواصل الاجتماعي، عقب تقنين الإجراءات ضبطا بدائرة قسم شرطة العطارين بالإسكندرية وبحوزتهما 3 هواتف محمول «بفحصهم فنيا تبين احتواءهم على دلائل تؤكد نشاطهما الإجرامي، الأدوات المستخدمة في أعمال الدجل، بمواجهتهما أقرا بنشاطهما الإجرامي على النحو المشار إليه، واتخذت الإجراءات القانونية. وفي واقعة أخرى توصلت تحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة إلى قيام شخص يقيم بدائرة قسم شرطة العمرانية بالجيزة بالنصب على المواطنين، مستغلًا ادعاءاته بالقدرة على العلاج الروحاني وممارسة أعمال الدجل والشعوذة للحصول على أموالهم، وتبين أن المتهم كان يروّج لنشاطه الإجرامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان يستخدمها لجذب الضحايا وإقناعهم بقدرته على حل مشكلاتهم بالطرق الروحية، وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم داخل نطاق القسم، وعُثر بحوزته على هاتف محمول يحتوي على أدلة رقمية تثبت تورطه في هذا النشاط، إلى جانب أدوات يستخدمها في أعمال الدجل، وبمواجهته، أقر المتهم بصحة ما نسب إليه، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة تمهيدًا لعرضه على النيابة المختصة. اقرأ أيضا: القبض على المتهم بالنصب على المواطنين ب «السحر والشعوذة» علاج روحاني! أيضا في واقعة أخرى ألقت الأجهزة الأمنية، القبض على أحد الأشخاص بمحافظة البحيرة، لاتهامه بالنصب والاحتيال على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم بزعم قدرته على العلاج الروحاني، فكانت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة، قد أكدت أن شخصًا -يقيم بدائرة مركز شرطة دمنهور بمحافظة البحيرة- متورط في النصب والاحتيال على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم من خلال الزعم بقدرته على ممارسة أعمال الدجل، والترويج لنشاطه الإجرامي بمواقع التواصل الاجتماعي، وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه بدائرة قسم شرطة كرموز بمحافظة الإسكندرية، وبحوزته هاتف محمول بفحصه فنيًا تبين احتواءه على دلائل تؤكد نشاطه الإجرامي، الأدوات المستخدمة في نشاطه، وبمواجهته أقر بنشاطه الإجرامي على النحو المشار إليه. كما أنه في واقعة أخرى كشفت التحقيقات الأولية مع التيك توكر «خ.ا.ج» تفاصيل نشاطه غير المشروع، حيث أكد «خ» خلال التحقيقات، أنه كان يتعمد تصوير مقاطع داخل أماكن مهجورة مستخدمًا أدوات خاصة لإيهام متابعيه بممارسة أعمال دجل وشعوذة، كما اعترف أنه كان ينشر تلك المقاطع عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي بغرض جذب أكبر عدد من المشاهدات والمتابعين، ومن ثم تحقيق أرباح مالية من وراء الإعلانات والمنصات الإلكترونية، كانت البداية عن طريق الأجهزة الأمنية عندما ألقت القبض على صانع المحتوى المعروف باسم «خ.ا.ج» وذلك عقب تداول مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظهر خلالها وهو يتردد على مبانٍ مهجورة، مدعيًا قدرته على استخراج الجن وممارسة أعمال السحر والشعوذة، في محاولة منه لإيهام متابعيه بامتلاك قدرات خارقة، ما أثار جدلاً واسعًا بين رواد السوشيال ميديا، فور تداول هذه المقاطع وجهت وزارة الداخلية بسرعة فحصها للتأكد من حقيقتها ومصدرها، وأسفرت الجهود عن تحديد هوية الشخص القائم على الصفحة وضبطه، تبين أنه أحد المقيمين بمحافظة القاهرة، وبتفتيشه عثر بحوزته على عدد من المضبوطات، من بينها هاتفين محمول، وبفحصهما تبين احتواءهما على دلائل تثبت نشاطه الإجرامي في مجال الدجل والشعوذة، بالإضافة إلى الأدوات التي كان يستخدمها في تصوير مقاطع الفيديو لإيهام متابعيه بقدرات غير حقيقية، كما تم ضبط محافظ إلكترونية تحتوي على مبالغ مالية تبين أنها حصيلة نشاطه غير المشروع عبر الإنترنت، وبمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والفحص، أقر تفصيليًا بارتكاب الواقعة، موضحًا أنه لجأ إلى هذه الحيلة من أجل جذب أكبر عدد من المتابعين، وزيادة نسب المشاهدات على صفحته، وبالتالي تحقيق أرباح مالية من الإعلانات والمنصات الإلكترونية، كما أكدت الأجهزة الأمنية أنه اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، وإحالته إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق في الواقعة، مشددة على أنها لن تتهاون مع أي محاولات لاستغلال المواطنين أو خداعهم بنشر محتوى مضلل يتنافى مع القيم المجتمعية. في الوقت ذاته جددت الوزارة تحذيرها من الانسياق وراء مثل هذه الصفحات التي تروج للخرافات وأعمال السحر والشعوذة، مؤكدة أن التعامل مع مثل هذه الوقائع يتم بكل جدية وحزم، حرصًا على حماية المجتمع من أي محاولات لترويج الفكر الوهمي أو استغلال البسطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.