■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب في تجربة مميزة يمتزج فيها الجمال البصري مع العمق الفكري، افتتحت الفنانة إيمان منير معرضها الجديد «قطوف»، بكلية الفنون الجميلة بالزمالك لتقدم رحلة فنية تتجاوز حدود الشكل إلى عمق التجربة الإنسانية. ■ الفنانة إيمان منير المعرض يطرح على المتلقي سؤالا جماليا وفلسفيا في آن واحد: كيف يمكن للفن أن يكون حصادا حيا للمعرفة والدلالة، لا مجرد متعة بصرية فقط؟، هنا تتحول اللوحة إلى نص مفتوح، يتنقل بين الحضور والغياب، الامتلاء والفراغ، الجسد والفضاء، ليكشف عن علاقة وثيقة بين الإنسان والكون. «قطوف» لا يكتفي بعرض أعمال تشكيلية، بل يقدم تجربة معرفية بصرية، تبرز أن العمل الفني ليس مجرد إنتاج جمالي، بل خطاب يحمل إشارات وعلامات مفتوحة على التأويل، فكل لوحة حصيلة بحث وتجربة، ثمرة ناضجة تحوي بذورًا جديدة للتفكير والتأمل. ◄ اقرأ أيضًا | «الديكور العلاجي».. ألوان للراحة النفسية تبدو الأعمال كأنها تجسد ثنائية متوازنة فهي من جهة متجذرة في الذاكرة الإنسانية، ومن جهة أخرى منفتحة على فضاء كوني رحب، لذا يضع المعرض المشاهد في مواجهة أسئلة كبرى عن معنى الجمال، وحدود المعرفة، والقدرة على اكتشاف ما وراء المرئي. بهذا المعنى، يشكل «قطوف» حالة خاصة في المشهد التشكيلي المعاصر، ويعيد صياغة العلاقة بين التجربة البصرية والفكرية، إنه احتفاء بالجمال والمعرفة. في لوحة «الإنسان والطبيعة» جسدت الفنانة تداخل الإنسان مع الطبيعة، حيث يندمج وجه أنثوي في وضع تأملي مع جذع شجرة تتفرع أغصانها كامتداد لملامحها، استخدمت اللون الأخضر كرمز للحياة والتجدد، فيما يضفي التداخل بين الخطوط السوداء والفراغات البيضاء إحساسًا بالانصهار بين الجسد والأرض، كإشارة إلى وحدة الوجود الإنساني وانصهاره داخل الطبيعة.