■ بقلم: أحمد المراغي يعرف المقاتل «عبدالفتاح السيسي» متى يقطع آلاف الأميال دون كلل أو ملل ليجلس على مائدة حوار أملا فى مكتسب بسيط للقضية والناس وفى نفس الوقت يعرف جيدا جدا متى يرفض أن يتحرك من مكانه أو يجرى ولو محادثة هاتفية حينما يدرك أن من أمامه لا يستحق. كثيرا ما كانت شخصية الرئيس السيسى محورا للجلسات الخاصة التى كانت تجمعنى بأستاذى الكاتب الصحفى الفذ النادر الموهبة الأستاذ ياسر رزق رحمه الله ..كان الأستاذ على مسافة قريبة جدا من المقاتل «عبدالفتاح السيسى» ربما كما لم يقترب صحفى من سيادته أبدا.. ولا أنكر أننى كنت أستغل تلك الجلسات لأعرف منه أكثر وأكثر عن ذلك الرجل الذى اختاره القدر لمصر فى فترة من أصعب أيام تاريخها وأكثرها فتنا وقلاقل كنت أبحث فى تلك الجلسات عما لا يتوافر من معلومات.. لكن الرائع فى الأمر أننى كنت أطمئن من أستاذى على بلادى أكثر حينما يتحدث عن المقاتل السيسى «بمنتهى الثقة والفخر والاطمئنان». هكذا تجمعت فى عقلى تفاصيل كما ذكرت لم تتوافر لكثيرين عن تلك الشخصية المدهشة وأدركت نتيجة تلك الجلسات الخاصة أننا أمام رجل يدرك قيمة الأرض والتاريخ والجغرافيا والإنسان والرجال والجيش كانت كل الشواهد والدلائل تشير إلى ذلك.. ويوما تلو آخر ومع الوقت والأحداث تيقنت أكثر وأكثر أننا أمام رجل يتقن فن فك شفرة الأحداث الملتهبة والمواقف المشتعلة والمتشابكة التى ربما يقف أمام تعقيداتها كثير من العقليات التى يتوجب عليها فى لحظة ما اتخاذ قرار مصيرى. من الساعة الأولى ليلة السابع من أكتوبر الشهيرة باتت الأحداث كلها تشير إلى أن الهدف مصر. كان المشهد وقتها وطوال ما يقرب من عام كامل يؤكد أن استفزاز مصر كان «الجائزة الكبرى» وأن اشتعال فتيل الحرب هو الهدف الأسمى.. تارة بفتح المعابر.. وتارة أخرى بإدخال المساعدات.. وتارة ثالثة باستفزاز المشاعر.. ورابعة بسفارات بلادى حول العالم.. وخامسة.. وسادسة.. كانت الرؤية تتضح كل طلعة نهار:الهدف مصر. طوال هذه الفترة «الخبيثة» أتقن الرئيس السيسى قراءة المشهد بكل أبعاده وألغازه ومفرداته وشفرته الأكثر خبثا.. لم يراهن بشعبه لكنه راهن عليه حتى لو لم تتفهم فئة قليلة أسرار مايدور حولها وخبث مايحاك ضدها.. أتقن الرجل كما عودنى فك الشفرة بمنتهى الحرص والعقل والأمانة.. لم يترك لنفسه الغاضبة لكنه ترك عقله وخبرته وحرفيته تتحكم فى قيادته للأزمة لكن بعد فك شفرة الموقف الملتهب ونزع فتيل الانفجار.. ومازال. مايراه العالم الآن من قرارات مصرية تتخذها بلادى بكامل الإرادة وبمنتهى الإتقان والقدرة على استقبال النتائج وتوقعها والتخطيط لها مهما كانت دون التفاف على موقف أو تهاون فى قضية. مصر تدرك جيدا أن المكايدة والعبث بالأقدار والرهان على من يتعلق بها سواء من يعيش على أرضها أو يحتمى بعظمة تاريخها وقوة حاضرها كل ذلك مفردات لا توجد بالقاموس المصرى عبر الأزمان وأن أوان الكلمة ودقة تصويبها هى حرفة مصرية أصيلة تمارسها مصر بحرفية مدهشة محفورة على جدران التاريخ والحاضر والمستقبل. يعرف المقاتل «عبدالفتاح السيسى» متى يقطع آلاف الأميال دون كلل أو ملل ليجلس على مائدة حوار أملا فى مكتسب بسيط للقضية والناس وفى نفس الوقت يعرف جيدا جدا متى يرفض أن يتحرك من مكانه أو يجرى ولو محادثة هاتفية حينما يدرك أن من أمامه لا يستحق أن يجلس على مائدة طرفها مصر أو يجمعه بها خط هاتف على الجانب الآخر. أثبتت الأيام والمواقف والأحداث صدق حدس أستاذى ياسر رزق فى الرجل وتأكدت أن ما جمعته من جلساتنا المدهشة كان حقيقيا وأن الموقف المصرى الآن هو ترجمة حرفية لسلوكيات رئيس بدرجة مقاتل يدرك قيمة التاريخ الذى يحمله فوق كتفيه.. وياله من حمل ثقيل. ألمح فى الأفق غبار معارك ربما تدور على أرض ملتهبة أو غير ذلك لكنى مطمئن أن الله معنا وأن المقاتل الذى يقودنا مدرك تماما لكل شفرات ما حوله من مواقف ملتهبة ويمتلك بفضل من الله مفاتيح فكها وأثق فى الله أن مقدمات الموقف المصرى بفضل الله ستؤدى إلى نتائج تليق بمصر بمن يحتمى بالله وبها تاريخا وجغرافيا.. أحداثا ومواقف.. أمس وغدا. تحياتى للفريق «×» الذى لا أعرفه. لدىّ يقين أن هناك فريقا مدهشا وطنيا حتى النخاع.. واعيا تماما بفكر الرئيس وطموحاته العظيمة وإيقاعه السريع ومتطلبات اللحظة الملتهبة يمتلك أدوات مختلفة وفكرا متميزا وعقلية توازى سرعة الأحداث وربما تستبقها.. وهذا ما نتج عنه مؤخرا قرارات سياسية واجتماعية واعية استقبلتها عقول وقلوب المصريين بارتياح واطمئنان أننا على الطريق الصحيح بإذن الله. لا أعرف ذلك الفريق لكننى وغيرى نشعر به ونوصيه خيرا بمصر وشعبها ورئيسها الذى يستحق فريقا أكثر سرعة فى كل المجالات حتى يلاحق طموحه للوطن والناس. تحياتى ودعواتى للرئيس ولفريقه المدهش.. تحياتى للفريق «x» الذى لا أعرفه.