أول أمس كانت الذكرى 94 لميلاد بليغ حمدى قائد مدفعية الألحان الوطنية، الذى شاء القدر أن تكون ذكرى ميلاده فى كل عام فى السابع من أكتوبر المتوافق مع اليوم الثانى للحرب المجيدة، عشاق أنغامه أضاءوا له أول أمس 94 شمعة احتفالاً بذكرى مجيئه للدنيا فى تاريخ ربط بينه وبين أعز انتصار ساهم فيه بأنشودة «بسم الله» التى رفعت الروح المعنوية على خط النار والجبهة الداخلية، بليغ سجل الأنشودة بصعوبة مساء 6 أكتوبر ليتم بثها يوم عيد ميلاده صباح 7 أكتوبر، ويروى بليغ أنه استيقظ على زغاريد فخرج ليستطلع الأمر من الشرفة فسمع الناس وهى تردد «الله أكبر.. جنودنا عبرت»، تلقى وقتها اتصالاً من الشاعر عبد الرحيم منصور الذى أبلغه أنه استلهم من نداء أبطالنا على الجبهة أنشودة «بسم الله» وأخذ يتلوها عليه.. وفى زمن قياسى لحنها بليغ وانطلق للإذاعة فتم منعه من الدخول وبغضب شديد طلب من أمن ماسبيرو الاتصال بوجدى الحكيم مسئول الموسيقى والغناء، نزل وجدى ليقنع بليغ بأن الإجراءات الأمنية تمنع الدخول لغير المصرح لهم، فقال له بليغ: «ولو منعتوا دخولى ها اعمل لكم محضر فى القسم أنا عايز اغنى لمصر أهم لحن فى حياتى»، وصل الأمر لمحمد محمود شعبان رئيس الإذاعة فاتصل بوزير الإعلام وحصل على تصريح بدخول بليغ وبرفقته العود وعبد الرحيم منصور، وكتب بليغ تعهدًا على نفسه بتحمل أجور العازفين بالإذاعة لعدم وجود ميزانية، وحول بليغ بعض موظفى الإذاعة لكورال يسجل به الأنشودة التى انتشرت بين الناس كما النار فى الهشيم. وصورها المخرج محمد سالم بلقطات حية لعبور قواتنا بالزوارق المطاطية، وللتذكرة تقول كلمات أول طلقة بليغية «بسم الله أكبر أذن وكبر/ نصرة لبلدنا بإيدين ولادنا / وأدان ع المدنة بتحيى جهادنا / الله أكبر أذن وكبر وقول يا رب النصرة تكبر/ بكفاحنا يا مصر / جنود الشعب بتخطى الصعب / سينا يا سينا أدينا عدينا / ما قدروا علينا جنود أعادينا بسم الله»، وبعدها سكن بليغ فى الإذاعة ولم يبرحها، الشعراء يمولونه بالكلمات وهو يلحن ويصل الليل بالنهار وتوافد المطربون والمطربات ليسابق كل منهم الآخر فى تسجيل لحن وطنى من ألحان بليغ، فغنت وردة «ع الربابة» وشدا عبد الحليم برائعة «عاش اللى قال»، والله يرحمك يا بليغ فى الذكرى 94 لمجيئك للدنيا، والذكرى 52 لأعظم انتصار فى تاريخ مصر الحديث.