مستلهمًا من التراث المصرى مادة لإبداعه، حرص الفنان حمدى زكريا على إعادة صياغة القوالب بأدواته البسيطة فى لوحات فنية تعبر عن تجربة فنية أصيلة. ورغم ابتعاد الفنان حمدى زكريا عن ممارسة فنه لأكثر من نصف قرن إلا أن موهبته وشغفه بالفن بدأ معه منذ الصغر، إذ يمزج فى لوحاته بين الخشب والألوان والرسم فى لوحات ثلاثية الأبعاد. الفنان السبعينى عاد من جديد بموهبة متفجرة وقلب صغير يرسم ملامح المرأة المصرية وقريته، حيث حصل على جوائز وتكريمات عدة من بينها المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية بلوحته «الرحاية». بدأ «زكريا» مشواره الفنى الحقيقى فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، حيث طوّر أسلوبًا فنيًا فريدًا يمزج بين ثلاثة فروع من الفنون التشكيلية فى عمل واحد، هى: التمثال القائم بذاته، النحت البارز، والرسم العادى.. لتتكون بذلك لوحة فنية متكاملة، تحمل موضوعًا ورسالة، فى تجربة يصفها بأنها جديدة على مستوى العالم، كونه أول من ابتكر هذا اللون الفنى من حيث الفكرة وطريقة البناء والخامة. يعتمد «زكريا» على الخشب كخامة رئيسية فى أعماله، سواء فى صورة كتل خشبية أو عجينة الخشب، مع تطبيق قاعدة فنية وضعها بنفسه تتكون من خمسة بنود أساسية يراها الضمانة لنجاح أى عمل فنى.