منذ انطلاق مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري، وهو يرسخ لنموذج خاص من المهرجانات التي تحمل روح الشباب وطموحاتهم، ليصبح منصة حقيقية لاكتشاف الموهوبين وإعادة المسرح إلى قلب الجمهور. في دورته الثامنة، التي توصف بأنها الأضخم في تاريخه، يواصل المهرجان التوسع في الإنتاج، وفتح الأبواب أمام التجارب الجديدة، بمشاركة لجنة تحكيم تضم أكثر من 40 عضوا والتي تعد الأكبر في تاريخ المهرجانات، إلى جانب مسابقات وتصويت جماهيري للمرة الأولى، وعن ملامح الدورة الجديدة، والتحديات التي واجهت التحضيرات، وأحلام التوسع العربي والدولي، كان لنا هذا الحوار مع المخرج والفنان سامح بسيوني نائب رئيس المهرجان. المهرجان بيت الشباب و«المسرح للجماهير» شعارنا في كل دورة بعد سبع سنوات من المهرجان.. هل تشعر أن المهرجان حقق الهدف الذي وضع له من البداية؟ بالفعل المهرجان حقق الهدف، وضخ دماء جديدة للساحة الفنية سواء ممثلين أو مخرجين أو مهندسي ديكور وغيرهم من عناصر العرض المسرحي، وساهم في ظهور نجوم تصدروا المشهد الفني مثل أحمد الرافعي، عابد عناني، دنيا سامي، مصطفى عماد، عبد الرحمن القليوبي، وغيرهم كثير. ما الذي تغير في رؤيتك للمهرجان من الدورة الأولى إلى الآن؟ بالتأكيد الرؤية اختلفت، فمع كل دورة يزداد إدراكنا للتحديات، ويظهر مدى احتياج الشباب لمنصة كبيرة تقدمهم للجمهور، المهرجان ليس مجرد مسابقة، لكنه أصبح مساحة لاكتشاف المواهب ودعمها، وأيضا فرصة لصناعة حالة فنية حقيقية تجمع كل الأجيال. ما أصعب تحدي في التحضيرات للدورة الثامنة، وهل يختلف عن التحديات في السنين السابقة؟ التحضير لدورة بهذا الحجم تحد كبير في حد ذاته، الصعوبة دائما أننا نلبي طموحات الشباب ونقدم محتوى يليق بالمهرجان والجمهور مع موارد محدودة، لكن رغم كل الضغوط، النجاح الحقيقي إن الدورة الثامنة هي الأضخم إنتاجيا وتنظيميا منذ انطلاق المهرجان. ما الإضافة الأبرز التي تتميز بها الدورة الثامنة عن السابعة؟ الدورة الثامنة فيها أكثر من إضافة، فهي الأكبر في تاريخ المهرجان من حيث الإنتاج، حيث تقدم 140 عرضا، وشاهد بالفعل أكثر من 70 عرضا، وتم إنتاج 32 عرضا مسرحيا، كما سنشهد هذه الدورة الإنتاج الأكبر في عمر المهرجان، إلى جانب 5 لجان تحكيم، كل لجنة تتواجد يومين وتشاهد حوالي 6 عروض لتخرج لنا جوائز أفضل 5 عروض، تتكون اللجان من أكثر من 40 محكم من القامات الفنية الكبيرة، والجديد أيضا وجود مسابقة باسم "The Best"، وهي مسابقة يتم فيها تصويت الجمهور بعد كل عرض وتسلم نتيجتها فورا، كذلك الورش هذا العام لا تقتصر على المدربين المصريين فقط، بل تضم مدربين عالميين. هل هناك موضوع أو اتجاه فني يسيطر على عروض هذه الدورة؟ الحقيقة لا، لكن الشباب مركز جدا جدا في اختيار موضوعات مميزة ومهمة، ويعجبني طموحهم وتركيزهم ورغبتهم في تقديم أنفسهم بأعمال قوية ومختلفة، وهذا ينعكس في قوة العروض والمنافسة بينهم، سنرى عروضا قوية جدا ومنافسة شديدة. كيف أثرت التجربة السابقة (السابعة) في صياغة برنامج الدورة الجديدة؟ التجربة السابقة كانت مصدر مهم للتعلم، ساعدتنا نكتشف نقاط القوة ونبني عليها، وأيضا نتجاوز أي تحديات ظهرت، لذلك الدورة الثامنة أصبحت أكثر تنظيما وبها إضافات جديدة سواء على مستوى الإنتاج أو لجان التحكيم أو الورش. كيف جعلتم الجمهور جزء من المعادلة بالنسبة للمهرجان وليس فقط المتخصصين في المسرح؟ دكتور أشرف زكي، رئيس المهرجان ونقيب المهن التمثيلية، جعل الجمهور من أهم أولوياته، ولذلك أصبح شعار المهرجان "المسرح للجماهير"، لهذا نرى دعاية ضخمة في شوارع القاهرة والجيزة، بالإضافة إلى تصوير وتسويق العروض، وأيضا مسابقة "The Best" من تصويت الجمهور بعد كل عرض. كيف ترى انعكاس المهرجان على الحركة المسرحية في مصر بشكل عام؟ المهرجان يمثل إضافة حقيقية للحركة المسرحية المصرية، لأنه يفتح المجال أمام طاقات جديدة لم تكن تجد منبرا للتعبير عن نفسها، كثير من العروض التي تقدم على خشبته تكشف عن تجارب متنوعة وأفكار مبتكرة تثري المشهد، حتى وإن لم تكن مكتملة النضج في بعض الأحيان، هذا التنوع يخلق حالة من الحراك الصحي، حيث يتفاعل النقاد والجمهور والمبدعون مع أشكال مختلفة من الرؤى المسرحية، كما أن المهرجان يمنح الفرصة للعديد من الفنانين الشباب للتعرف على بعضهم البعض وبناء شبكات تعاون مستقبلية، وهو ما ينعكس بدوره على الحركة المسرحية في مصر التي تحتاج دوما إلى دماء جديدة وتجارب متجددة تحافظ على حيويتها. نسعى للتوسع عربيا ودوليا نعمل بإخلاص ولا نقارن بأحد إلى أي مدى أصبح المهرجان قادر على منافسة المهرجانات المسرحية الأخرى في مصر أو حتى في المنطقة العربية؟ نحن لا نقارن أنفسنا بمهرجانات أخرى، نعمل بإخلاص وحب ونجتهد والتوفيق من عند الله. هل هناك نية أن المهرجان يتوسع إقليميا أو يفتح باب المشاركة لمسرحيات عربية مستقبلا؟ نعم، هناك نية وتخطيط لأن يتوسع المهرجان عربيا ودوليا، وسنسعى لتنفيذ ذلك في الدورات المقبلة. في رأيك، ما العوامل التي تجعل المهرجان قادرا على الاستمرار والتطور عاما بعد عام؟ العامل الأبرز الذي يضمن استمرارية المهرجان هو إيمانه العميق بدور الشباب، فطالما وجد جيل جديد يملك الرغبة في تقديم نفسه وفنه، سيظل المهرجان محتفظا بروحه المتجددة، كما أن الدعم المؤسسي، سواء من النقابة أو من الجهات المختلفة، يمنحه الاستقرار اللازم لمواصلة مسيرته، غير أن ما يميز المهرجان حقا هو الحماس المشترك لدى جميع القائمين عليه، من أصغر عنصر في الفريق حتى الإدارة العليا، إذ يجتمع الجميع على هدف واحد وهو أن يبقى المهرجان قيمة حقيقية في المشهد الثقافي والفني، ولذا فإن الرهان على الشباب والشغف بالعمل هما الضمانة الأساسية لاستمراره ونموه. ماهي رؤيتك للدورة العاشرة من المهرجان؟ أتمنى أن تكون الدورة العاشرة بمسارات متعددة إقليميا ودوليا، وطالما المهرجان يمنح فرصا للشباب فأنا سعيد، لأنه خطوة في طريق تحقيق أحلامهم.