فى مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبى ضد إسرائيل، تواصلت المظاهرات الحاشدة فى عدة مدن أوروبية، بعد استيلاء بحرية الاحتلال الإسرائيلى على 42 قاربًا من «أسطول الصمود» المتجه لغزة وعلى متنه نحو 400 ناشط، فيما تتسع رقعة الاحتجاجات من مانشستر لمدريد وجنيف، وسط تصاعد الاشتباكات مع الشرطة وتنديدات دولية متزايدة. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن مظاهرات واسعة اندلعت فى أوروبا عقب السيطرة على الأسطول، حيث شهدت مدن كبرى فى بريطانياوإيطاليا وإسبانيا وسويسرا احتجاجات ضخمة رفع خلالها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ففى مانشستر، وعلى مقربة من موقع الهجوم الأخير على كنيس يهودى، هتف المتظاهرون «الحرية لفلسطين» و«أوقفوا الجوع فى غزة». وفى لندن، اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، الذين تجمعوا قرب البرلمان، بينما شهدت جنيف مظاهرة لنحو 3000 شخص، استخدمت الشرطة خلالها الغاز المسيل للدموع، كما شهدت مدينة برن السويسرية احتجاجات مماثلة. اقرأ أيضًا | إسرائيل ترحّل نشطاء الحرية وسط اتهامات بانتهاك القانون وشهدت إيطاليا تظاهرات كبيرة فى فلورنسا، حيث أُطلقت الألعاب النارية وقنابل الدخان، وأُغلقت الشوارع الرئيسية وجرى تعطيل حركة القطارات، واحتل محتجون مبنى الجامعة فى بيزا. وفى إسبانيا، تظاهر نحو 15 ألف شخص فى برشلونة، ورددوا شعارات ضد الاحتلال، وسار المحتجون نحو وزارة الخارجية، كما خرجت مظاهرات فى غرناطة جنوبى إسبانيا. وقد استدعت إسبانيا السفير الإسرائيلى للاعتراض، فيما طردت كولومبيا الدبلوماسيين الإسرائيليين. وأمرت المحكمة العليا الهولندية الحكومة بمراجعة سياسات تصدير الأسلحة لإسرائيل. فى الوقت نفسه، أعلن منظمو «أسطول الصمود العالمى» اعتراض إسرائيل «مارينيت» آخر سفينة كانت تواصل طريقها باتجاه غزة، على مسافة نحو 42.5 ميل بحرى من غزة. وأكدت سلطات الاحتلال أنها بدأت عملية ترحيل المئات من نشطاء الأسطول، حيث يُرحَّل مَن يوقع على اتفاق فورى، فيما يخضع الرافضون لإجراءات قانونية فى مراكز احتجاز قبل صدور أوامر بترحيلهم، وباشرت سلطات الهجرة بإجراءات الاستماع تمهيدًا لإصدار أوامر ترحيل أو اعتقال بحق الناشطين، دون حضور محاميهم، ودون تمكينهم من الحصول على الاستشارة القانونية اللازمة فى خرق صارخ للقانون الدولى، وحتى القانون الإسرائيلى، ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» سينقل معظم النشطاء جوًا عبر طائرة خاصة لإحدى الدول الأوروبية، بينما يُرحَّل آخرون عبر معبر اللنبى أو على متن رحلات تجارية.. فى الوقت نفسه أعلنت «اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة»، أن عددًا من الناشطين قرروا الدخول فى إضراب مفتوح عن الطعام منذ لحظة احتجازهم، احتجاجًا على ظروف اعتقالهم ومعاملة السلطات الإسرائيلية لهم. يأتى ذلك فيما قالت الخارجية الأمريكية إن أسطول المساعدات الإنسانية الذى اعترضته إسرائيل «استفزاز متعمد وغير ضرورى»، ويصرف الانتباه عن الجهود التى تبذلها إدارة ترامب لتأمين صفقة سلام. وذكرت أنها ملتزمة بمساعدة أى أمريكيين شاركوا فى الأسطول واحتجزتهم إسرائيل. . يأتى ذلك فيما قال قيادى فى حماس إن الحركة «تحتاج لبعض الوقت» لدراسة خطة ترامب بشأن غزة. من ناحية أخرى، أقام عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليمينيين مخيمًا على بعد أقل من 1 كم من الحدود مع شمالى قطاع غزة، مطالبين الحكومة بالسماح لهم بالاحتفال بعيد يهودى على أنقاض مستوطنة نيسانيت السابقة فى القطاع. وجاءت الخطوة بدعم من عضو الكنيست اليمينى المتطرف ليمور سون هار ميليش، وفى الوقت الذى طالبت فيه حركة الاستيطان المتطرفة «نحالا»، التى نظمت هذه الخطوة، الحكومة الإسرائيلية لوقف خطة ترامب الخطيرة، و«السماح الفورى للاستيطان اليهودى فى قطاع غزة».