يعاني كثيرون من كحة مزعجة لا تهدأ، خاصة أثناء الليل أو عند التعرض للغبار والعطور، وغالباً ما يظن البعض أنها مجرد نزلة برد عابرة. لكن يؤكد د. حسام القاضي، أستاذ الحساسية والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس واستشاري أول الحساسية والمناعة، إن هذه الكحة قد تكون إشارة واضحة للإصابة بحساسية الصدر أو ما يُعرف بالربو التحسسي. يوضح د. حسام أن الكحة ليست مرضاً في حد ذاتها، وإنما هي رد فعل من الجسم لطرد المهيجات، وفي حالة حساسية الصدر، تنشأ الكحة نتيجة التهاب الشعب الهوائية عند التعرض لمحفزات مثل الغبار، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات أو الدخان. ويصاحب هذا الالتهاب ضيق في الشعب الهوائية وتقلص في عضلاتها، إضافة إلى زيادة الإفرازات المخاطية التي تثير بدورها السعال المستمر. ويشير إلى أن كحة حساسية الصدر تتميز بعدة علامات، أهمها أنها تكون مستمرة لأكثر من أسبوعين أو تتكرر بشكل متلازم، وغالباً ما تكون جافة أو مصحوبة ببلغم شفاف ولزج، وتزداد هذه الكحة في ساعات الليل أو الفجر، مما يعطل النوم، كما تحدث عند التعرض لمحفزات مختلفة كالأتربة والعطور والهواء البارد، وقد تترافق مع صفير بالصدر أو ضيق تنفس أو شعور بالثِقل. وفي بعض الحالات، قد تكون الكحة هي العرض الوحيد كما في حالة "الربو السعالي". ويحذر د. حسام من تجاهل الكحة المستمرة، مؤكداً أنه يجب مراجعة الطبيب المتخصص إذا استمرت الكحة لأكثر من أسبوعين أو تسببت في إيقاظ المريض من النوم، أو إذا كانت مصحوبة بصفير أو ضيق تنفس أو بلغم غير طبيعي، لافتاً إلى أن التشخيص الدقيق ضروري لتحديد السبب ووضع بروتوكول العلاج المناسب. ويختتم بتأكيده أن علاج حساسية الصدر يركز على التحكم في الالتهاب الأساسي، وهو ما يقلل أو يمنع الكحة المزعجة ويحمي الرئتين على المدى الطويل.