الكحة الليلية من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤرق الأطفال وأسرهم، خاصةً مع تأثيرها السلبي على نوم الطفل وراحته، وعلى الرغم من أن الكحة غالبا ما تكون مجرد عرض بسيط يدل على محاولة الجسم التخلص من مهيجات الجهاز التنفسي، إلا أنها قد تشير أحيانًا إلى مشكلات أكثر تعقيدًا تتطلب التدخل الطبي. يوضح د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن الكحة الليلية تحدث نتيجة عدة عوامل، أبرزها: 1. العدوى الفيروسية نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الحنجرة هي أسباب شائعة للكحة الليلية، وتتميز هذه الحالات بكونها لا تحتاج إلى مضادات حيوية، بل يمكن التعامل معها باستخدام أدوية تخفف الأعراض. 2. الارتجاع المعدي المريئي قد يعاني الأطفال من ارتجاع حمض المعدة، مما يسبب الكحة الليلية، إلى جانب أعراض أخرى مثل القيء، طعم سيئ في الفم، أو حرقة في الصدر. يعتمد العلاج على عمر الطفل وحالته الصحية. 3. الربو أو حساسية الصدر يصعب أحيانًا تشخيص الربو لدى الأطفال، لكنه غالبًا ما يظهر على شكل كحة مصحوبة بصوت صفير، تزداد حدتها أثناء الليل. 4. الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية يمكن أن تؤدي الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية إلى كحة مستمرة، بالإضافة إلى أعراض مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق. 5. السعال الديكي يتميز السعال الديكي بنوبات كحة متكررة مصحوبة بشهيق يشبه صوت الديك. هذا المرض يمكن الوقاية منه بالتطعيمات ويعالج بالمضادات الحيوية. 6. أسباب أخرى أحيانًا تكون الكحة ناتجة عن تعرض الطفل لمهيجات خارجية مثل دخان السجائر، أو نتيجة تعوده على الكحة بعد التعافي من مرض سابق. ولتهدئة الكحة الليلية، ينصح د. محمود كامل باتباع الإرشادات التالية للأطفال الأكبر من سنة: ترطيب الجسم: تأكدوا من أن الطفل يشرب كميات كافية من الماء لتخفيف المخاط وتسهيل التخلص منه. وضعية النوم: استخدموا وسادة إضافية لرفع رأس الطفل أثناء النوم لتقليل الكحة. العسل: أعطوا الطفل ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم (للأطفال الأكبر من سنة)، أو قوموا بإذابتها في حليب دافئ. تجنب المهيجات: أبعدوا الطفل عن أي مواد قد تثير صدره، مثل دخان السجائر أو العطور القوية. كما يشير الطبيب إلى أن هناك بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب على الفور، ومنها: إذا كان الطفل يعاني من ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس. إذا كان يعاني من ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة مئوية. إذا استمرت الكحة لأكثر من أسبوعين. إذا كانت الكحة مصحوبة بصوت صفير أو شبيهة بالنباح. إذا أثرت الكحة على نشاط الطفل أثناء اليوم أو نومه ليلاً.