الموعد الوحيد فى خطة الرئيس ترامب بشأن غزة هو موعد الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين خلال ثلاثة أيام. كل ما عدا ذلك متروك لقرار المحتل الإسرائيلى أو لتقديرات أمريكا أو من ستأتى به من عينة «تونى بلير» صاحب التجربة المشهودة فى حرب تدمير العراق (!!) هذا ليس اقتراحًا بحل يبدأ بفترة انتقالية نحو سلام حقيقى، وإنما هو محاولة لاستغلال رغبة العالم كله فى إنهاء المذبحة الإسرائيلية فى غزة لكى تخلق واقعًا يحقق أهداف إسرائيل وينسف فرص السلام الحقيقى الذى لن يقوم إلا مع انتهاء الاحتلال الصهيونى وقيام دولة فلسطين المستقلة التى تضم غزة والضفة والقدس العربية مهما طال الطريق وتعددت التحديات!! العالم كله يرحب بالحديث عن إنهاء الحرب وتبادل الأسرى والرهائن ووضع حد لحصار الجوع الذى تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين الصامدين على أرضهم فى غزة واستبعاد التهجير القسرى للفلسطينيين لكن ما بعد ذلك لابد أن يكون عنوانه الوحيد هو إعادة البناء بيد الفلسطينيين وعلى طريق دولتهم الموحدة والمستقلة لتكون شريكًا فى سلام حقيقى يقوم على العدل وليس على الصفقات!! فى إسرائيل نفسها، ومع الترحيب الكبير باقتراح ترامب فإنهم يعرفون نتنياهو أكثر من غيرهم.. فى استطلاع أخير للرأى قال 71٪ إنهم مع الاقتراح، لكن 82٪ قالوا إن الاتفاق إذا تم إقراره لن يتم تنفيذه كاملًا(!!) يعرفون جيدًا أن القضية ليست الرهائن وإنما الاحتلال، وليست حماس وفصائل المقاومة وإنما العداء لكل ما هو فلسطينى، ويدركون أن الاقتراح الأمريكى قد يحقق لإسرائيل كل ما فشلت فى تحقيقه خلال عامين من حرب الإبادة، وقد ينقذ نتنياهو من ورطته، لكنهم يعرفون أن السلام الحقيقى بعيد، وأن نتنياهو يكشف حقيقة الموقف الإسرائيلى بالتأكيد على أن الاحتلال باقٍ فى معظم أراضى غزة، والسيطرة الأمنية كاملة وللأبد، وأنه لا حديث عن دولة فلسطينية ولا قيود على الاستيطان!! فى المقابل.. أيًا كان قرار حماس، فإن الحقيقة أكبر. وفلسطين لا يمكن أن تقبل باستمرار الغياب، ولا حل فى غزة إلا تحت مظلة الدولة الفلسطينية الموحدة وبدعم عربى ودولى للشرعية الدولية. حتى إذا صدقنا أن المجرم نتنياهو مهتم بتحرير الرهائن الإسرائيليين (وهو ما لا يصدقه الإسرائيليون أنفسهم!) فإن المستحيل هو أن يبقى نحو ستة ملايين فلسطينى فى غزة والضفة «رهينة» لدى إسرائيل أو رعايا للسيد بلير!!