ساعات قليلة، ويزف إلينا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشرى الحدث الاستثنائى المنتظر، بشأن وقف الحرب على غزة. طوال عامين، والعالم على أطراف أصابعه، بحثاً عن حل للكارثة الإنسانية التى يعيشها أهالينا فى غزة، وهم يعانون حرباً شاملة بالنار والتجويع والتهجير القسرى، وتعويق دخول المساعدات للجوعى المكلومين. الحدث الاستثنائى المنتظر، لم يأت من فراغ، بل نتاج جهود مصرية مخلصة بمساندة عربية وإسلامية فى المحافل الدولية، لإظهار بشاعة ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلى من جرائم إبادة جماعية، وتهجير قسرى لأهالى غزة، وأطماع وهمية يروجها رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو حول إسرائيل الكبرى، وخريطة جديدة للشرق الأوسط. وسط هذا الزخم الإيجابى لا يجب أن نسرف فى التفاؤل تجاه الحدث الاستثنائى المنتظر لوقف الحرب فى غزة، فقد يواجه بمعوقات حقيقية أو مختلقة، لإبقاء الوضع على ما هو عليه.. ويجب علينا كعرب ومسلمين أن نواصل العمل على دفع الأمور للأمام والاستمرار فى جهود وقف التصعيد، والعمل على استثمار الدعم العالمى غير المسبوق للقضية الفلسطينية وحل الدولتين. علينا أن ندرك أن الأمر ليس سهلاً، ونتوقع دائماً أسوأ السيناريوهات، وأن نستعد لمواجهتها حتى لا نفاجأ بأشياء لم تكن فى الحسبان، فالعالم ومنطقة الشرق الأوسط خصيصاً تشهد سيولة وضبابية غير مسبوقة، يجب التحسب لها، والحذر ثم الحذر فى مواجهتها، والعمل بروح الفريق وعلى قلب رجل واحد. معظم النار من مستصغر الشرر، وكل المعوقات تكمن فى التفاصيل وتصريحات المنبوذ نتنياهو تحت قبة الأممالمتحدة غير مبشرة، وكلها تدور حول هدف تصفية القضية الفلسطينية، وأوهام إسرائيل الكبرى.. ولاشك أن نتنياهو سيفعل كل ما بوسعه لإفشال الحدث الاستثنائى المنتظر، ونجاحنا الحقيقى أن نفوت عليه الفرصة لوقف ذلك التطور الإيجابى الدولى، حول قضيتنا المفصلية المتعلقة بفلسطين. .. وها نحن منتظرون..