إن دعم الطبيب المصرى وتشجيع السياحة العلاجية، لا يعنى غض البصر عن بعض سلبيات المنظومة الصحية، أو بعض الأخطاء الطبية التى تحدث نتيجة التقصير أو الإهمال أو سوء التعليم والتدريب تناول الإعلام لبعض السلبيات والأخطاء الطبية، لا يعنى تشويه المنظومة الصحية، ولا يستهدف الإساءة لسمعة الطبيب المصرى، ولن يؤدى لضرب السياحة العلاجية، كما يتخيل البعض!. وفى نفس الوقت، فإن دعم الطبيب المصرى وتشجيع السياحة العلاجية، لا يعنى غض البصر عن بعض سلبيات المنظومة الصحية، أو بعض الأخطاء الطبية التى تحدث نتيجة التقصير أو الإهمال أو سوء التعليم والتدريب. أقول هذا بمناسبة غضب بعض الأطباء بسبب ما نشرته فى الأسابيع الأخيرة حول بعض وقائع الأخطاء الطبية. والحقيقة أن الأخطاء والسلبيات الطبية موجودة فى كل دول العالم، والإعلام الذى يشير إلى بعض السلبيات والأخطاء الطبية، كثيراً ما يتحدث أيضا عن الإنجازات المميزة والجراحات الناجحة والأبحاث المهمة التى تحدث فى المستشفيات والمراكز المتميزة، مثل مستشفى 57357 ومركز د.غنيم ومجدى يعقوب وجامعة زويل ومعهد ناصر وغيرها. فالإعلام إنارة هدفها نشر الوعى والحث على التغيير للأفضل. وطبقا لهذا المفهوم أعود لمشاكل المنظومة الصحية، هناك بالفعل مستشفيات على أعلى مستوى من الإمكانيات والجودة والتميز، وفى المقابل لدينا مستشفيات تعانى التقصير والإهمال، مثلما حدث فى قسم العيون بمستشفى التأمين الصحى والذى أدى لفقد عدد من المرضى بصرهم عقب اجراء جراحات بسيطة، وتعرض أطفال لمخاطر شديدة وصلت للوفاة عقب اجراء جراحات استئصال اللوزتين فى بعض المستشفيات. وفى مجال التعليم والتدريب، لدينا كليات طب عريقة نفخر بها وكليات متميزة و مطابقة لكافة معايير ومواصفات الجودة، وتضم أساتذة على أعلى مستوى من التميز والخبرة، ولكن مع التوسع السريع فى افتتاح كليات طب جديدة، تم خفض تنسيق القبول بكليات الطب ما أدى لالتحاق طلاب غير مؤهلين لهذه الدراسة، وظهرت كليات طب تم افتتاحها على عجل دون استكمال المقومات اللازمة للتعليم والتدريب وتخريج طلاب مؤهلين، وكانت النتيجة كما رأينا فى كلية طب جنوب الوادى حيث كشفت نتائج الامتحانات رسوب اكثر من 61٪ من طلاب الفرقة الأولى، وفصل 101 طالب استنفذوا مرات الرسوب. ولا ننكر أيضا مشكلة غياب معظم كبار الأساتذة عن أقسامهم ووحداتهم فى المستشفيات الجامعية، ما يؤثر على تدريب الأطباء الصغار. الجانب الإيجابى فى الأمر أن الدولة واعية ومدركة تماماً للمشكلة وتبذل جهودا كبيرة للحل، أهمها تشكيل المجلس الصحى المصرى الذى بدأ عمله من حوالى عام، ومن أهم مهام المجلس الصحى تنظيم مجالات الصحة فى مصر فى نواحى التعليم ما بعد الجامعى، والتدريب التخصصى، والتأهيل وتطوير المستوى العلمى للأطباء، والعاملين فى مختلف المجالات الصحية، وذلك من خلال تطوير مستوى التدريب الطبى والصحى للأطباء والعاملين فى مختلف التخصصات الطبية ولخريجى الكليات الطبية والصحية، واختبارهم للتأكد من تأهيلهم الكافى للممارسة الطبية الآمنة، لضمان تحسين الخدمات الصحية وحماية المرضى. أهداف رائعة أتمنى أن تتحقق خاصة وأن المركز يرأسه تنفيذيا دكتور محمد لطيف وهو صاحب خبرة مهنية وإدارية فهو من كبار أساتذة العلاج الإشعاعى وعميد المعهد القومى للأورام سابقاً ننتظر من المجلس القيام بدور حقيقى فى تحسين المنظومة الصحية وخاصة فى مجال التدريب.