فى عالم يعج بالمحتوى المتنوع على منصات التواصل الاجتماعي، ينجح بعض صناع المحتوى فى ابتكار مساحة خاصة تميزهم وسط الزحام، وهذا ما فعله محمود نوح من خلال منصته الشهيرة «حكايات نوح». لا يكتفى نوح بسرد الأحداث التاريخية والفنية، بل يصطحب متابعيه فى رحلات بصرية حية إلى شوارع القاهرة القديمة وأزقتها والأماكن الأثرية ليكشف أسراراً غير مألوفة عن فنانين وأحداث بقيت طويلاً طى النسيان، يمتزج أسلوب نوح فى السرد مع الإحساس الشخصى فيجعل المتلقى يعيش تفاصيل الحكاية وكأنه جزء منها، حتى أصبح محتواه مرجعا للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخ الفن والتراث وفهم المشاعر والدوافع التى صنعت حياة هؤلاء النجوم. اقرأ أيضًا | ختام «اكتشف» الصيفى ..قصر محمد على يحصد المركز الأول يحكى نوح عن بدايته والتى كانت منذ 8 أعوام عن طريق حكى قصص بصوته وإضافتها على مشاهد وصور، ومع الوقت تغلب على رهبة الظهور أمام الكاميرا، فانتقل إلى تصوير فيديوهات قصيرة ثم تقارير ميدانية من قلب الأماكن نفسها، ويقوم نوح بتوثيق أماكن المقابر وسرد قصص فنانين الزمن الجميل حتى تعرف الأجيال الجديدة التاريخ، لافتا إلى أن أصعب تجربة مر بها كانت أثناء تصويره فى غرفة دفن ريا وسكينة حيث شعر بعدم راحة وقلق غير طبيعى. ويقسم نوح محتواه إلى قسمين الأول لحكايات الفنانين القدامى مثل عبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين، والثانى للحكايات التاريخية فى أماكن أثرية مثل درب اللبانة بالقلعة، ويحرص على اختيار شخصياته بعناية. أما عن مصادره فيؤكد أنه يعتمد على حوارات نادرة للفنانين أنفسهم أو تصريحات موثقة من أقاربهم، وتواصل مباشر مع أبناء أو أحفاد النجوم للحصول على معلومات دقيقة.. ويقول إن من أشهر القصص التى لاقت إعجاب الكثيرين كانت مع ابنة الفنان اسماعيل ياسين والتى ظهرت على الساحة الإعلامية للمرة الأولى معه، ومن الحلقات الجديدة التى يعدها مقام سيدى الذوق والذى كانت حوله العبارة الشهيرة «الذوق مخرجش من مصر» والمفاجأة أن المقام لشخص آخر.. رسالة نوح تتجاوز مجرد الحكى، فكل قصة فيها عظة ورسالة مهمة لابد أن تصل للجمهور .