هذا ليس كلامى، بل تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاحه مصنعين جديدين بالقنطرة غرب .. تصريحات الدكتور مدبولى مستندة إلى أرقام وحجم استثمارات فعلية أصبحت قائمة على شؤأرض الواقع. الوصول بحجم الصادرات إلى 140 مليار دولار فى عام 2030 يؤكد أننا بدأنا نعتمد على سياسة التخطيط السليم، لا على منهج الفهلوة كما كان يحدث فى السابق، فالتصدير يتطلب توافر المصانع، وتوافر الإنتاج الجيد، وتوافر العمالة المدربة، والأهم من ذلك وجود فريق تسويق محترف قادر على إقناع المشترين بالسلع المصرية فى سوق عالمى مفتوح يقوم على عنصرى الجودة والسعر. عندما تفكر أى دولة فى زيادة حجم صادراتها، فإن عليها أن تتخذ عدة خطوات تبدأ بتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات، مع توفير البنية التحتية والتشريعات الآمنة، إضافة إلى العمالة المدربة القادرة على تشغيل المصانع وتحويل الخامات إلى منتجات، وهذا ما فعلته مصر خلال السنوات الثمانى الماضية، حيث استثمرت مليارات الدولارات لإعادة بناء البنية التحتية والخدمية، لتصبح دولة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية. أرى أن رقم ال 140 مليار دولار ، وإن كان معقولاً، إلا أنه لا يتناسب تماماً مع قدرات مصر الإنتاجية، سواء الصناعية أو الزراعية أو الخدمية، لكن مجرد تحقيق قفزة وامتلاك حجم استثمارات مباشرة فى ظل ظروف صعبة يمر بها العالم، يعد نجاحاً بلا شك. أرقام الصادرات تعكس ثقافة الشعوب وحبهم للعمل، وفى مصر بدأنا نتعامل مع ملف العمالة المدربة بوعى وعلم، وظهرت المدارس الفنية المتخصصة والجامعات التكنولوجية التى تمنح الشباب الفرصة لاكتساب المهارات المطلوبة فى سوق العمل، وهو ما افتقدناه لسنوات طويلة. ولكى نحافظ على أرقام الصادرات المحققة ونزيدها وفق الخطط والبرامج، علينا أن نراجع باستمرار الشكاوى والعراقيل التى تواجه الصناع، وأن نعمل على حلها بمرونة، حتى نستطيع جذب المزيد من الاستثمارات فى ظل منافسة شرسة، تقدم فيها الدول كافة التسهيلات والامتيازات لجذب المستثمرين. التصدير مشروع قومى يحوّل الجهد والصبر والعمل إلى عائدات دولارية، ويضمن استمرارية التشغيل والإنتاج. كما نحتاج إلى تطوير ثقافة الحفاظ على الأسواق التى نتواجد فيها، والاستفادة من اتفاقيات التجارة الموقعة مع العديد من الدول لضمان تحقيق زيادة فى الأرقام. مصر تعمل بإرادة وخطط وطموحات لتحقيق حياة كريمة للمواطن، وعلى المواطن أن يحافظ على ما تحقق من إنجازات، وحدة الشعب وتماسكه يضمنان الاستقرار والاستمرار فى التقدم، لأن الاعتماد على النفس أفضل ألف مرة من الاعتماد على الغير. وتحيا مصر