خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية جاء حازماً ومباشراً ومحذراً ومنبهاً، لأن العربدة الإسرائيلية تجاوزت كل معقول وراحت تضرب فى أصدقائها وحلفائها، وذلك يؤكد أن إسرائيل لا تحسن إلا الاعتداء. خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أفسد فرحة إسرائيل ومنعها من أن تحتفل بقدرتها على اختراق الأجواء العربية لأن الرئيس حذر بأن مصر لن تقبل ما يقبله الآخرون وأنها سوف تعتبر أى محاولة لاختراق أجوائها بزعم مطاردة قيادات حماس سوف تعامل كأنها إعلان حرب، ومصر ليست دولة صغيرة، كما أن السلاح المصرى متنوع ومتعدد لا يقتصر على أنظمة أمريكية ثبت بالتجربة أنها تصاب بالعمى والخرس حينما تهجم إسرائيل وهذا ما حدث فى حالة العدوان على قطر والقاعدة الأمريكية فى العديد لاشك أنها رصدت الطائرات المهاجمة ولكنها لم تقم بإبلاغ السلطات ولم تقم باعتراض الطائرات، أما أجهزة الاعتراض الصاروخى المتعددة التى تملكها قطر فقد عجزت عن اكتشاف الطائرات المعادية. إن تصعيد لهجة الخطاب المصرى ينقل رسالة واضحة للقيادات الإسرائيلية، لقد نفد صبرنا فإياكم أن تجازفوا بالصدام مع مصر لأن مصر لن تتردد فى أن تدافع عن أمنها القومى بكل قوة. هذا التصعيد الذى يهدد باشتعال حرب فى المنطقة هو تصعيد صنعته إسرائيل التى كشفت الغارة الأخيرة على قيادات حماس فى قطر أن إسرائيل لا ترغب فى السلام وليست جادة فى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وأنها مستمرة فى مخططها لنسف فرص السلام واستخدام قوة النيران فى حرق أرض غزة لدفع أهلها نحو الحدود المصرية وإعادة تغيير خريطة المنطقة. لذلك فإن تحذير الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يقف عند حدود منع إسرائيل من عملية خاطفة شبيهة بعملية قطر ولكنه يتناول بطريقة كاشفة المخطط الإسرائيلى كله مهددًا بإلغاء المعاهدات وقطع العلاقات وإعلان الحرب إذا ما فكرت إسرائيل فى المساس بالأمن القومى المصرى ولكن رسالة الرئيس واضحة لا تحتمل التأويل.