في ظل اهتمامنا في الأيام الحالية بأجواء منافسات التأهل لكأس العالم 2026، الذى من المقرر أن يحسم منتخبنا الأول الصعود إليه فى الشهر القادم، لابد من نظرة إلى جيل آخر يتأهب للمشاركة في مونديال الشباب في تشيلي بالفترة من 27 سبتمبر الجاري وحتى 20 أكتوبر . ولربط الاهتمام بين الجيلين، لم يكن هناك وسيلة أفضل من الحوار مع عامل مشترك بينهما، عمل مع هذا وذاك، لذا اتجه الاختيار نحو أسامة نبيه المدير الفنى لمنتخب مصر تحت 20 عامًا، ومن المقرر خوضه للمهمة المونديالية في الأيام القليلة الماضية، وسبق لنبيه التواجد ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول الذي تأهل لمونديال روسيا 2018 . اسامة نبيه ارتبط اسمه بالجدل والنجاحات، فاخترت الأسئلة التالية عن مسيرته ورحلة منتخبنا المنتظرة، وتفضل بصدر رحب الإجابة عليها، فإلى تفاصيل الحوار: ◄ نخطط لبناء جيل جديد.. وأتمنى الاستمرار للأولمبياد ◄ الأبيض لم يقدر تاريخي.. و«استكثروا» على نجلي 3 ملايين جنيه ◄ استبعدت نجمي ليفربول وأرسنال من قائمة المونديال لهذه الأسباب ■ هل أنت راض على تكوين قائمتك في مونديال شيلي؟ - لا توجد قناعة تامة لأى مدرب عند اختياره لقائمة لاعبيه، لكننى الحمد لله راضٍ بنسبة كبيرة فى ظل العقبات التى واجهتنا . ■ ما هى أبرزالعقبات التي واجهتك الفترة الماضية؟ - هناك عقبات واجهتنى بكل تأكيد، مثل دورى الشباب الذى أرى أنه ضعيف، كما أن فترات الإعداد لم تكن كبيرة، لكننا بحثنا عن عوامل معنوية تعوض ذلك مثل بث الروح فى نفوس اللاعبين لنشعرهم أنهم نجوم كبار فى الدرجة الأولى وأنهم صغار السن عمرًا، ولكنهم كبار على المستوى الفنى، ونجحنا فى حثهم على التواجد فى أندية الدرجة الأولى بالدورى حتى وإن لم يشاركوا فى المباريات. وبالطبع ضمن أبرز العقبات التى مرت على هذا الجيل هو تعاقب المدربين عليهم إلى أن تم إسناد المهمة لى وخضت كأس الأمم معهم. أود أن أُذكر أيضًا أننى لم أواجه منتخبات كبرى قبل المونديال، لضيق وقت الأجندة الدولية، وعوضت ذلك بمواجهات أمام فرق تضم لاعبين دوليين مثل الأهلى وبيراميدز وفرق أخرى . ■ لماذا استبعدت أسماء تواجدت معك في كأس الأمم؟ - استبعدت من قائمة المونديال 30% من الأسماء التى تواجدت معى فى كأس الأمم، وذلك لأننى حرصت على اختيارات لاعبين يمتلكون خبرات أكثر من غيرهم فى ظل ضيق الوقت الذى يداهمنا. ولابد أن نتذكر الفارق بين البطولتين، ففى كأس الأمم كانت القائمة 26 لاعبًا، أما المونديال 21 فقط، فكان علىّ أن أختار وأُقلص القائمة. ■ لم تضم لاعبين يلعبان لليفربول وأرسنال.. ما السبب؟ - كريم أحمد لاعب ليفربول وكاميرون إسماعيل لاعب ليفربول لم يشاركا معنا بصفة رسمية أو أساسية من قبل، مثل اختيارات أخرى رأيت بها نضوجا أكبر على عكس سليم طلب لاعب هيرتا برلين الألمانى ورضوان حمزاوى لاعب أوكسير الفرنسي. كريم وكاميرون يمتلكان مستقبلا، لكن مستقبل بعيد، خلال فترات قادمة من الممكن أن يتألقوا مع السن الأوليمبى على سبيل المثال، أما الأسماء الأخرى التى ذكرتها فلديها دوافع أقوى على المستوى النفسى لإثبات ذاتها وحاربت من أجل التواجد والمشاركة المونديالية . ■ أى المنتخبات تخشى في مجموعتنا.. تشيلي- اليابان- نيوزيلاندا؟ - لا أنظر لمن سأواجه بقدر اهتمامى بحالة لاعبينا يوم المباراة، فاللاعب المصري لا تضمن أداءه من مباراة لأخرى، إلا أن أهم شئ يميز المنتخبات الثلاثة هو الانضباط التكتيكي والشراسة البدنية ونحتاج للاستعداد الجيد على هذا النحو. ■ باستمرار توصف بأنك مدرب دفاعي.. فكيف ترى ذلك؟ - لكل مدرب هوية، هناك من ينتهج أسلوبا يسجل من خلاله فريقه أهدافًا لكنه يستقبل أيضًا أهدافًا، فى المقابل يعتمد مدرب آخر على التأمين وتسجيل هدف ويخرج بشباك نظيفة، وهو ما فعلته مثلًا بافتتاح كأس الأمم، واللجوء للتنظيم أمر لا يعيبني. ويجب أن يتذكر الجميع مدة الإعداد الرسمية التى توفرت لى، فكان مجمل استعدادى لكأس الأمم 27 يومًا، فلم يكن أمامى سوى أن أُنظم الفريق دفاعيًا، فالمكسب لن يأتى بالهجوم فقط، والهجوم الضاغط انتهاجه يحتاج لمواهب تصنع الفارق فى المواجهات الفردية. أما خلال فترة الإعداد قبل السفر للمونديال المرتقب، عملت مع اللاعبين على تطوير البناء الهجومى من الخلف، والأمر تحسن هجوميًا خلال المواجهات الودية. ■ من اللاعب الأكثر نضجًا وخبرة في الجيل الحالي؟ - هناك أكثر من لاعب مثل بوستنجي وعابدين وأسماء أخرى، إلا أن بالطبع أحمد كباكا يعد الأبرز بوصفه قائدا للفريق. ◄ اقرأ أيضًا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4690591/1/%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A6-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A6-%D9%88%D8%A7%D9%84" title="نبيه يفاجئ شباب مصر على "سواحل الهادئ".. والوزير وأبوريدة يطمئنان من الشربيني"نبيه يفاجئ شباب مصر على "سواحل الهادئ".. والوزير وأبوريدة يطمئنان من الشربيني ■ تعاني من قلة مشاركة لاعبيك مع أنديتهم.. كيف تعاملت مع الأمر؟ - عرضت فكرة بسيطة، وهى أن يجلس لاعبان أو لاعب على الأقل على دكة البدلاء فى الدورى الممتاز، إذا احتاجه المدير الفنى يخوض مباريات، وإن لم يحتاجه فيكفى تواجده فى الأجواء، إلا أن طلبى قوبل بالرفض وقيل لي حينها: «الأندية مش هتوافق». في المقابل، أتذكر أنني لعبت فريق أول مع الزمالك وعمرى 18 عامًا، شاركت مع نجوم كبيرة مبكرًا، مما أثقل تجربتى، وهو ما يحتاجه الجيل الحالي. ■ هل تتأثر بالانتقادات الموجهة إليك بسبب ضم أبناء لاعبين سابقين ؟ - رد أسامة جاء بثقة، وبالعامية أجاب: «ولا الهوا»، وأتبع حديثه قائلًا: «عارف ليه عشان عندى ابن لاعب كرة»، وملعب الكرة مثل المسرح، وحينما طلع يوسف على المسرح أدى دوره بشكل جيد . يجب أن تتغير المفاهيم، فعلى سبيل المثال، هناك جراح ينجح ابنه فى نفس المهنة، أوصحفى ينجب ابنًا يذيع سيطه فى الصحافة، الأب فى هذه الحالات لن يبخل عليه فى التعليم، وفى النهاية ماذنب الأبناء والآباء فى هذا الأمر ■ إذا نجحت مع الجيل الحالي.. تتمنى مواصلة المشوار معهم في الأوليمبياد؟ - بالطبع أتمنى، وحتى إن لم استمر، خطتى معهم لمستقبلهم ومستقبل الكرة المصرية واضح من خلال اختياراتي. ◄ حنين الأب وعتاب المحب ■ هل كنت تتمنى أن يكون يوسف نبيه فى سن أصغر وتضمه في قائمة المنتخب الحالي؟ - رد أسامة على هذا السؤال بالتحديد، بلهفة وحنين، قائلًا: «يالهوي.. طبعًا»، كنت أتمنى، وإن كانت قائمتى الحالية مع المنتخب تضم لاعبين تشبه أسلوب يوسف فى اللعب، وكنت سعيد الحظ بتدريبه فى الزمالك وأخرجت منه أفضل شئ، ولا أنسى حينما سجل هدفًا حينها وقام بتقبيل رأسى وهو يحتفل بهدفه. ■ كيف تنظر لرحيله عن الزمالك بعد فترة توهجه ؟ - امتلك تاريخًا مع الزمالك لاعبًا ومدربًا، وابنى كانت بدايته مميزة، كنت انتظر أن يقدر النادى تاريخى، فقد شاركت مع كارتيرون وفيريرا فى التتويج بالدورى سنتين متتاليتين، ويوسف تواجد أيضًا، الغريب أن كل ما طلبته هو تعديل عقد يوسف كأحد أبناء النادى، ولم أطلب الكثير، فهل تعديل العقد من 80 ألف جنيه لثلاثة ملايين فى هذا الزمن الملئ بالضغوطات والصعوبات رقم كبير أو طلب صعب؟.. استكثروا عليه هذا الرقم، وأتذكر رد مجلس الإدارة المتواجد حينها على هذا الطلب البسيط حينما قالوا: «انت عاوز الفرقة تبوظ؟»..»أوقات تصعب عليك نفسك، وهذه الحالة كانت أكبر تطبيق لهذه المقولة». ■ هل فرصة يوسف في اللعب كانت ستصبح أكبر إذا استمر؟ - قد نكون أخطأنا فى توقيت رحيل يوسف عن الزمالك، إلا أنها عملية تقديرية، ولكن بالطبع فرصته كانت ستختلف خاصة وأن مركزه رحل منه أكثر من لاعب، مثل اعتزال شيكابالا ورحيل زيزو . ◄ حديث الندم ■ خلال مشوارك الكروي.. على أي شيء ندمت؟ - كلاعب ندمت على عدم استمراري في الاحتراف بتركيا، أما قصتي مع حسام غالى فى المنتخب فكانت فترة صعبة لكننى لم أسع فيها لما يُسمى بالتريند الذى تصدرته بدون قصد. ندمت أيضًا على تصريحي الذي تحدثت خلاله عن عاطفتي تجاه الزمالك وأنا لاعب للمحلة، خاننى التعبير، واعتبرها سقطة كبيرة فى مشوارى الكروى، لم أقل أننى «فوّت» للزمالك فى المباراة، قلت فقط أن قلبى لم يطاوعنى على التسجيل أمام الزمالك، وهو حال أى لاعب يشارك أمام ناديه السابق، لكن فى سير اللقاء لعبت بإخلاص ومن يراجع شريط المباراة يجد ذلك. ◄ كباكا يقطع الحوار وفي ظل الحديث مع نبيه خلال التدريب اليومى للفريق القومي في مشروع الهدف قبل السفر للمونديال، قطع الحوار أحمد كباكا قائد المنتخب ولاعب الأهلى المعار لزد، وجاء لمدربه رفقة طبيب المنتخب معتذرًا عن إتمام التدريب اليومى بسبب شكواه من العضلة الضامة . وتحدث الطبيب لنبيه عن شكوى كباكا، ليتعامل المدرب مع لاعبه بعاطفة الأبوة، ويرد عليه مازحًا «هات حضن»، وقبل أن يرشده نحو التعامل الجيد مع الشكوى الطبية، قدمنى له، وأننى من «الأخبار» التى وصفها بأنها تمثل العراقة والأصالة كلها . وفي المقابل، رد كباكا هو الآخر ضاحكًا: « خليهم يصيتونا»، وفى نهاية هذا الوقت المستقطع أخبرته بأنه شبيه للننى فى «قصة» شعره، فرد نبيه ظنًا أننى أقارنه بمحمد الننى فى الفنيات ليرد بقوة : «وأفضل كمان إن شاء الله» .