تحية لمصر الدولة التي أقامت المتحف، وشكراً لمن ساعد، لقد كان المتحف حلماً طالما راود عقول المصريين، خاصة بعد أن اكتظ المتحف الرئيسي القديم أدعو الله أن يهبنا العافية والصحة لنعيش حتى نرى حلم المتحف المصرى الكبير وقد تحقق، 46 يوماً بالتمام والكمال، وتعلن مصر للعالم افتتاح المتحف بحضور المئات من كبار الضيوف والشخصيات من كل العالم ليشهدوا ذلك الحدث الفريد، وليروا على الطبيعة تحفة مصر الجديدة التى تضم بين جنباتها ما تملك مصر من التاريخ الضارب فى عمق الزمان، مروراً بكل العصور منذ العصر القديم، فيما يجاوز ال3 آلاف سنة. جندت مصر كل أجهزتها وأبنائها بالتعاون مع الجانب الياباني الممول الرئيسي لإقامة المتحف على أحدث نظم العرض وطرق الحماية والإضاءة، التى لا تؤثر على المعروضات، وخصصت قاعة خاصة لأغلى كنوزها المكتشفة حتى اللحظة، وهى كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، ومئات القطع الذهبية وعلى رأسها القناع الذهبى، بما يصل بعدد القطع الخاصة بالملك الشاب ل5398 قطعة، وتعرض كاملة لأول مرة، وقاعات أخرى لعرض مركبى الشمس الفرعونية، التى جرى ترميمهما على أعلى المستويات ولا مثيل لها فى الكون. خلية عمل كخلية النحل تماماً تعمل فى المتحف نفسه، وانهت الإنشاءات وأخرى تعمل فى محيط المتحف لمد الطرق وتمهيدها، وربط المتحف بالمحاور والمناطق المحيطة والطرق السريعة القريبة منه. المتحف الكبير هو أكبر متحف للآثار فى العالم، ويضم بين جنباته مائة ألف قطعة أثرية تغطى كل العصور التاريخية، ويحتوى على12 قاعة كبرى للعرض الدائم، والمؤقت ومتحف للطفل، كما يضم أكبر مركز متخصص للترميم والذى يديره، ويشرف عليه مجموعات من المرممين الأثريين الأكفاء المحترفين، ويحتوى على دراسات ل 50 ألف قطعة خضعت للترميم، ويعد مركزاً عالمياً للبحوث النظرية والعملية فى علوم المصريات والآثار. المتحف تم الانتهاء بالكامل من تشييده فى عام 2023، تم على مدى السنوات اللاحقة وضع القطع الأثرية فى أماكنها المختارة. اختيار المكان تم بعناية فائقة ليقع بالقرب من ساحة أهرامات الجيزة وأبو الهول، وتم إنشاء طريق للربط بين الموقعين، وربطه بالمحاور الرئيسية.. وعلى رأسه الطريق إلى مطار سفنكس الدولى، على بعد عدة كيلو مترات صغيرة، بحيث يتم تشجيع الرحلات التى تصل ليوم او ليومين لزيارة المتحف مباشرة. الصرح العظيم التاريخى أقيم على مساحة خمسمائة ألف متر مربع، فى منطقة متميزة تتوسط الأماكن الأثرية، أما أهم ما يميز المتحف هو طرق العرض الحديثة، وطرق الإنارة، ويتصدر المدخل الرئيسى للمتحف المصرى الكبير تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى، بعد أن تم نقله اليه فى موكب عظيم من ميدان رمسيس بوسط القاهرة، بعد سنوات قضاها وسط الضجيج والدخان وعوادم السيارات، وقد تم علاج البدن الرئيسى للتمثال، أما منطقة الدرج الأعظم بعد المدخل مباشرة، فيعرض بها 87 قطعة نادرة، ولكل قطعة حكاية، وكل الآثار مليئة بالأسرار للحضارة المصرية على طول العصور. المصريون والعالم فى شوق جارف لافتتاح المتحف الذي يحكى حضارة شعب عاش التاريخ كله، وموعدنا أول نوفمبر لنرى، كما شاهدنا من قبل افتتاح متحف الحضارات فى موكب أبهر العالم. تحية لمصر الدولة التى أقامت المتحف، وشكراً لمن ساعد، لقد كان المتحف حلماً طالما راود عقول المصريين، خاصة بعد أن اكتظ المتحف الرئيسى القديم بآلاف القطع الأثرية، وكان للأمانة البحث عن مكان أوسع يشمل كل عصور الحضارة المصرية القديمة، ضرورة، والحمد لله الحلم صار حقيقة.