بدأ السفير البريطاني الجديد مارك برايسون-ريتشاردسون مهامه الرسمية في القاهرة منذ أغسطس الماضي، حاملاً معه رؤية طموحة لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين لندنوالقاهرة عبر محاور متعددة تشمل الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا. وخلال الأسابيع الأولى من عمله في القاهرة، كثف السفير الجديد اجتماعاته مع كبار المسؤولين والشركاء المحليين، حيث خرج من هذه اللقاءات بخريطة طريق واضحة ترتكز على محاور أساسية تتضمن تنشيط الحركة التجارية وجذب المزيد من الاستثمارات البريطانية إلى السوق المصرية، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات التعليم والطاقة المتجددة والتطوير التكنولوجي والخدمات المصرفية، بهدف الوصول إلى تنمية مستدامة تحقق المنفعة المتبادلة للبلدين. وأولى السفير البريطاني اهتماماً خاصاً بالدور المصري في معالجة الملفات الإقليمية الساخنة، مؤكداً على الدعم البريطاني الكامل للمساعي المصرية في أزمتي السودان وقطاع غزة، مع التركيز على تعزيز الأنشطة الإنسانية في المنطقة. وفي هذا الإطار، قدمت الحكومة البريطانية مساعدة مالية قدرها مليون جنيه إسترليني لمنظمة الصحة العالمية العاملة في مصر، وذلك لضمان توفير الخدمات الطبية المتخصصة للمرضى الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مصر للعلاج. كما أكد السفير على أولوية ضمان الأمن والحماية لمئات الآلاف من الرعايا البريطانيين الذين يتوافدون على مصر كل عام لقضاء إجازاتهم السياحية. وفي كلمة له بمناسبة استلام مهامه، أعرب السفير مارك برايسون-ريتشاردسون عن سعادته قائلاً: "يسرني ويشرفني أن أتولى منصب السفير البريطاني لدى جمهورية مصر العربية. إن العودة إلى القاهرة تمثل لي فرصة مميزة للعمل على تعزيز العلاقات التاريخية والمتميزة بين بلدينا. أتطلع إلى التعاون الوثيق مع شركائنا المصريين في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والتعليم والنمو الأخضر، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك. كما أؤكد التزام المملكة المتحدة بدعم الجهود المصرية الرامية إلى إيجاد حلول فعالة وسريعة للتوترات الإقليمية، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. إنني متحمس لبدء هذه المرحلة الجديدة من العمل الدبلوماسي، وأتطلع إلى بناء جسور أقوى من التفاهم والتعاون بين الشعبين البريطاني والمصري." وصل السفير الجديد إلى القاهرة بعد خدمة دبلوماسية حافلة، حيث شغل مؤخراً دور ممثل الخارجية البريطانية للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، وكان مسؤولاً عن تنسيق المساعدات الإنسانية وقيادة الاستجابة الدولية للأزمات الطارئة. وعلى مدى مسيرته المهنية الطويلة، تبوأ برايسون-ريتشاردسون مواقع قيادية مهمة في الإدارة البريطانية، حيث عمل كسفير بريطاني في بغداد للفترة من يوليو 2021 حتى يوليو 2023، وقبلها أدار ملف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية في وزارة التنمية الدولية ووزارة الخارجية والكومنولث والتنمية بين عامي 2019 و2020، كما ترأس وحدة الاستقرار خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2019. ومنذ التحاقه بالسلك الدبلوماسي البريطاني عام 1999، خدم مارك في مهمات دبلوماسية متنوعة عبر منطقة الشرق الأوسط وآسيا، شملت العراق والصومال وأفغانستان والسودان وباكستان، حيث تقلد مناصب مختلفة منها نائب رئيس البعثة والمستشار السياسي ورئيس الأقسام السياسية والإعلامية. ويأتي وصول السفير الجديد ضمن المساعي المتواصلة لترسيخ أواصر الصداقة والتعاون بين مصر وبريطانيا، والدفع قدماً بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أكثر تقدماً في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الجارية.