فاجأ الكابتن محمود الخطيب الجميع، وقرر الابتعاد عن الساحة الرياضية وعدم خوض انتخابات الأهلي المقبلة والتى أصبحت على الأبواب.. ورغم أن القرار يعتبر بمثابة الصدمة ل «الأهلاوية» ومجلس إدارة النادي.. إلا أن الكرة مازالت في الملعب ومن الوارد جداً أن يحدث التراجع، ويكون الخطيب رئيساً للأهلي بقائمته كاملة في الدورة القادمة. حدوتة رحيل الخطيب عن الأهلي ليست وليدة الصدفة، ولكن هذا القرار كان يدور في عقل «بيبو» منذ فترة، وتحديداً عندما كانت تتراجع حالته الصحية بعد كل رحلة علاج، أو الاحساس بالتعب.. كان الكابتن يفكر مع أسرته بجدية فى الحصول على الراحة، وعادة ما كان يتم التأجيل نظراً لاحتياج الأهلى إلى جهوده.. والمتابعة لأدق التفاصيل حيث إن رئيس الأهلي كان يشرف تقريباً على كل كبيرة وصغيرة منذ أن تولى رئاسة الأهلي.. ليس من باب السيطرة، ولكن «طبيعته كده» يريد أن يخرج كل شىء إلى النور في أفضل صورة. ألتقيت الكابتن محمود الخطيب، مرات عديدة، الصفات التي يتحلى بها يعلمها الجميع.. دماثة الخلق والتواضع والكلام في أضيق الحدود.. وربما كان آخر لقاء داخل النادى الأهلى.. الفرع المبهر الجديد بالتجمع الخامس.. وكان رئيس الأهلي في قمة الفرحة والحب والسعادة عندما يتحدث عن هذا الفرع تحديداً.. الذي وُلد على يديه مع مجلسه. في هذا اللقاء كان الكلام عن انتخابات الاتحادات وبعض الآراء في المرشحين والقائمين على الرياضة ما لهم وما عليهم.. وطموح وأحلام خاصة بالأهلي.. واستاد الأهلي.. وهنا لابد أن تحدث وقفة.. ستاد الأهلي هو الحلم الكبير ل«بيبو». لاشك أن الجميع داخل «القلعة الحمراء» يعلم جيداً أن ستاد الأهلي هو الحلم الكبير لكل الأهلاوية، والرئيس الذي سيتم في عهده تشييد هذا الصرح ربما يكون الرئيس التاريخي خاصة إن شعبية كابتن «بيبو» لا مجال للحديث عنها.. وأن دخوله الانتخابات يعنى الاكتساح حسب حجم الإنجازات التى تحققت في الأهلي. سيناريو قرار الخطيب لم يكن مفاجئاً للمقربين منه، لأنهم على دراية بأن الحالة الصحية للكابتن ليست على مايرام.. ولكن فى كل مكان يوجد الأوفياء المحبون.. ويوجد ناكرو الجميل الذين يتطلعون لأكبر مكاسب أو استغلال الفرصة، وهؤلاء هم من كانوا يتوارون أو ينتظرون الفرصة للانقضاض على الفريسة.. عفواً على الكرسي وما أكثرهم!! نعم خوض الانتخابات حق للجميع.. ولكن ليس على أكتاف أصحاب الإنجازات.. وعودة للسيناريو .. فقد بدأ عند الإعداد لقانون الرياضة وحدوتة بند ال8 سنوات.. بدأت تظهر القوائم الحمراء.. وترددت أسماء لم تدخل القلعة الأهلاوية منذ سنوات.. وهذا الحال كان يسيطر على الكثير من الأندية التي يطبق على مسئوليها ال8 سنوات!! ومؤخراً ظن الكثيرون أن فيديوهات حسام غالى والتى هاجم فيها مجلس الأهلي وهو واحد منهم بصورة أو بأخرى ولكنها وجهة نظره، أن كلامه عجل من قرار الخطيب.. وهذا بعيد تماماً عن الحقيقة. مجلس الأهلي يرفض رحيل بيبو.. حكماء الأهلي يرفضون ابتعاد الخطيب. جماهير الأهلي التي أحيانًا تغضب من أحوال فريق الكرة، على قناعة أن وجود الخطيب مكسب للأهلي. أتصور أن الخطيب سيتخذ قرارًا بعد الإقبال من أعضاء النادى على حضور الاجتماع الخاص بتوفيق الأوضاع حسب قانون الرياضة الجديد والمحدد انعقاده الجمعة المقبل.. القرار سيكون بالعودة إلى النادي الذي أعطى بيبو الكثير وله حق عليه. هناك أساطير حقيقيون في كل المجالات.. بعيدًا عن قيادات الدولة.. لن ننسى أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، أنيس منصور، توفيق الحكيم، فريد شوقي، رشدي أباظة، أحمد زويل، مجدي يعقوب جراح القلوب.. ومحمود الخطيب.. حتى في ظل التطور الرهيب في عالم السوشيال ميديا. الخطيب سيعود.. هذا ليس رأيي.. ولكن حقيقة من أجل جماهير وعشاق اللون الأحمر.