ما يحدث الآن داخل النادى الأهلى يؤكد أن هناك من لا يعرفون مبادئ القلعة الحمراء التى أرساها أساطير إدارية على مر العصور ظلت راسخة فى الوجدان وتتناقلها الألسنة وتسكن الأفئدة ، ما قاله حسام غالى أحد نجوم الأهلى البارزين لاعباً والكادر الإدارى الشاب صاحب الشخصية القوية والذى نال ثقة القيادة السياسية بدليل تعيينه فى البرلمان المصرئ نائباً عن الشعب وممثلاً للرياضيين وخاصة عشاق الساحرة المستديرة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن « النفوس» فى المجلس الأحمر « شايلة « .. وأن التوقيت الذى جاءت به التصريحات لم يكن موفقاً، خاصة وأن الفريق الأحمر يمر بوعكة كروية فنية جعلته فى مركز متأخر بجدول الترتيب بعد 4 مباريات خاضها فى البطولة المُفضلة لأنصاره ومريديه ونجم عنه الإطاحة بمدربه الإسبانى روبييرو الذى لم يحقق أحلام الأهلاوية فى مونديال الأندية مثلما أطاح كولر السويسرى بطموحاتهم فى آخر نسخة بدورى الأبطال ومن قبلها الإنتركونتيننتال . لم تمضِ ساعات قليلة على تصريحات غالى التى أحدثت انقساماً فى الشارع الأهلاوى بين مؤيد ومعارض لفكرة الإدارة الفردية التى ألمح إليها عضو المجلس الأحمر- قاصداً الخطيب- حتى ألقى «بيبو « رئيس القبيلة الحمراء بقنبلة انفجرت فى الجزيرة وأحدثت دوياً وصل لجميع أرجاء الوطن العربى بقرار عدم ترشحه فى الانتخابات القادمة وتنحيه عن مهام منصبه فيما تبقى من مدته لظروفٍ صحية مؤكداً أنه لم يختر قائمته .. وأن النجاحات التى تحققت لم تكن نتيجة عمل فردى ولكنها جاءت بجهود مضنية جماعية وعمل مؤسسي ووعى بمكانة وقيمة النادي الأهلى محلياً وإفريقياً وعالمياً.. وسبقها زيارة مران الفريق والتأكيد على أن مبادئ الأهلى ستظل راسخة .. وأن الكيان هو من يصنع الأسماء والجميع سيزول.. ويبقى فقط الأهلى شامخاً ونسره محلقاً فى سماء البطولات والإنجازات . وأتصور أن إصرارالخطيب على عدم الترشح فى الانتخابات المقبلة رغم ضغوط أعضاء المجلس ورفضهم لابتعاده عن المشهد .. وكذلك توصيات لجنة الحكماء بالأهلى و «هاشتاجات « الجماهير ونداءات الجمعية العمومية التى تقدره كأحد أساطير القلعة الحمراء لاعباً وكادراً إدارياً تدرج فى المناصب من عضوية المجلس الى النائب حتى بلغ قمة الهرم بالجلوس على مقعد الرئيس لثمانى سنوات يؤكد أن نصائح الأطباء ل «بيبو « تحتم عليه بالابتعاد عن الضغوط وبدء رحلة العلاج - شفاه الله - .. وهو ما يعنى أن الصراع على خلافة الخطيب فى القلعة الحمراء سيكون محتدماً خلال الساعات القليلة القادمة . أثق كثيراً فى رجالات الأهلى وقدرتهم على الحفاظ على هذه القلعة الشامخة .. والتاريخ شاهد على ذلك لأن مبادئ القلعة الحمراء تحتم على من يجلس على الكرسى احترام عمل وإنجاز من سبقه بعيداً عن ساحات المحاكم وإطلاق الشائعات هنا أو هناك.. وأن من يغرد خارج سرب الأهلى هو الخاسر دائماً.. وأن رئيس النادي فى أى نادٍ هو من يتحمل دائماً سهام النقد ورصاصات الطامعين والمشتاقين للجلوس على الكرسى لأنه الكبير وليس عضو المجلس أو أمين الصندوق الذى قد يفتح الباب أحياناً مع كل الجبهات حتى يعطى انطباعاً على أنه جاهز للعمل مع أى مجلس سيتولى مقاليد الإدارة .. وهذا قدر من يقود السفينة ويبحر بها نحو شواطئ البطولات والإنجازات الإنشائية والطفرات الرياضية فى الأندية . من يتشدق بمبادئ صالح سليم لابد أن يعرف أن المايسترو لم يقحم الأهلى يوماً فى مشكلة وكان يواجه الأزمات بمنتهى الجرأة والوضوح.. وأثق كثيراً أن المدرجات سيكون لها دور فى أول ظهور للجماهير فى مباريات الفريق لتغير وجهة الخطيب إلا إذا كان الأمر متعلقاً بصحة « بيبو « وهى الأهم فى النهاية .