رخصة مزاولة المهنة فى الدول المتقدمة تتم مراجعتها كل عامين أو ثلاثة، لمتابعة وتقييم مستوى أداء الطبيب،وعلاقته بالمرضى. فى الأسبوع الماضى تساءلت عن صمت نقابة الأطباء أمام وقائع الأخطاء الطبية التى زادت أخيرا، وعدم حرصها على إعلان نتائج تحقيقاتها فى قضايا الأخطاء الطبية، بنفس حرصها على سرعة إصدار بيانات الشجب والاستنكار لوقائع التعدى على الأطباء من أهالى بعض المرضى. وتساءلت إن كان سبب زيادة الأخطاء الطبية ، هو سوء التعليم الطبى أو نقص التدريب العملي،وأنه إذا كان الأطباء يرون إن الخطأ الطبى الذى يستوجب الحبس، هو الخطأ الناتج عن الإهمال او التعمد، فالحقيقة أن الخطأ الناتج عن سوء مستوى التعليم والتدريب، هو أخطر صور الاهمال، وأن حصول خريجين غير مؤهلين على عضوية النقابة والترخيص لهم بمزاولة المهنة، واستئمانهم على أرواح البشر،هو جريمة تستوجب العقاب وتحتاج إعادة النظر فى المنظومة كلها. وعقب نشر المقال تلقيت العديد من الآراء تستحق العرض. يقول د.حسن خالد أستاذ أمراض القلب بقصر العينى: أوافقك على ما ذكرتيه إن نقص التعليم والتدريب الطبى لمنظومة كليات بلا هيئة تدريس كافية،وبلا مستشفيات،تؤدى الى التدهور الصحى والأخطاء الطبية.و الحل هو وقف فتح كليات طب أهلية وخاصة إذا كانت بلا إمكانيات ولا أساتذة ولا مستشفيات! (حيث يتم إرسال أطباء امتياز ونواب بعض كليات الطب الخاصة للتدريب فى طب قصر العينى وعين شمس رغم انهما مكتظين باطبائهما وطلابهما) وينقل لنا د.هشام حسن أستاذ الكبد بجامعة اريزونا الأمريكية تجربة الدول المتقدمة قائلا: الخطأ الطبى لا يعاقب بالحبس إلا فى حالات الإهمال الشديد أو التعمد ، ولكن رخصة مزاولة المهنة فى الدول المتقدمة تتم مراجعتها كل عامين أو ثلاثة، لمتابعة وتقييم مستوى أداء الطبيب،وعلاقته بالمرضى، ومدى حرصه على التعليم المستمر، أما فى مصر فرخصة الممارسة تمنح مدى الحياه وهذا يحتاج لإعادة النظر، لأن الطبيب غير المؤهل خطر على المجتمع كله. ويؤكد د.هشام حسن: المنظومة الصحية عندنا بها العديد من المشكلات، مثل تكدس الطلاب فى كليات الطب، والتوسع فى إنشاء كليات جديدة بلا إمكانيات ، و رغم العدد الهائل لأعضاء هيئة التدريس، فإن دورهم الفعلى فى الإشراف على التعليم والتدريب ومتابعة المرضى يحتاج إلى مراجعة ومتابعة دورية. أمام هذه الآراء، أتذكر أيضا ، ما قاله د.حمدى السيد-شيخ الأطباء والنقباء- رحمه الله، حينما سئل عن زيادة أخطاء الأطباء،حيث أكد أن التعليم والتدريب هما أهم عناصر تأهيل الطبيب، وأن كليات الطب تخرج مشروع طبيب،يحتاج للتدريب 5 سنوات فى تخصصه، مع ضرورة إعادة تقييمه كل 5 سنوات. الغريب، أن ما طرحه د.حسن ود.هشام اليوم، يتفق مع ما طرحه د.حمدى السيد منذ 15 عاما،فمتى إذن نبدأ العلاج؟! ●●● - فى اهتمام مشكور من وزارة الداخلية،تلقيت هذا الرد حول مقالى «فوضى المرور»المنشور بتاريخ 22 يوليو،والذى إنتقدت فيه عدم تواجد او تعطل بعض إشارات المرور مما يهدد بالحوادث : نود الإحاطة أن محافظة الجيزة تحتوى على العديد من إشارات المرور الضوئية وجميعها تعمل بكفاءة كما أن الإدارة العامة لمرور الجيزة تواصل متابعتها المستمرة مع الشركة المسند إليها أعمال صيانة الإشارات الضوئية فى حالة وجود أية أعطال .كما أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية لا تدخر جهداً فى مجال التعامل الفورى مع كل ما ينشر بالصحف الإخبارية .