«ماذا لو قالها مسؤول عربي؟».. ردود فعل كبيرة على إساءات البيت الأبيض «أمك من فعلت»    عفت السادات ل في الجول: أرحب بالترشح لانتخابات الاتحاد السكندري.. و300 مليون مبلغ بسيط للحل    محمد صبحي: عهد الإسماعيلي في وجود يحيي الكومي كان "يستف" الأوراق    مصر تفوز بجائزة أفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة    قرار قضائي عاجل بشأن إفلاس شركة «المتحدة للصيادلة»    برواتب تصل إلى 17 ألف جنيه، 285 فرصة عمل بشركة خاصة بالسويس    تفاصيل برنامج عمل الرئيس السيسي في القمة المصرية الأوروبية غدا    الصين تكمل بناء أول مركز بيانات تحت المياه يعمل بطاقة الرياح فى العالم    وزير المالية: نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادي نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    إنهاء التعاقد مع أحد معلمي الحصة بالجيزة لعدم قيامه بالشرح داخل الفصل    وزارة التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 20 ألف طالب منذ 7 أكتوبر 2023    تفاصيل برنامج عمل السيسي في القمة المصرية الأوروبية غدا    مصر وأوروبا.. نموذج الشراكة في حقبة ما بعد الهيمنة    «زنزانة انفرادية وحكم ب 5 سنوات».. الرئيس الفرنسي الأسبق خلف القضبان فكيف سيقضي أيامه؟    الصين تدعو الحكومة اليابانية إلى الوفاء بالالتزامات بشأن التاريخ وتايوان    «العمل»: 285 وظيفة شاغرة بشركة بالسويس (تفاصيل)    فرصة عمل شاغرة بجامعة أسيوط (الشروط وآخر موعد للتقديم)    منتخب مصر يواجه نيجيريا فى ديسمبر ومفاضلة بين مالى والكاميرون استعدادا لأمم أفريقيا    «الأرقام بعيدة».. شوبير يكشف موقف ثنائي الأهلي من التجديد    ضبط صانعة محتوى بالسلام لنشرها مقاطع خادشة للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي    طقس السعودية اليوم.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    بعد فتح الباب للجمعيات الأهلية.. هؤلاء لن يسمح لهم التقدم لأداء مناسك الحج 2026 (تفاصيل)    جدول مواعيد رحلات القطارات المنيا- القاهرة غدا الأربعاء    تفاصيل إصابة سيدة ألقاها زوجها من الطابق الثانى فى بورسعيد    إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمدينة أسوان الجديدة    جامعة الإسكندرية توافق على تعديل مسمى قسمين بمعهدي الصحة العامة والبحوث الطبية    مكتبة الإسكندرية تهنئ الكاتب الكبير محمد سلماوي لاختياره «شخصية العام» بمعرض الشارقة الدولي للكتاب    حقيقة تقديم تذاكر قطارات مجانية تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير.. مصدر يوضح    لحظة بكاء يسرا وحسين فهمي بالجونة السينمائي بعد عرض فيلم عن معاناة الفلسطينيين (فيديو)    وزير الثقافة يلتقي محافظ السويس لبحث سبل دعم الأنشطة الإبداعية    برج العقرب يزداد بصيرة.. أبراج تتمتع بالسلام بداية من الغد    محمد ثروت ومروة ناجى بقيادة علاء عبد السلام فى مهرجان الموسيقى العربية    بعد سرقتها من متحف اللوفر.. تعرف على قلادة الزمرد التاريخية| تفاصيل    ليست مجرد مشاعر عابرة.. "الإفتاء" توضح موقف الإسلام من محبة أهل البيت    هل شدّ الرحال لزيارة مساجد آل البيت مخالف للسنة؟.. أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يجيب    استشاري: ماء الفلتر افضل من المياه المعدنية للأطفال    ظهور حالات فى مدرسة بالمنوفية.. علامات الجديرى المائى وطرق العلاج    الجالية المصرية ببروكسل تستقبل الرئيس السيسي بالأعلام والهتافات    غدًا.. بدء عرض فيلم «السادة الأفاضل» بسينما الشعب في 7 محافظات    الحكومة تنفي وجود قرار رسمي بزيادة الأجور    الدفاع الروسية: استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية    رئيس البرلمان العربي يطالب بتشكيل مجموعة عمل لدعم جهود تثبيت التهدئة بغزة    «تعليم البحيرة» تعلن جداول إمتحانات شهر أكتوبر لصفوف النقل    وكيل تعليم الفيوم يشهد فعاليات تنصيب البرلمان المدرسي وتكريم الطالبات المتميزات على منصة "Quero"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء توضح حكم تصدق الزوجة من مال زوجها دون إذنه    "الابتكار في إعادة تدوير البلاستيك".. ورشة ببيت ثقافة إطسا| صور    ذكرى إغراق المدمرة إيلات| القوات البحرية تحتفل بعيدها الثامن والخمسين.. شاهد    المستشفيات التعليمية تستضيف فريقًا إيطاليًا لجراحات قلب الأطفال بمعهد القلب    وزير الصحة يبحث مع السفير الفرنسي تنفيذ خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    عضو الجمعية المصرية للحساسية: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد    851 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية خلال 9 أشهر    مؤمن سليمان: قيمة لاعب اتحاد جدة تساوي 10 أضعاف ميزانيتنا بالكامل    ميدو: كنا نسبق الكرة المغربية.. والعدل في الدوري سبب التفوق    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    الدماطي: ياسين منصور الأنسب لرئاسة الأهلي بعد الخطيب.. وبيراميدز منافسنا الحقيقي    إصابة 13 شخصا إثر انقلاب ميكروباص فى العياط    ما حكم الاحتفال بالموالد مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب؟ وما حكم أفعال بعض الناس خلال الموالد من الذبح والنذور وغيرها من الطقوس ومظاهر الاحتفال؟ وما حكم تشبيه بعض الأفعال الخاصة فى الاحتفالية بمناسك الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنوز| عميد الأدب.. نبي الإسلام.. وُلد الهدى.. تصحيح المفاهيم المغلوطة.. حلاوة زمان.. الرسول العظيم
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 03 - 09 - 2025

تقوم «كنوز الأخبار» بإعادة نشر بعض الموضوعات الشيقة والمواقف النادرة والتي حدثت في القرن الماضي والتي نشرت في جريدتنا العريقة «الأخبار».
◄ كلام من ذهب لعميد الأدب في المولد النبوي الشريف
كل عام وأنتم بخير.. تحتفل مصر والأمة العربية والإسلامية اليوم فى كل مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوى الشريف، ذكرى مولد الهادى البشير النذير محمد بن عبد الله «صلى الله عليه وسلم» الذى جاهد لنشر الإسلام وإرساء قواعده، وأوصى المسلمين بالذكر والتسبيح، إنها الذكرى النورانية العطرة التى كتب فيها عميد الأدب العربى د.طه حسين مقالاً بعنوان «المولد» يقول فيه:
■ مولد نبي الإسلام أضاء العالم بالهداية والسلام
- «يحتفل المسلمون فى أقطار الأرض بمولد إنسان أقبل على الدنيا ذات ليلة، فلم تقرع لمولده الطبول، ولم تُنفخ بمولده الأبواق، ولم تُرفع لمقدمه الأعلام، ولم يتعلق بإقباله على الأرض أمل، ولم تداعب النفوس به أمنية من الأمانى، وإنما وُلد كما يُولد الصبية، سعدت به أسرته سعادة يشوبها حزن شديد، لأنه وُلد يتيماً، مات أبوه قبل مولده ولم يكد يتجاوز الأعوام الأولى من حياته حتى ذاق الحزن المر، وأحس اللوعة المُحرقة، وذاقت أسرته من ذلك مثل ما ذاق، لأنه فقد أمه ولم يتم السابعة من عمره.
نشأ كما ينشأ أمثاله من اليتامى، يكفله أقرب الناس إليه من عمومته، يصبح ويمسى، ويذهب ويجيء، فلا يحتفل الناس لإصباحه وإمسائه، ولا يسجل الناس غدوه ورواحه، ولا يغير الناس من حياتهم شيئاً، لأنه فعل أو قال، ولأنه غدا أو راح، وإنما هو يتيم يستقبل حياته كما يستقبلها أمثاله من اليتامى، حياة ليست كلها يسراً ولا سعة، ولعلها تكون أدنى إلى العسر والضيق، ثم لم يكد يبلغ أول شبابه حتى سعى فى اكتساب قوته، كما يسعى فيه أمثاله من الذين بخلت عليهم الدنيا بطيباتها.
وفي ذات يوم من أيام حياته بعد أن بلغ أشده واستوفى قوته، وأصبح رجلاً جلداً قادراً على احتمال الجهد، ولقاء المشقات والثبات للخطوب، دعا دعوة لم يكد يسمعها خاصة الأقربين حتى رُوعوا لها، ولم يكد يسمعها عامة الناس حتى ثاروا بها وبصاحبها، ودبروا لها ولصاحبها من ألوان المكر والكيد والبأس ما أتُيح لهم أن يدبروا، واستجاب الضعفاء لدعوته تلك قبل أن يستجيب الأقوياء، وكان له من ضعفه وضعف أصحابه قوة أى قوة، ومضاء أى مضاء.. ثبتوا للخطوب وصبروا على الأسى، واحتملوا المشقة وذاقوا الفتن والمحن، كراماً تشفى أجسادهم وتسعد نفوسهم، ويُضيق عليهم فى الحياة، فُيوسع لهم فى الأمل، ويأخذهم الخوف من جميع أقطارهم، فتمتلئ قلوبهم أمناً ورضى وإيماناً، ثم يُضطرون إلى الهجرة فراراً بدعوتهم ودينهم، فلا يترددون ولا يحزنون، وإنما يقبلون على المحنة باسمين لها، مغتبطين بها، يؤثرون الهجرة بدينهم على الفرار فى أوطانهم بين الأسرة والعشيرة، وفيما كانوا يملكون من مال قليل أو كثير.
■ د. طه حسين
ثم تُنصب لهم الحرب فلا ينكلون عنها ولا يشفقون منها، وإنما يثبتون لأهوالها كما ثبتوا للفتن والمحن قبلها، ويُنزل الله عليهم نصره فى أكثر هذه الحروب، ويمحص قلوبهم بالمحنة فى بعضها، ولا تمضى عشرون سنة على أول هذه الدعوة، حتى ينظر العالم فإذا جزء بعيد الأطراف من أقطار الأرض قد كان أهله مُفرقين فاجتمعوا، وكان بعضهم لبعض عدواً فأصبحوا بنعمة الله إخواناً، وكانوا يعيشون فى جهالة جهلاء، فأصبحوا أحب الناس للعلم وأسرعهم إلى المعرفة وأشوقهم إلى الحكمة يلتمسونها حيث يستطيعون أن يجدوها، وكانوا يضطربون فى ظلمة غبراء، فأصبحوا وقد امتلأت قلوبهم هدى ونوراً، وكانوا قساة جفاة غلاظ الأكباد يقتلون أولادهم خشية إملاق، ويمسكون بناتهم على الهون، أو يدسونهم فى التراب مخافة العار، فأصبحوا رحماء بينهم قد لانت قلوبهم، وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً، قد وثقوا بالله وحده لا شريك له، واتخذوا حياتهم الدنيا وسيلة لا غاية، واستيقنوا أن هذه الحياة الدنيا لن تكون وسيلة صالحة لما يبتغون من رضا الله عنهم إلا إذا أقاموها على العدل الذى لا يمتاز فيه قوى عن ضعيف، ولا غنى عن فقير، ولا عربى عن أعجمى، وإنما هو شيء يسوى بين الناس فى الحقوق والواجبات، ولا يُميز بعضهم من بعض إلا بالتقوى والبر والتنافس فى إذاعة الخير وإشاعة المعروف، ولم تمضِ عشرون سنة أخرى حتى أصبح ذلك الشعب الذى اجتمع بعد فرقة، وائتلف بعد اختلاف، وتعلم بعد جهل، ولان بعد غلظة، أصبح أقوى شعوب الأرض كلها، لا ينشر العدل ولا يشيع البر والمعروف فى جزيرة العرب وحدها، وإنما ينشر العدل ويشيع البر والمعروف، ويُخرج الإنسانية من الظلمة إلى النور فى جميع أقطار الأرض التى عرفها الناس فى تلك الأيام.
اليوم يحتفل المسلمون بمولد الإنسان الذى غير حياة الناس وملأها عرفاً بعد أن مُلئت نكراً، وملأها رحمة بعد أن مُلئت قسوة، وملأها عدلاً بعد أن مُلئت جوراً، والحق أنه لم ينهض وحده بهذا العبء الثقيل الخطر، وإنما أعانه على النهوض به من وجده يتيماً فأواه، وضالاً فهداه، وعائلاً فأغناه، ثم أمره أن ينهض فى الأميين فيتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويُخرجهم من الظلمات إلى النور، فأدى الأمانة وبلغ الرسالة، وأتاح للإنسانية أن تُخلق خلقاً جديداً، والمولد الذى يحتفل المسلمون به اليوم جدير أن يبلغهم أقصى ما يطلبون لأنفسهم وللناس من الأمن والعدل والحق، لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لم تنقضِ بخروجه من الحياة الدنيا، وإنما هى باقية دائماً، ومن الحق على كل مسلم أن يُحيى فى قلبه مصبحاً وممسياً، ويقظاً ونائماً، ذكر هذا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعوه إلى أن يسرع إلى الخير، ويعلمه أولاً ألا قوام للمسلمين إلا إذا اعتصموا جميعاً بحبل الله ولم يتفرقوا، وأن يذكروا أنهم كانوا أعداء فأصبحوا بنعمته إخواناً».
د. طه حسين
«الجمهورية» - 28 أكتوبر 1955
◄ نبي الإسلام في مرآة الفلاسفة والعظماء
في ذكرى مولد الرسول الكريم الذي عرفته «قريش» بالصادق الأمين، الكريم ابن الأكرمين، الذي احتار في سيرته علماء وفلاسفة ومفكرو الشرق والغرب، وبحثوا في كتب التاريخ فلم يجدوا أعظم منه، فتعالوا لنعرف ماذا قال بعضهم عن خير خلق الله:
■ المهاتما غاندي
■ يقول الزعيم الهندي «المهاتما غاندي»: «أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، وأصبحت مقتنعًا ببساطة الرسول وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأتباعه، وثقته المُطلقة في ربه ورسالته التي تحمّل المشاق من أجل نشرها».
■ ويقول الكاتب الإيرلندي الأشهر في العالم «برنارد شو»: «درست تاريخ حياة محمد، ذلك الرجل العظيم، وفي رأيي يجب أن يُطلق عليه لقب منقذ البشرية، إنني أعتقد أنه إذا قدر له أن يتولي مسئولية قيادة العالم، فلا شك أنه سيستطيع حل مشكلاته وإقرار السلام والسعادة، ولطالما كنت أقدّر دين محمد عالياً بسبب حيويته الرائعة».
■ برنارد شو
■ ويقول المفكر الفرنسي «لامارتين»: «من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟ ومن هو الرجل الذى ظهر أعظم منه، بجميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان، أعظم حب في حياتي هو أنني درست حياة محمد».
■ وقال المؤرخ «ديورانت» في «قصة الحضارة»: «إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحى والأخلاقى لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، ونجح في تحقيق الغرض نجاحًا لم يدانه أى مصلح آخر في التاريخ».
■ ليو تولستوي
■ ويقول الفيلسوف «جان جاك روسو» فى كتابه «العقد الاجتماعي»: «لم يرَ العالم حتى اليوم رجلاً استطاع أن يحول العقول، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا محمداً.. ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً ما صدقه أقرب الناس إليه، خاصة بعد أن جاءته السماء بالرسالة لنشرها على بنى قومه الصلاب العقول والأفئدة. لكن السماء التى اختارته بعناية كى يحمل الرسالة».
■ ويقول الروائي الروسي «ليو تولستوي»: «يكفى محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقى والتقدم، وشريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة».
■ وقال المؤرّخ والأديب البريطانى «مونتجمري»: «الطريقة التى تحمّل فيها الجور والاضطهاد بسبب رسالته، والأخلاق السامية التى تحلّى بها المؤمنون الذين اتّخذوه قائداً لهم، كلّها تؤكّد استقامته، ولا يوجد فى تاريخ الأمم وجه مقدّر ومُحترم فى الغرب أكثر من النبيّ محمد».
«كنوز»
◄ وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
تنافس الشعراء وتباروا فى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بداية من قصيدة عبد المطلب بن هاشم - جد النبى - وصولاً لقصائد كتبها كعب بن زهير بن أبى سُلمى، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، والبوصيرى، وسامى البارودي، وأحمد شوقى الذى كتب قصيدة «وُلد الهدى» فى 131 بيتًا شعريًا انتقت منها سيدة الغناء العربى أم كلثوم 34 بيتًا أسندت تلحينها للموسيقار رياض السنباطى لتشدو بمديح يصل لعنان السماء فى تلك الأبيات :
■ أحمد شوقي
■ أم كلثوم
■ رياض السنباطي
«وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء / الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء / والعرش يزهو والحظيرة تزدهى والمنتهى والسدرة العصماء / والوحى يقطر سلسلا من سلسل واللوح والقلم البديع رواء / يا خير من جاء الوجود تحية من مرسلين الى الهدى بك جاءوا / بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت مسكاً بك الغبراء / يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد وضاء / يوحى إليك النور فى ظلمائه متتابعاً تجلى به الظلماء / والآى تترى والخوارق جمة جبريل رواح بيها غداء / دين يشيد آية فى آية لبناته السورات والأضواء / الحق فيه هو الأساس وكيف لا والله جل جلاله البناء / بك يا ابن عبدالله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء / بنيت على التوحيد وهو حقيقة نادى بيها سقراط والقدماء / ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادى النيل والعرفاء / الله فوق الخلق فيها وحده والناس تحت لوائها أكفاء / والدين يسر والخلافة بيعة والأمر شورى والحقوق قضاء / الإشتراكيون أنت إمامهم لولا دعاوى القوم والغلواء / داويت متئدا وداووا صبراً وأخف من بعض الدواء داء / الحرب فى حق لديك شريعة ومن السموم النافعات دواء / والبر عندك ذمة وفريضة لا منة ممنونة وجباء / جاءت فوحدت الزكاة سبيله لحد قابل الكرماء والبخلاء / أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى فالكل فى حق الحياة سواء / يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء / زانتك فى الخلق العظيم شمائل يغرى بيها اللوائيون والكرماء / فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء / وإذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء / وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان فى الدنيا هما الرحماء / وإذا خطبت فللمنابر هزة تعرو النهيه وللقلوب بكاء / وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء / يا من له عز الشفاعة وحده وهو المنزه ما له شفعاء / لى فى مديحك يا رسول عرائس تيمن فيك وشاقهن جلاء / هن الحسان فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء / ما جئت بابك مادحاً بل داعياً ومن المديح تضرع ودعاء / أدعوك عن قومى الضعاف لأزمة فى مثلها يلقى عليك رجاء».
أمير الشعراء
أحمد شوقي
◄ «الرسالة» يصحح المفاهيم المغلوطة
يُعتبر فيلم «الرسالة» من أهم أفلام المخرج السورى مصطفى العقاد، الذى وثق فيه ولادة النبي محمد «صلي الله عليه وسلم» وبداية النبوة بأسلوب سينمائى عميق من لحظة الميلاد إلى نزول الوحى وحتى الهجرة، وقدّم السيرة النبوية بأسلوب ملحمى يجعله أحد أهم الأعمال التي نقلت روح الإسلام ورسالة النبي الكريم إلى العالم، وقد استغرق إعداد الفيلم خمس سنوات شاقة، قام خلالها بجولة عربية بحثاً عن التمويل، وقابلته مشكلة كبيرة عندما نشرت إحدى الصحف أن الفيلم باسم «محمد رسول الله» ويقوم ببطولته النجم العالمى أنطونى كوين فى النسخة الإنجليزية وعبد الله غيث فى النسخة العربية، وبعد تعب وإقناع اتفق العقاد مع ليبيا والمغرب والكويت على التمويل، إلا أن «رابطة العالم الإسلامى» رفضت المشروع فقال العقاد: إن الفيلم يهدف لتعريف العالم كله بالنبى محمد «صلى الله عليه وسلم» ورسالة الإسلام السمحة فقيل له «من أراد معرفة الإسلام فليقرأ القرآن»، وحمل العقاد السيناريو إلى القاهرة ليجتمع بعلماء الأزهر الشريف وتعاون معه عبد الحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم وأجاز الأزهر السيناريو، وانسحبت الكويت من التمويل، ومُورست ضغوط على المغرب فتراجع عن التمويل، وأعلن الرئيس القذافى تحمل ليبيا تمويل الفيلم الذى قُوبل بمنع عرضه فى أغلب الدول العربية بعد انتهاء التصوير، فقرر العقاد عرضه فى لندن وقُوبل برفض من الهنود والباكستانيين المسلمين فقال لهم العقاد: «إن لم ينل الفيلم إعجابكم فسوف أحرقه»، وفى المشهد الأخير الذى يظهر فيه المسلمون وهم يركعون للصلاة فى جميع أنحاء المعمورة، قام الموجودون بصالة العرض بالوقوف أمام الشاشة للصلاة معهم، واحتضن أغلبهم العقاد عندما وصلهم رسالة الفيلم الذى تغير اسمه إلى «الرسالة»، وبدأت بعض الدول العربية والإسلامية عرضه بنسختيه العربية والإنجليزية عام 1977 وتم ترشيحه ضمن جوائز الأوسكار عن فئة أفضل موسيقى تصويرية.
■ أفيش فيلم «الرسالة»
رحم الله مصطفى العقاد مخرج «الرسالة» الذى تحمل المشاق ليقدم سيرة النبى الكريم ويصحح مفاهيم الغرب المغلوطة عن الإسلام، وقتل وابنته فى تفجير بالعاصمة الأردنية عمان على يد تنظيم القاعدة، واتضح أن الفندق لم يكن فيه عناصر للموساد الإسرائيلي، تحية فى ذكرى المولد النبوى الشريف لروح مصطفى العقاد وكل من عمل فى «الرسالة» بنسختيه الإنجليزية والعربية.
◄ حلاوة زمان.. عروسة وحصان
تبدأ مصانع الحلوى فى إنتاج حلوى المولد النبوى قبل حلول احتفالات المولد بشهر، ومصر تتميز بحلوى المولد عن بقية الدول العربية والإسلامية، وتناقلت الأجيال تلك الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوى بالوراثة وإن اختلفت المظاهر من جيل لجيل، وتؤكد المصادر أن احتفالات المولد النبوى ظهرت فى عهد الحاكم بأمر الله الذى كان يحب إحدى زوجاته، فأمر بخروجها معه يوم المولد النبوي، فظهرت فى الموكب بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين، فقام صناع الحلوى برسم الأميرة فى قالب حلوي، بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطى حصانه وقد صنعوه من الحلوى، ويُنسب للفاطميين أنهم أول من أبدعوا فى الاحتفال بالمولد بإقامة الولائم، والحلوى الخاصة بالمولد، ويقول «المقريزى»: إن عروسة المولد كانت تُصنع من السكر وتُجمل بالأصباغ وتُزين بالأوراق الملونة، وتتنوع صناعة حلوى المولد ما بين السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بعين الجمل، وكانت مراسم الاحتفال بالمولد النبوى تبدأ فى أنحاء المحروسة، فتُقام السرادقات حول المساجد والميادين فى أجواء من البهجة، يغرد المنشدون بأناشيد تمدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان أهل المحروسة يتصدقون بحلوى المولد على المساكين.
■ فتاة تحمل حصان المولد بسعادة غامرة
وكان حكام الدولة الفاطمية يشجعون الشباب على عقد قرانهم يوم المولد النبوي، واعُتبر الحصان الحلاوة رمزاً للفروسية والرجولة لدى الأطفال والكبار، وأصبحت احتفالات المولد النبوى من الأعياد الدينية، فكانت تُنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين طوال الليل، ويتبارى المقرئون فى تلاوة آيات الذكر الحكيم، وفى صباح يوم المولد يوزع السلطان كمياتٍ من القمح والحلوى التى توارث صنعها أجيال حتى الآن، ويؤكد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى ساحة منزل الشيخ البكرى نقيب الأشراف بحى الأزبكية لاستمالة قلوب المصريين للحملة الفرنسية بجنودها وقادتها.
◄ الرسول العظيم كان يكره التعظيم
هذا هو محمد البسيط المتواضع، كان يغسل ثوبه ويُرقع بردته ويحلب شاته ويخصف نعله، ويأكل مع الخادم ويعود المريض ويعطى المحتاج، ويصلى وأحفاده يتسلقون ظهره وهو ساجد فيتركهم حتى إذا وقف حملهم واستمر فى صلاته، كان الحنان والحب مُجسداً، أحب الإنسان والحيوان، وحتى النبات حنّ عليه فكان يوصى بالشجر ألا يُقطع، حتى الجماد شمله بالحب فكان يقول عن جبل أحد «هذا جبل يحبنا ونحبه»، حتى تراب الأرض كان يمسح به وجهه متوضئاً فى حب وهو يقول: «تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة»، هذا هو العظيم الذى كان يكره التعظيم وكان يقول لأصحابه حينما يقفون له «لا تقوموا لى كما تقوم الأعاجم يعظمون ملوكهم».
■ د. مصطفى محمود
وكان الكريم الذي وصفه أصحابه بأنه ينفق فى سخاء من لا يخشى الفقر أبداً، لم يحدث أنه ادخر درهماً، وقد مات كما هو معلوم ودرعه مرهونة عند يهودي، وعاش ولم يشبع قط، ولم يذق خبز الشعير يومين متتاليين، ومع ذلك لم يكن يرفض الهدية تأتيه بالشهى من المأكل والناعم من الملبس ولكنه يرفض أن يسعى لهذا العيش اللين أو يفكر فيه أو ينشغل به، ولهذا كان يربى نفسه ويروضها على الفقر والجوع والقصد فى المطالب والرغبات، ليكون المثل والقدوة لما أراده الإسلام، دين الاعتدال والتوسط، فلا رهبانية وقتل للنفس، ولا تهالك وإطلاق للشهوات، وإنما توسط واعتدال.
د. مصطفى محمود
من كتاب «الطريق إلى الكعبة»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.