عواصم- وكالات الأنباء: أكدت وزارة الخارجية القطرية اليوم أنه لم يرد أى جواب إسرائيلى على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، محذرة من أن الخطة الإسرائيلية لاحتلال القطاع «تضع الجميع أمام تهديد، بمن فيهم الأسرى». وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصارى، إن «القضية الإنسانية لا يمكن ربطها بأى صفقة سياسية، ويجب فتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً»، مشدداً على أن «المسألة باتت واضحة أمام المجتمع الدولى الذى عليه أن يشكل موقفاً موحداً لإيقاف إسرائيل». وأضاف: «لا فائدة من انتظار عملية سلام لا يوجد طرف إسرائيلى يريدها، فيما تلقى الخطوات الإسرائيلية الحالية معارضة إقليمية ودولية واضحة»، داعياً إلى «الحضور الفاعل للأشقاء الفلسطينيين فى كل المحافل الدولية». وتزامنت هذه التصريحات مع استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، حيث استشهد 63 فلسطينياً منذ فجر أمس، بينهم 41 فى أحياء مدينة غزة، إضافة إلى 19 من طالبى المساعدات الإنسانية قرب جسر وادى غزة. ووفق وزارة الصحة بغزة، ارتفع إجمالى ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 إلى 63٫633 شهيداً و160٫914 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، فى ظل ظروف مأساوية تشمل نزوحاً جماعياً وتجويعاً متعمداً. على الصعيد العسكرى، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى عملية لتجنيد 60 ألفاً من جنود الاحتياط ضمن خطة «عربات جدعون 2» الهادفة إلى احتلال مدينة غزة. وتشير تقديرات إلى احتمال مقتل 100 جندى إسرائيلى خلال العملية، التى وصفها مسئولون عسكريون بأنها طويلة ومعقدة. وحذرت صحيفة معاريف الإسرائيلية من أن حركة «حماس» أعدت مسبقاً شبكة أنفاق وكمائن وعبوات ناسفة تجعل أى محاولة لاحتلال غزة محفوفة بالمخاطر، بينما ترى أجهزة أمنية إسرائيلية أن العملية «لا جدوى منها».فى المقابل، يعانى الجيش الإسرائيلى من صعوبة فى حشد قواته، إذ كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن كثيراً من جنود الاحتياط رفضوا العودة للخدمة بسبب إنهاكهم ومطالبتهم بممارسة سلوكيات غير أخلاقية ضد الفلسطينيين. وأفادت الصحيفة بأن أكثر من 30 ضابطاً وجندياً أكدوا أنهم «وصلوا إلى نقطة الانهيار»، وأن «القضاء على حماس غير ممكن فى أسلوب حرب العصابات الذى تتبعه الحركة». كما ارتفعت معدلات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين، حيث سجل الجيش 18 حالة منذ مطلع 2025، إلى جانب أكثر من 10 آلاف جندى يخضعون لعلاج نفسى جراء صدمات القتال. فى سياق متصل، قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزى إن إسرائيل قتلت منذ اندلاع الحرب أكثر من 247 صحفياً، وهو عدد يفوق ضحايا الصحافة فى الحربين العالميتين معاً. وحذرت منظمات دولية من أن استمرار هذا المعدل من القتل «سيجعل غزة بلا شهود على جرائم الاحتلال». ووصفت مفوضة الشئون الإنسانية بالاتحاد الأوروبى، حجة لحبيب، ما يجرى فى غزة بأنه «إبادة وتجويع متعمد»، داعية إلى إدخال المساعدات ووقف الحرب، وكشفت عن تحركات لفرض عقوبات على إسرائيل رغم انقسام المواقف الأوروبية. بدوره، أعلن وزير الخارجية البلجيكى ماكسيم بريفو أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، وستفرض 12 عقوبة صارمة على إسرائيل، بينها حظر الاستيراد من المستوطنات. وشدد وزير الخارجية البريطانى على ضرورة وقف إطلاق النار ووقف المجاعة فى غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، ووضع إطار لسلام دائم. على الصعيد الداخلى، شهدت مدينة رمات هشرون فى الأراضى المحتلة تظاهرات شبابية تطالب حكومة الاحتلال بإبرام صفقة تبادل لإعادة الأسرى المحتجزين. وتزامن ذلك مع مؤشرات على تزايد أزمة الثقة بين القيادة السياسية والأمنية فى إسرائيل حول إدارة الحرب.