تبدأ القصة بمشهدين، يعرضان في آن واحد، لكن المفارقة أن عدسات الكاميرات ظلت تلاحقهما من الخلف، في المشهد الأول، سيدة محنية، تحمل رضيعا في شهوره الأولى، وفي المشهد الثاني، سيدة أخرى، تسير بخطوات مهتزة. السيدتان تتجهان إلى مستشفى، الأولى لتجري تحليلا لرضيعها، والثانية لتخطف رضيعا.. ينتهي المشهدان في مشهد واحد، السيدة الثانية تخطف رضيع الأولى، وتفر هاربة، هذا ما حدث في واقعة منطقة الوايلي، عندما خطفت سيدة طفلا رضيعًا من سيدة أخرى في أحد المستشفيات، وفرت هاربة قبل أن تلقي أجهزة الأمن بالقاهرة القبض عليها في أقل من 24 ساعة، تفاصيل أكثر في السطور التالية. في صباح يوم الجمعة الماضية، خرجت من منزلها في مدينة المرج متجهة إلى أحد المستشفيات الكائنة في منطقة الوايلي، تحمل على يدها رضيعها، المولود منذ نحو 3 أشهر، كي تجرى التحاليل الدورية عليه بعد علمها بأنه مصاب بأنيميا حادة. تخاف على رضيعها وتخشى أن يتفاقم عليه المرض، تحاول جاهدة أن تتابع علاجه بكل السبل، حتى يشفيه الله من مرضه، ويعود سالمًا معافى، وعليه، كانت حريصة على أن تذهب به إلى الأطباء بصفة مستمرة، وأن تدخل كل مستشفى يقال لها أن تذهب لتكشف على نجلها فيه، حتى يطمئن قلبها، ولا تصل الأنيميا إلى مستويات حادة، قد لا يعود بعدها الرضيع إلى عافيته. اقتراح خبيث على الناحية الأخرى، تجلس سيدة في المستشفى، تظهر عليها ملامح الحزن، وأسباب حزنها، أنها كانت تحمل جنينًا لم يرد الله أن يكتمل على خير، وتخاف أن تبلغ زوجها بما جرى لها، هكذا كانت تحدث نفسها، تبكي، والبكاء يزيد، ومع كل دمعة تذرف أخرى، وتتذكر مصيرها، وما آلت إليه ظروفها، وكيف يمكن أن تحمل هذا الخبر السيئ إلى زوجها القادم من السفر وتبلغه به. وبينما هي تجلس في طرقة المستشفى، تشكو حالها لحالها، لمحت سيدة تدخل عليها وتجلس بجوارها، ثم سألتها عن أماكن التحاليل، فأشارت بيدها إلى مكان التحليل، وقالت: «بس قبل ما تروحي تسألي عن التحاليل إسالي الأول عن الأسعار من هنا، روحي إسألي وبعدين ادفعي وادخلي اعملي التحاليل من هنا». وأنهت الجملة وهي تشير إلى الأماكن المخصصة لإجراء التحاليل، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد..، ثم تابعت حديثها قائلة: «هاتي ابنك خليه معايا، أكيد الواد تعبان ومش هيستحمل التعب ده وكمان تقيل عليكي وانتي واقفة، هاتي الواد وروحي إسألى وأنا مستنياكي»! وما أن أنهت جملتها، حتى رضخت الأم لها، وأعطتها رضيعها عن طيب خاطر، ثم أدارت ظهرها وذهبت لتسأل عن أسعار التحاليل لرضيع، سيتعرض للخطف في غضون ثوان! وبالفعل، دون أدنى تفكير، وضعت سيدة المرج رضيعها على «حجر السيدة» الأخرى التي مات جنينها بين أحشائها، وهمت أم الطفل لتسأل عن التحليل، دون أن تشك، ودون أن يأتي في خاطرها أن ما أقدمت على فعله، أمرًا في غاية الخطورة، وأنها للتو وضعت رضيعها في يد سيدة لم ترها إلا في هذه اللحظة، أو بالأحرى، أعطت الطفل بيدها لمن تنوي خطفه بعدما قدمت لها الأخيرة اقتراحها الخبيث! اختطاف الرضيع لكن بالرغم من هذا كله لم تعطِ لعقلها التفكير لثواني قليلة؛ تركت الرضيع وخرجت، وما هي إلا دقائق حتى ساورها الشك، وما أن عادت الأم لتطمئن، كانت الأخرى قد أخذت الرضيع وفرت هاربة من المستشفى، بعد اختطاف الرضيع. لن أحدثك عن هول الصدمة التي كانت عليها السيدة، للحظة فارق ابنها حضنها مخطوفًا، بسبب سذاجتها، أو قل، بسبب إهمالها. صرخت الأم، واجتمع الجميع حولها يتساءلون، لكن حدث ما حدث، ونصحها البعض أن تذهب إلى قسم الشرطة كي تُبلغ عن ما حدث لها، بالفعل ذهبت السيدة إلى قسم شرطة الوايلي تستغيث، وحررت محضرًا بالواقعة، وعليه، بدأت التحريات حول الواقعة، وسرعان ما تبين حقيقتها؛البداية حين طالعت الأجهزة الأمنية كاميرات المراقبة داخل المستشفى وخارجها، وتمكنوا من معرفة السيدة التي خطفت الرضيع، والكشف عن هويتها، وفي أقل من 24 ساعة، كانت السيدة الخاطفة في قبضة الأجهزة الأمنية، وتم اقتيادها إلى قسم الشرطة، وهناك، استكمل المحضر، وأحيل إلى النيابة العامة. اقرأ أيضا: a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4309054/1/%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%AA%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D9%81-%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%B9%D9%8B%D8%A7-%D8%AE%D9%88%D9%81%D9%8B%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%B7" title=""ابنها مات".. امرأة تختطف رضيعًا خوفًا من بطش زوجها بأسيوط""ابنها مات".. امرأة تختطف رضيعًا خوفًا من بطش زوجها بأسيوط اعترافات في اعترافاتها، أمام النيابة العامة، أفادت السيدة الخاطفة، بأنها أرادت خطف الطفل بعد أن تركته أمها له، ولأنها سبق وأن كانت تحمل في احشائها جنينا، لكن لم يكتمل، وكانت تخاف من أن تخبر زوجها القادم من السفر بأن الحمل لم يكتمل، حينها، لمعت في ذهنها فكرة اختطاف الرضيع، ثم إخفاءه لبعضة شهور عن عيون الجيران، وظهوره في الموعد الذي كان مقررا لها أن تلد فيه، على اعتبار انه ابنها. هذه الاعترافات، فسرت المشهدين اللذين سبقا أن تم تناولهما، السيدة الأولى، أم الرضيع، بكل سذاجة، تركت رضيعها لسيدة أخرى لا تعرفها، والسيدة الأخرى، الخاطفة، وجدت في الرضيع فرصة أن تعوض ما مات جنينًا في رحمها، وكان بالنسبة لها المطمع، والمنقذ في آن واحد. بعد الاعترافات، كان قد تم الكشف الظاهري على الطفل، وتبين عدم وجود ثمة إصابات به، وعليه، تم تسليمه لوالدته، وأخذ التعهد اللازم عليها بحسن رعايته. الأكيد، أن جرم الخاطفة أكبر من جرم المهملة، لكن، يتبقى أن السيدتين ارتكبتا خطئًا، الأولى، أجرمت، والثانية، أهملت. والأكيد أيضًا أن الرضيع خسر اليوم الذي ذهب فيه تحمله أمه الى المستشفى لكي تجري له التحليل ليعرف الطبيب نسبة الأنيميا في دمه. بعد تسليم الرضيع إلى والدته، وبعد اعترافات المتهمة، أمرت النيابة العامة بحبس المتهمة أربعة أيام، على أن يتم التجديد لها في الموعد القانوني، واتخذت الإجراءات القانونية.