مع بزوغ الفجر حزم خالد حقيبته استعدادًا لقضاء يوم واحد على أحد شواطئ «العين السخنة» عبر رحلة خاطفة تنطلق مبكرًا وتنتهى مع غروب الشمس، وحث أسرته الصغيرة على الانتهاء سريعًا من ارتداء ملابسهم للحاق بالميكروباص الذى سيقلهم مع مجموعة من الأقارب، لم تكن هناك حقائب ثقيلة، أو أغراض مكدسة، مجرد عدة مناشف وساندويتشات تسد جوعهم طوال اليوم. لم يعبأ خالد بتذمر أسرته على مصيف اليوم الواحد، فأسعار الشاليهات والفنادق المبالغ فيها جعلته يعزف عن قضاء إجازته الصيفية في الإسكندرية كما اعتاد كل عام، حتى أن إيجار شقة مصيفية فى الأسبوع الواحد قد يكلفه مرتبه لشهر كامل، بخلاف السماسرة الذين ينتظرون فصل الصيف ويضاعفون أسعار الشقق المفروشة حسب قربها من الشاطئ وتوافر الخدمات المختلفة. ومع انطلاق الحافلة وتسلل نسائم البحر إلى الوجوه، علت ضحكات الأطفال وثرثرة النساء، وأصبحوا يمنون أنفسهم بقضاء يوم لا مثيل له، ومع غروب الشمس عادوا منهكين، لكن قلوبهم ظلت ممتلئة بموج لا يغيب من الفرح والرضا. ■ شاطئ جمصة ◄ أسعار مرتفعة مع ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق والمنتجعات خاصة فى المدن السياحية الكبرى كالإسكندرية ومطروح، أو حتى المصايف الشعبية مثل رأس البر وبلطيم، أصبح الإقبال على مصايف اليوم الواحد الحل الأمثل للاستمتاع بالشاطئ دون حاجة لتحمل أعباء مادية كبيرة، وهناك آخرون وجدوا ضالتهم فى رحلات سريعة تنعش الروح وتترك أثرها لأسابيع كاملة، وغالبًا ما تتراوح تكلفة اليوم الواحد بين 2000 و3000 جنيه، شاملة أسعار الانتقالات ورسوم دخول الشواطئ العامة، ناهيك عن الألعاب المائية وغيرها من الأنشطة والفعاليات الترفيهية. ◄ اقرأ أيضًا | بورسعيد.. أجمل شاطئ وأرخص مصيف| كيف كانت الحياة في المدينة الباسلة عام 1960؟ ◄ بديل مريح أما منى رفاعى (ربة منزل) فتقول: زادت أسعار المصايف والشاليهات بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لذا لجأت إلى رحلات اليوم الواحد وترى أن هناك ميزات لهذا النوع من الرحلات الخاطفة حيث يجعل أفراد الأسرة يتخلصون من ضغوط الحياة اليومية، ويهربون من حرارة القاهرة العالية، خاصة أن العديد من العائلات اعتاد الذهاب فى رحلة مصيف سنوية، ولا تستطيع التخلى عن عادتها تلك رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. ◄ تزايد مستمر وحول أسباب زيادة أسعار المصايف يقول رجب جلال، أحد السماسرة بمدينة جمصة: ارتفعت أسعار الشاليهات والشقق المصيفية فى المدينة نتيجة زيادة أعداد المصطافين القادمين من المحافظات القريبة مثل الشرقية والمنوفية مقارنة بالأعوام السابقة، فوصل إيجار الليلة فى الشقة المصيفية إلى ما بين ألف و2000 جنيه، أما فى العشش البسيطة التى تشبه الشاليهات «الفايف ستار» فوصل سعرها إلى 3000 آلاف جنيه فى الليلة الواحدة، مؤكدًا أن رحلات اليوم الواحد تزايدت حتى أن مجموعات من الأسر أصبحت تشترك فى إيجار شاطئ خاص بها كى تشعر بالخصوصية والرفاهية. ◄ عروض وإغراءات من جانبه، يرى الخبير السياحى محمد كارم أن الارتفاع المتزايد فى أسعار تأجير الوحدات المصيفية دفع الأسر البسيطة للجوء إلى رحلات اليوم الواحد للتغلب على تلك العقبة، فأصبحوا يختارون مصايف تتوافر بها العديد من الرفاهيات والخدمات كى يستمتعوا بوقتهم، ويتشاركوا فى التكلفة التى تصل لآلاف الجنيهات، وهناك أسر تبحث عن شواطئ عامة لا تزيد تكلفتها على مئات الجنيهات وأغلبها موجود بالمصايف الشعبية فى مدن رأس البر والإسماعيلية.