ذروة التوحش! لحظة غير مسبوقة فى تاريخ الحروب، منذ عرف البشر كيف يسجلون صراعاتهم، وكيف يباهون بإنجاز انتصاراتهم، حتى لو كان القرار شن حرب إبادة لا تبقى بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا، لقد تفوق الصهاينة حين شنوا حرب تجويع شاملة على أكثر من مليونى غزاوى، والعالم يغض الطرف حينًا، ويدين على استحياء حينًا آخر، ثم يعد ساسته أمام الكاميرات بالبحث عن خطط بديلة لوصول الغذاء لأهل غزة، لكن على الأرض، لا شيء يتغير، فالعصابة التى تحكم الكيان الصهيونى مستمرة فى إبداع صيغ لا تنتهى، تصب جميعها فى دعم هندسة التجويع!. حتى عندما أعلنت الأممالمتحدة عن تفشى المجاعة فى غزة، ووصفت الأمر ب «العار العالمى»، فإن ردود الأفعال الدولية لم تكن فى مستوى خطورة ما أعلنته المنظمة الدولية، ووسمته بالعار، لا أكثر من كلمات لا تسمن من جوع، لا مبادرات، لا ضغوط حاسمة، لا تحركات على الأرض تفضى لإنقاذ الأرواح من الجوع الذى يحصد مئات الأرواح يوميًا، أكثرهم أطفال ونساء عجائز!. ما المبررات أو الحجج التى تقف أو تحول دون صياغة موقف غربى جماعى، لوقف مهزلة التجويع المنهجى شديد الشراسة تجاه العزل فى غزة؟. لم يضبط العالم صوتًا ارتفع فى مواجهة ادعاء نتنياهو بانحياز التقرير الدولى لحماس، ليواجهوه بآلاف المشاهد اليومية الحية التى توثق المجاعة، وتجلل الضمير الإنسانى بالعار، ألم ترتفع أصواتهم بنعى حقوق الإنسان دون وجه حق مرارا؟!. لماذا يكلف مسئول عربى نفسه عناء رفع صورة لحصد الأرواح البريئة، فى نقاط التوزيع للمساعدات، فيما عرف بمؤسسة غزة الإنسانية، وكانت فى حقيقتها مجرد كمائن ومصائد للجوعى برعاية أمريكية، وبتنسيق مع الموساد!. التنديد والاستنكار لا يكفيان لوقف مأساة التجويع كسلاح إبادة جماعية معتمد من قبل الكيان الصهيونى فى غزة، وإلا فإن وصمة العار سوف تبقى معلقة فوق جباه الجميع، حتى يستقيظ الضمير العالمى الذى دخل فى غيبوبة طويلة!.