تابعت باهتمام بالغ قصة عائشة طالبة الثانوية العامة المتفوقه التى حصلت على مجموع كبير يؤهلها للالتحاق بكلية الطب وفوجئت بعد ظهور نتيجة التنسيق أنها قيدت بكلية العلوم، وعندما استفسرت قال لها المسئولون إن هذا تم طبقًا لترتيب رغباتها التى جاءت فى استمارة التنسيق الإليكترونية، فاعترضت وقالت إنها كتبت أولى رغباتها الطب، وأن هناك تلاعبًا فى ترتيب الرغبات، واسودت الدنيا فى وجهها ورأت مستقبلها يضيع، وأحلامها تتبخر، وسعادتها تموت، إلى أن تبين أن صديقتها المقربة قد سرقت الكود (كلمة السر) الخاصة بالولوج لصفحتها فى التنسيق، وقامت بتغيير رغباتها قبل إغلاق باب الرغبات بساعتين!.. ولضمان حقها اصطحبها والدها إلى قسم الشرطة وحررا محضرًا ضد زميلتها المزورة التى دفعتها الغيرة والحقد الأعمى إلى أن تعمدت العصف بمستقبل وأحلام زميلتها المتفوقة مع سبق الإصرار والترصد، وتكون جريمتها مكتملة الأركان.. وقام بكتابة استغاثه على صفحة التواصل الاجتماعى. وبمجرد علم د.أيمن عاشور وزير التعليم العالى بالواقعة، وجه بإتاحه الفرصة لعائشة لإعادة تسجيل رغباتها ووعد بإلحاقها بكلية الطب طبقًا لمجموعها، ثم اتصل مسئول التنسيق بالطالبة وأخبرها بأنه تم تعديل الرغبات. القصة لم تنته بعودة الحق لصاحبته، فالقادم فيها أفضل، حيث أعلن والد عائشة أنه سيتنازل عن المحضر حفاظًا على مستقبل البنت، وحتى لا تتعرض للحبس والبهدلة، فهى على حسب تعبيره «زى بنته» وربما يدفعها ذلك إلى عدم تكرار ما فعلته مرة أخرى، وقد قام بذلك دون أن يتواصل معه أحد من أهل صديقة ابنته. ظنى أن ما فعله والد عائشة هو العفو فى أبهى صوره.. وصدق رسولنا ومولانا محمد خير الأنام عندما قال «إذا جاء يوم القيامة نادى المنادى من كان أجره على الله فليقم للجنة بغير حساب، فسأل الصحابة من هو الذى أجره على الله قال العافى». الواقعة درس فى الأخلاق الحميدة، وطاقة أمل لكل متشائم يرى أنه «مافيش فايدة». الدنيا لسه بخير، ومازال هناك من يتمسك بالقيم والمبادئ فى تربية أولاده، ويقدم للبلد جيلًا صالحًا متفوقًا و»متربى». هذا الأب أحمد محمدى يستحق جائزة الأب المثالى.