ما هى الاستفادة المحققة من تشويه إنسان بعد مماته؟. لا أعتقد أن ذكر مساوئ أو أخطاء ارتكبها إنسان ترك الدنيا ورحل عنها سيفيد أحدًا، بل على النقيض سينتج عنه ضرر، ربما يتأذى منه آخرون دون أى ذنب ارتكبوه!. أتحدث هنا عن هؤلاء الأشخاص الذين يخرجون علينا من نوافذ مختلفة للإعلام، ليحدثونا عن شخصيات عامة رحلت عن دنيانا، سواء كانت هذه الشخصيات العامة فى الفن أو غيره، ماذا يفيد الناس من تشويه فنانة أو فنان أحبوه، وأمتعهم بأعمال فنية جميلة، أن أذكر مساوئ له ارتكبها عن قصد أو دفعت لارتكابها، هى ماتت وشبعت موت، ومات معها الخطأ ومن كان شاهدًا عليه أو حتى عاصره!. وبموت الإنسان، فإنه يذهب إلى خالقه، سبحانه وتعالى الذى يحاسبه على عمله فى الدنيا، سواء عمل خيرًا أم شرًا. فقد ذكر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال «لا تذكروا هلكاكم إلا بخير»، وفى رواية أخرى «لا تذكروا موتاكم إلا بخير». وعن السيدة عائشة رضوان الله عليها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا». وعن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء» وهو حديث يحث على عدم ذكر سيئات الأموات، لأن ذلك لا ينفع ولا يؤذى الميت، ولكنه يؤذى أقاربه من الأحياء الذين يسمعون السوء عن ذويهم، فالأحياء هم المتضررون من سب أقربائهم المتوفين، بينما يكون الميت قد أفضى إلى ما قدمه من أعمال.