فى أحد الأيام كنت خارجًا من الصالة الرياضية وتصادف مرور محمود عبد الرازق (شيكابالا) بعد نهاية التدريب.. زميلى المصور الصحفى مناع محمد (رحمه الله ) نادى عليه، وكنت لا أحبذ هذه الخطوة لأننى أعرف نتيجتها مقدمًا، شيكابالا كان مثيرًا للمشاكل داخل الملعب وخارجه.. المهم أن زميلى أخذ فى إعطاء النصائح ،ومنها أنك لاعب موهوب ويجب أن تحافظ على هذه الموهبة، وأشار برأسه بما يعنى الموافقة ، وانصرف دون كلمة شكر.. زميلى نظر نحوى ولسان حاله يقول: إيه اللى عملته ده. ومثلما فعل شيكابالا لم أعقب وأكملنا السير.. القريبون منه يعرفون تركيبته النفسية فلا خلاف على طيبته ككل أبناء أسوان وخاصة النوبة فهو عفوى ومحب للخير، وهذه كلها إيجابيات ولكن بعيدًا عن عالم كرة القدم التى تتطلب عقلية متفتحة فيها قدر كبير من الذكاء الاجتماعى وهو ما لم يتحقق مع شاب فطرى جاء من الجنوب لا يحمل إلا موهبته ولم ينل حظًا من التعليم الذى كان سيساعده أكثر على فهم الحياة وبالتالى استثمار المنحة الربانية، وهو ما لم يحدث، وزاد الأمر تعقيدًا عدم وجود الأسرة واضطر للإقامة فى سكن اللاعبين ومنهم الطيب والشرير. وانجذب شيكا لعالم الأضواء عبر سور النادى.. وأذكر أن الكابتن أحمد مصطفى رئيس قطاع الناشئين فى ذلك الوقت (رحمه الله) حاول التقويم حتى باستخدام القوة إلا أن محاولاته ذهبت أدراج الرياح.. وعندما فكر فى الاحتراف لم يقف النادى أمام رغبته وكان من الممكن أن يكون سبورتنج لشبونة نقطة انطلاقه للدوريات الأقوى فى أوروبا، ولكنه فضل حياة الهواية بكل سيئاتها فتمرد على المدرب والإدارة وعاد إلى مصر ضاربًا ببنود العقد عرض الحائط، وبدأ النادى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ حقوقه تجاه اللاعب المارق، ولولا تدخل صلاح حسنى نجم الأهلى السابق لتعرض لعقوبات دولية قاسية قد تقضى على مسيرته فى الملاعب، فضمه للتجنيد وكان على ذمة المنتخب الأوليمبى للخروج من المأزق. واضطر النادى لدفع 900 ألف دولار للنادى البرتغالى عن طريق ممدوح عباس. لم تتوقف شطحاته بعد ذلك. ثم كانت النهاية الطبيعية لأى نجم على المستطيل الأخضر، لكنه أبى أن يترك بهدوء وتجاوب مع الباحثين عن الإثارة ليفتح خزائن ذاكرته بأسوأ ما فيها من فضائح عن زملائه المشيشين والمدرب السكرى الذى اعتبره الأفضل فى تاريخه.. ياريت تكتفى بهذا وتتفرغ لأولادك ومستقبلك القادم وأن تتعلم من التجارب فالعلم نووووووور!!.