** في كل عصر وأوان تشهد الساحرة المستديرة نماذج من النجوم لا يقدرون حجم موهبتهم ومدي تعلق الجماهير بهم فيخرجون عن النص كثيرا وبصورة فجة أحيانا، وهو ما يؤثر علي مسيرتهم الكروية بالسلب مهما تكن موهبتهم فذة أو ليس لها نظير.. ومن هؤلاء النجوم أسماء كبيرة ولامعة في عالم كرة القدم العالمية والأفريقية والعربية والمصرية، بعضهم اعتزل الكرة والبعض الآخر مازال في الملاعب، ولست هنا بصدد ذكر بعضهم بالاسم فكل عشاق الكرة والمهتمين بها يعرفون هذه الفئة بأسمائهم... هذه المقدمة الطويلة بعض الشيء كانت ضرورية ومدخلا للحديث عما فعله للأسف الشديد النجم الموهوب شيكابالا تجاه إجراء طبيعي جدا من جانب مديره الفني حسن شحاتة الذي استخدم حقا أصيلا له في التغيير.. وأيا كان سبب التغيير فتلك ليست مشكلة اللاعب ولا يحق له أن يعترض، فهو من صميم اختصاص المدير الفني. ولكن نجمنا الكبير قوي وهو بالمناسبة لم يحقق أية بطولة تذكر مع نادي الزمالك مثلما لم يكن صاحب أي فضل في فوز منتخبنا الوطني بأي بطولة هاج وماج وثار منفعلا علي قرار شحاتة، ونظر إلي الأمر نظرة قاصرة تتناسب مع مستوي فكره وفهمه، فاعتبر ما فعله المدير الفني إهانة له وهذا غير صحيح بالمرة، فالمدرب يفعل ذلك عادة لأسباب منطقية يراها هو كذلك من وجهة نظره مهما اختلف اللاعب أو حتي اختلفنا نحن معه كنقاد رياضيين أو حتي اختلفت معه الجماهير، فالقرار في النهاية للمدير الفني وليس لأي أحد آخر في كل مكان في العالم، وليس هذا اختراعا من عندنا، وهو ما يفعله حسن شحاتة وغيره من المدربين المصريين والأجانب. إذن.. ما هو تفسير ما فعله شيكابالا بدون مبرر؟ ظني أن الأمر برمته راجع إلي عدم وعي شيكابالا بفداحة ما ارتكبه وهذا يعود في المقام الأول إلي ضحالة ثقافته وعدم تلقيه التعليم الكافي الذي يجعله يفرق بوعي بين الصح والخطأ، وتلك ليست المرة الأولي التي يرتكب فيها شيكابالا مثل هذه الأفعال أو هذا السلوك.. فعلها مرارا وتكرارا من قبل سواء مع الأجهزة الفنية أو في تراشقه أحيانا باللفظ والحركة مع الجماهير، فالأمر لم يكن متعلقا بأي حال من الأحوال بحسن شحاتة.. الخروج عن النص عادة متأصلة في هذا النجم الموهوب.. واعتقادي أنه في حاجة ماسة وعاجلة إلي علاج نفسي يعينه علي كيفية التعامل في المواقف المختلفة، ويساعده علي ضبط سلوكه وردود فعله.. نعم.. شيكابالا في حاجة ماسة إلي إخصائي نفسي، ولكن المهم أن يستجيب له ويستمع إلي نصائحه وهو يعلمه كيف يتعامل مع الآخرين وكيف يفرق بين التعامل مع لاعب زميل، ومدير فني مسئول! وأكثر ما أخشاه أن يحتوي ممدوح عباس رئيس النادي، كعادته دائما، الموقف دون عقاب رادع لشيكابالا، وهنا ستكون الطامة الكبري لأن ما أوصل شيكابالا إلي هذه الدرجة من الانفلات هو التساهل معه منذ الصغر، والعفو عنه في كل مرة يرتكب فيها خطأ حتي لو كان جسيما ولا يغتفر! الردع لم يكن موجودا علي الإطلاق في التعامل مع شيكابالا، وهذه المرة أتمني أن تكون العقوبة رادعة، وما نقلته بعض الصحف غداة مباراة الزمالك والمغرب الفاسي عن أن إدارة النادي خصمت نصف عقد اللاعب وحرمته من رحلتي السعودية والكويت، ليس صحيحا فحقيقة الأمر أن شيكابالا حصل فعلا علي 75 في المائة من قيمة عقده لهذا الموسم، وبالنسبة لرحلتي السعودية والكويت فلم يكن مقررا أن يشارك فيهما شيكابالا لأنه سيكون موجودا وقتها مع المنتخب الأول.. إذن أين العقوبة؟ وأين الردع؟! وأتذكر أنني منذ فترة طويلة وبسبب مشكلات شيكابالا المتعددة وفصوله البايخة قلت عنه: لا هو فلتة زمانه وعصره وأوانه.. واليوم أقول: حتي لو كان كذلك، فليذهب إلي الجحيم طالما أنه لا يحترم مديره الفني ولا زملاءه في الملعب ولا الجماهير التي تعشقه وتهتف باسمه، والمستطيل الأخضر الذي يبدع داخله! ** فارق كبير بين تصرف نجم وآخر.. أبوتريكة الذي جلس علي دكة الاحتياطي ولم يتبرم ولم ينفعل ولم يعترض علي المدير الفني، وعندما شارك قاد فريقه للفوز بثلاثة أهداف (هاتريك).. وشيكابالا الذي اعترض وانفعل وأخطأ في حق مديره الفني فخسر تعاطف الجميع!! ** مناظرة المرشحين للرئاسة عمل حضاري راق وينطوي علي وعي شديد بمعني الديمقراطية، ونقلة نوعية طيبة في مجال السياسة المصرية فيما بعد ثورة 25 يناير، ولكن.. وآه من كلمة لكن هذه.. فبمنتهي الصراحة أعترف بأنني أصبت بالدهشة الشديدة ولن أقول الصدمة وأنا أتابع المناظرة التي جرت علي إحدي الفضائيات المصرية، بين اثنين من المرشحين للرئاسة هما عمرو موسي وعبدالمنعم أبوالفتوح.. فما سمعته في أجزاء كثيرة من المناظرة بين المرشحين، لم يكن مناظرة بالمعني العلمي لها وإنما كان مجرد سجال وتبادل اتهامات إذ حرص كل طرف علي أن يقلل من شأن الآخر بكل الطرق، وانهمك كلاهما في الهجوم علي الآخر بكثرة الحديث عن الماضي.. ماضي كل منهما. الأمر الآخر السلبي في هذه المناظرة أن الأسئلة لم تكن كلها علي المستوي المطلوب، بل إن بعضها كان ساذجا وغير منطقي أحيانا، فضلا عن أن مدة الإجابة عن كل سؤال (دقيقتان) لم تكن كافية في أغلب الأحيان لعرض وجهة النظر بشكل دقيق وعلمي ومبني علي المعلومات المدققة وليس مجرد الكلام المرسل، ولهذا جاءت بعض الإجابات سطحية وغير مستوفية لكل جوانب الموضوع.. وعلي أية حال كانت هذه المناظرة بمثابة البداية في عصر جديد نحلم بأن نري فيه ديمقراطية حقيقية تمارس علي كل المستويات.. قولوا يارب.