** على امتداد مشواره كلاعب فى نادى الزمالك، كان اللاعب الأسمر محمود عبدالرازق الشهير ب"شيكابالا" مصدر إزعاج دائم.. والطبيعى بالنسبة للاعب كرة القدم أن يكون مزعجا لدفاعات المنافسين ومرعبا لحراس المرمى بقذائفه وأهدافه، وهذه للأمانة الشديدة صفات موجودة فيه فعلا بحكم كونه لاعبا موهوبا.. ولكن الإزعاج الأكبر كان فى علاقاته مع مدربيه وزملائه اللاعبين والجماهير والإدارة.. مشكلات كثيرة لا حصر لها، بعضها يتعلق بالأمور المالية الخاصة بمستحقاته، والبعض الآخر يتعلق بنرفزته فى الملعب مع الزملاء أو المنافسين، وتارة مع أحد المدربين وتارة أخرى مع جماهير الفرق المنافسة أو جماهير فريقه.. ولست هنا بصدد تحليل أسباب هذه الحالة التى كان عليها شيكابالا فى أغلب فترات مشواره الكروى وإن كان الكل يعلم أن عدم نيل قسط وافر من التعليم ومحدودية ثقافته أحد الأسباب الجوهرية التى تنعكس على تركيبته الشخصية ولكننى أركز هنا على رد فعلى الشخصى فور سماعى نبأ انتقاله إلى فريق سبورتنج لشبونة البرتغالى فى اللحظات الأخيرة قبل غلق باب القيد فى بورصة الانتقالات الشتوية فى البرتغال.. إذ قلت: كده شيكابالا "أراح واستراح"!!.. نعم أراح الكثيرين الذين كانوا ينتقدون بشدة تصرفاته غير المنضبطة سواء فى الملعب أو خارجه وكونه مثيرا للمشكلات.. واستراح هو كنجم موهوب وفقه الله أخيرا فى الانضمام إلى صفوف ناد أوروبى معروف هو سبورتنج لشبونة البرتغالى الذى تألق من قبل على مستطيله الأخضر النجم العالمى كريستيانو رونالدو والداهية لويس فيجو.. وأراها فرصة رائعة جاءت لشيكابالا على طبق من ذهب ليصنع لنفسه تاريخا دوليا يشفع له عند الاعتزال، ولاسيما أنه لم يحقق لمنتخب بلاده أو ناديه الزمالك ما يستحق الذكر أو ما يتناسب مع حجم موهبته الكروية الحقيقية، رغم بلوغه الثامنة والعشرين من العمر، وهى سن اكتمال النضج عند الكثيرين من النجوم سواء فى مصر أو فى الخارج. وإذا كان شيكابالا قد مر بتجربة احترافية أوروبية من قبل فى فريق باوك اليونانى وملأت صوره وقتها الصحافة الرياضية اليونانية، ولم يعده إلى مصر إلا مسألة عدم تأديته الخدمة العسكرية فإن الفرصة تأتيه مرة أخرى لكى يؤكد لمنتقديه ومهاجميه أنه نجم موهوب من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، وربما يستفيد من انضباط الحياة فى ناديه الجديد، والالتزام بمواعيد التدريبات والبعد عن "الدلع" الذى كان يغمره به بعض رؤساء النادى السابقين وأيضا بعض المدربين. شيكابالا الذى سيرتدى الفانلة رقم 7 فى سبورتنج وهى بالمناسبة فانلة لويس فيجو مطالب بأن يثبت لنفسه قبل أى أحد آخر أنه يستحق ثقة هذا النادى الأوروبى فيه للدرجة التى تجعله يوقع معه عقدا مدته أربع سنوات ونصف السنة. ويذكرنى شيكابالا فى انتقاله لسبورتنج لشبونة، بانتقال نجم نيجيرى قديم كان يلعب فى الزمالك وكانت له صولات وجولات معه، وهو إيمانويل أمونيكى الذى انتقل بدوره إلى صفوف هذا الفريق البرتغالى وتألق فيه بشدة على امتداد ثلاثة مواسم، قبل أن ينتقل إلى برشلونة الإسبانى حيث عانى هناك الكثير من الإصابات التى أبعدته عن اللعب والتألق مع البارسا.. ولو كان شيكابالا يعرف حق المعرفة معنى أن يكون طموحا، وأن يتمسك بتلابيب الفرصة، أو صادف فى سبورتنج "بيئة مناسبة" تسمح برفع سقف طموحاته، فإننى أتمنى أن تكون محطته المقبلة بعد البرتغال فى أحد الأندية الإسبانية أو الإنجليزية الشهيرة. وهنا أهمس فى أذن شيكابالا بأن يركز جيدا فى الكرة فقط ويبتعد عن السهر واللهو الذى كان قد اعتاد عليه فى سماء القاهرة وغيرها من المدن الساحلية، وعليه أن يضع لنفسه هدفا محددا ويحارب من أجل تحقيقه، وأتمنى له كل التوفيق، رغم أننى كنت واحدا من كثيرين انتقدوه خلال مسيرته فى الزمالك أو المنتخب لعدم التزامه، ولأنه لم يحقق طوال هذا المشوار الطويل إنجازات مهمة كلاعب أساسى فى فريق الزمالك، بل أستطيع أن أقول إن الفترة التى لم يكن موجودا فيها فى النادى وكان معارا لنادى الوصل الإماراتى كانت من أفضل الفترات التى تألق فيها الفريق بدونه مع المدرب البرتغالى الأسبق فييرا الذى اعتمد على اللعب الجماعى للفريق ككل، وليس الاعتماد على لاعب واحد يكون هو محور الأداء فإذا أصابه العطب تعطل الفريق كله. الشىء الذى لفت نظرى فى عقد شيكابالا مع سبورتنج هو إصرار النادى البرتغالى على وضع شرط جزائى قيمته خمسة وأربعون مليون يورو، فى حالة قيام شيكابالا بفسخ العقد خلال مدة التعاقد والتى تنتهى فى يونيو 2018، وهو شرط تعجيزى تماما، وإن دل على شىء فيدل على أن النادى البرتغالى وصلته معلومات وافية عن شيكابالا وحكاياته ومشاغباته وفصوله البايخة!!