ظن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة العدو أن المقاومة الفلسطينية بغزة انكسرت، حين أسرعت حركة حماس بالموافقة على المبادرة المصرية القطرية، تقديرا لجهود الدولتين، لذلك أقدم احد مقاوميها على القيام بعملية استشهادية بخان يونس، تكبد فيها العدو خسائر كبيرة فى الارواح عندما فجر الاستشهادى نفسه فى قوة جاءت لتنقذ الجنود الذين وقعوا فى كمين للمقاومة. رسالة حماس من العملية انها ستقاتل حتى لو بلحم رجالها الحى وأن الركوع والاستسلام ونزع السلاح هى المستحيلات الثلاثة. الحركة تجيد قراءة ما يدور فى عقل اليمين الصهيونى المتجبر. وانهم سيفهمون قرار الاستجابة السريعة للمبادرة المصرية خطأ بأن نهاية المقاومة اقتربت وهو ما عبر عنه نتنياهو «حكومتى ستواصل السيطرة على غزة حتى لو وافقت حماس على اتفاق وقف إطلاق النار باللحظة الأخيرة» مؤكدا أن العملية العسكرية بالقطاع «تقترب من نهايتها» (عشم ابليس فى غزة). ونسى انه لن يكون أشد عتيا على الفلسطينيين من سلفه اسحاق رابين صاحب جريمة تكسير عظام الفلسطينيين الذى تمنى ان يبتلع البحر غزة لشدة خسائر قواته اثناء احتلالها، ولن يكون أشد إجراما من اريل شارون الذى اتخذ قرار الانسحاب من القطاع عام 2005 ليأسه من التكلفة البشرية والاقتصادية العالية حتى إن دوف دوسجلاس مدير مكتبه قال وقتها إن كل حركة من وإلى أى مستوطنة بغزة كانت شبه عملية عسكرية ضخمة فلو أن طفلا إسرائيليا يسكن بمستوطنة بالقطاع ويريد ان يذهب لطبيب بعسقلان كانت تحرس سيارته دبابتا ميركافا واحدة من الامام وأخرى من الخلف وتحلق فوقهم مروحية. لم يتعظ نتنياهو من تجربة شارون المؤلمة وأرادت حماس أن تذكره بما سينتظره بالعملية الاستشهادية الأخيرة كى يعلم جنوده ما سينتظرهم.