رفضت إسرائيل تقرير الأممالمتحدة، نافية وجود مجاعة فى غزة وادعت أنه استند إلى أكاذيب تروجها حماس وهو ما لم يجد صدى على أى مستوى فى العالم. لأول مرة.. تعترف الأممالمتحدة رسميا فى تقرير صدر أمس الأول بوجود مجاعة حقيقية فى غزة وصفتها بأنها عار على الإنسانية وكارثة من صنع الإنسان.. وحمَّلت إسرائيل مسئولية هذه المجاعة وأكدت أنه كان يمكن تجنب حدوثها لولا العرقلة الإسرائيلية الممنهجة لدخول المساعدات الإنسانية لسكان غزة. فى المقابل رفضت إسرائيل تقرير الأممالمتحدة، نافية وجود مجاعة فى غزة وادعت أنه استند إلى أكاذيب تروجها حماس وهو ما لم يجد صدى على أى مستوى فى العالم. أمجد الشوبكى رئيس شبكة المنظمات الأهلية فى غزة وصف تقرير الأممالمتحدة بأنه جاء متأخرا جدا وفى أسوأ مراحل العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة وسط تخاذل واضح من المجتمع الدولى لوقف هذه المجاعة التى أصابت الفلسطينيين وكل من يحاول مساعدتهم بحالة من الإحباط واليأس غير مسبوقة. صدق أمجد الشوبكى بعدما تحول الأطفال والشيوخ إلى هياكل عظمية وتجد شبكات المنظمات الأهلية صعوبة كبيرة فى إنقاذ حياتهم.. ولا يمكن تفهم هذا الصمت الكبير من المجتمع الدولى تجاه انتهاك إسرائيل المستمر والمعلن لميثاق الأممالمتحدة.. ولا ننسى جميعا كيف بادر مندوب إسرائيل فى الأممالمتحدة بتمزيق ميثاق الأممالمتحدة علناً دون أن يتحرك أحد! على صعيد آخر تكشف التطورات الأخيرة فى غزة أنه رغم موافقة حماس والفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء المستمد من اقتراح المبعوث الأمريكى ويتكوف بهدنة مدتها 60 يوما تشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء وتسليم جثامين 18 إسرائيليا وإطلاق سراح 120 من الأسرى الفلسطينيين من ذوى الأحكام العالية و60 أسيرا من المحكوم عليهم بالسجن 15 عاما وإدخال المساعدات لأهالى غزة وبدء محادثات جادة تضمنها مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب وبدء عملية إعادة الإعمار وعدم تهجير سكان غزة إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تهرب من الرد على طلب الوسطاء بتحديد موقفه وقال إنه لن يرد.. وبعد يومين فاجأ العالم بتحديد خمسة شروط جديدة تتضمن نزع سلاح حماس وإعادة جميع المحتجزين الأحياء والموتى دفعة واحدة ونزع سلاح غزة بالكامل وفرض السيطرة الإسرائيلية على كامل قطاع غزة وإقامة سلطة مدنية بديلة لا تتبع لحماس ولا للسلطة الفلسطينية «لم يتفق عليها بعد». فرض نتنياهو هذه الشروط لإرغام حماس على قبولها ما يعنى استسلامها الكامل لشروطه، عندها سيعلن وقف الحرب ويكون بذلك قد حقق أهدافه.. وهدد وزير الدفاع الإسرائيلى أنه إذا رفضت حماس هذه الشروط فإن أبواب الجحيم ستفتح عليها، حيث أقر مجلس الوزراء الإسرائيلى خطة احتلال غزة وتهجير سكانها وحدد 7 أكتوبر القادم -ذكرى مرور عامين على عملية حماس ضد القوات الإسرائيلية- موعدا رمزيا لطرد سكانها إلى الجنوب فى منطقة رفح على حدود مصر فى إطار خطة إسرائيل الممنهجة لتهجير أهل غزة إلى سيناء وفرض الأمر الواقع على مصر رغم رفض مصر القاطع والنهائى لمثل هذه الخطوة التى تعتبرها خطا أحمر لا رجعة عنه بأى صورة من الصور. ماذا يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة؟ الجهود والاتصالات مستمرة لتفادى تفجر الموقف، وهناك اتصالات وترتيبات نأمل أن تنجح فى عقد قمة فى واشنطن بين الرئيس الأمريكى ترامب وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان المحتمل أن يتوجه إلى العاصمة الأمريكية لإحاطة ترامب علما بكل الأخطار المحتملة لتفجر الموقف بسبب هذا التعنت الإسرائيلى غير المسبوق تجاه الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية بصفة عامة والتى لا يمكن أن يتخلى عنها العرب والمسلمون والتى أصبحت أيضا خلال الفترة الأخيرة محل إجماع دولى على حل الدولتين الذى تدفع نحوه السعودية وفرنسا بكل قوة وتستضيف الأممالمتحدة مؤتمرا بهذا الشأن الشهر القادم فكيف يضرب نتنياهو عرض الحائط بكل هذه الجهود لحل القضية الفلسطينية جذريا وسط صمت ودعم أمريكى مريب؟!