لن أفقد سكينتي أو أصاب بصدمة مثل صدمة سيارة يقودها شاب طائش لعابر طريق مطمئنًا؛ فلن نحتاج إلى دليل على أن هؤلاء المتأسلمين وغيرها من جماعات التيار الإسلامي يمارسون الشر في أقبح صوره ولسنا في حاجة أيضًا لكى نكتشف أنهم جواسيس وخونة – وهل يحتاج طلوع النهار إلى دليل –فليس جديدًا على جماعة إرهابية عاشت منذ نشأتها على يد المستعمر الإنجليزي في الدرك الأسفل من الانحطاط، جماعة لا دين ولا وطن ولا شرف لها بل هم فى خدمة الاحتلال الصهيوني اتفقوا على حرق شعب وإبادته إبادة شاملة؛ عندما كتب موسى التوراة، وأن تُقرأ أسفارها على اليهود ختمها بهذه العبارة: «إنى أعرف أنكم بعد موتي تفسدون، وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به». المشهد المخزى الذي رآه العالم أجمع من جماعة الإخوان الإرهابية وهم في قلب الكيان الصهيوني، يهتفون ضد مصر بأعلام إسرائيلية هم لا يدافعون عن غزة بل يطعنون أهلها في الظهر مع المحتل الصهيوني، وقفة العار هذه تذكرنى بتلك الأسطورة: «أن هناك امرأة عجوز شريرة تسكن بلدة أناسها طيبون ومسالمون، لا عمل لهم إلا الزراعة وفلاحة الأرض، إلى درجة أنهم من فرط سذاجتهم يصدقون كل شيء يقال لهم، وكانت هذه المرأة العجوز ذات حيل ماكرة، حتى أنها من شدة مكرها هذا الذي لا يجاريها فيه أشد الخبثاء مكرًا، قد نافست الشيطان في عمله، وأضاعت عليه فرصًا كثيرة في الوقيعة بين الناس. ذات يوم قرر الشيطان أن يضع حدًا لهزائمه المتتالية بسبب هذه الشمطاء العجوز، فجاءها مكسورًا يجر أذيال الخيبة وقال لها: «إما أن تتركي لي البلدة أمرح فيها كيفما اشاء أو أن أتركها لكِ، فقالت العجوز وقد كسا وجهها ابتسامة صفراء: أما أنا فلست تاركة هذه البلد فقد سفكت فيها دمًا، ولن أستطيع في الوقت ذاته أن أقول لك أترك هذه البلد أو لا تتركها، إنما إذا كان الأفضل لك مغادرة هذه البلد التي صارت لي وحدي فالأمر لك، ولكن كيف للشيطان أن يترك بلدًا دون أن يعيث فيه فسادًا هو الآخر، سكت قليلاً كأنه يبحث عن مخرج أو حل ماكر لا يقل خبثًا عن شر المرأة العجوز ثم انتفض واقفًا بعينيه الحمراوين ووجهه المجعد القبيح، رافعًا أصابعه الطويلة التي تنتهي بمخالب سوداء، وقال للعجوز: «لماذا لا نقتسم الفتنة معًا، أنت توجدي المشكلات، وأنا أزيدها تعقيدًا، وانتهى الأمر بينهما بإبرام هذه الاتفاقية الخبيثة». أنتم أيها المفضحون في كل زمان ومكان؛ هل نجحتم في تشويه صورة مصر؟!، من الذي وقف ولا يزال ضد محاولات التهجير القسري بهدف تصفية القضية، من الذي قدم نحو 80% من المساعدات الإغاثية التي دخلت إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان ولا تزال، من الذي استقبل الجرحى في مستشفياتها، وأنشأت مراكز لوجستية للهلال الأحمر المصري في العريش لتسهيل عملية دخول المساعدات؟! فما فعلوه في قلب تل أبيب ليس من قبيل المفارقات العجيبة في أسلوب هذه الجماعة منذ نشأتها التي ترى أن إحداث فوضى في مصر بإشعال الفتنة بالأكاذيب والشائعات بين المصريين – وهيهات أن يحدث هذا لسبب واحد ووحيد وهو أن من يراهن على وطنية المصريين نهايته أن يُسحق تحت أقدامهم – مقدم عندهم على محاربة الغاصب الإسرائيلي، ألم يقل مرشدهم الهضيبي يومًا: «أن الشعب الانجليزي أقرب الشعوب للمسلمين والإخوان»، وأباح قتل المسلم للمسلم وحرم قتل الإنجليز، حتى أنه لم تتورط جماعة الإخوان الإرهابية في أي أعمال مقاومة ضد الإنجليز أثناء الحرب، وعندما أعد أحمد حسين عدو الإخوان ومؤسس حركة مصر الفتاة خطة عمل ضد الانجليز المحتلين للأرض عند شروع الألمان في الهجوم على الجزر البريطانية وحاول الاستعانة بحسن البنا وجماعته، رفض البنا وقال قولته الشهيرة: «أننا لا نبحث عن مغامرة قد تخيب الآمال وتفشل وإنما نبحث عن مغامرة ناجحة، لأن الفشل سيكون فيه ضرر على الحركة والعالم الإسلامي كله»، ولم يخرج الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي حسن الهضيبي عن هذه العقيدة أيضًا عندما قامت حكومة الوفد بإلغاء معاهدة 1936 في شهر أكتوبر سنة 1951 حينها كتب مقالاً بجريدة الجمهور المصري يوم 15 أكتوبر رافضًا فيه أعمال العنف ضد الانجليز وقال نصًا: «واجب الحكومة أن تفعل ما يفعله الإخوان من تربية الشعب أولًا ثم بعد ذلك إخراج الإنجليز»!، ورد عليه وقتها المفكر الإسلامي الكبير خالد محمد خالد بمقال عنوانه: «ابشر يا خواجة جورج»، ناعيًا فيه موقف الإخوان المتخاذل والمتآمر، فهؤلاء هم الإخوان وهذه هي عقيدتهم، أن يأتي الغزو من الداخل أولًا وهذا يفسر لنا ما فعلوه في تل أبيب، وهو أصل ثابت في تاريخهم جدير بأن يُروى». ولماذا نستغرب وقفتهم هذه فهي مثل عناق الخونة بعد تدبير المؤامرة؛ فعن أصل حسن البنا عميد الإرهابيين في العالم قال العقاد يومًا في مقالة أثيرة: «عندما نرجع إلى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟ إن أحدًا في مصر لا يعرف من هو جده على التحقيق، وكل ما يقال عنه أنه من المغرب، وأن أباه كان ساعاتيًا في السكة الجديدة، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وأننا في مصر هنا لا نكاد نعرف ساعاتيًا كان مشتغلًا في السكة الجديدة بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود، ولا يزال كبار (الساعاتية) منهم إلى الآن». فلن يخدعنا التاريخ بدهائه بتكرار عودة الإرهابيين مرة أخرى، بعدما اختبرهم المصريون عامًا كاملًا، فاكتشف حقيقتهم التي هي أخطر من جماعة الرافضة، أدرك أنهم مثل اليهود كانوا طابورًا خامسًا أيام الهكسوس، غاروا على مصر غارة لصوص، فكانت نهايتهم أبدية على أيدي المصريين.