مع اقتراب موعد الأول من نوفمبر، تتهيأ مصر لحدث تاريخي طال انتظاره، بافتتاح المتحف المصري الكبير في أجواء تليق بعظمة حضارتها، في توقيت مدروس يتزامن مع الموسم السياحي الشتوي، ليشكل رسالة سلام وإبداع للعالم، ويعيد للأذهان أعظم اكتشاف أثري أشعل شغف العالم بالحضارة المصرية قبل أكثر من قرن، وهو اكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون. أكد خبير الآثار د.عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن اختيار الأول من نوفمبر لافتتاح المتحف المصري الكبير يمثل قرارًا استراتيجيًا يواكب انطلاقة الموسم السياحي الشتوي في مصر، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الدعاية الضخمة للافتتاح، متوقعًا أن يسهم الحدث في زيادة عدد السياح بما لا يقل عن ثلاثة ملايين سائح إضافي، ليصل الإجمالي إلى 17.8 مليون سائح، ومع انطلاق المرحلة الأولى من مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء مطلع العام القادم، يمكن أن يصل العدد إلى قرابة 20 مليون سائح. اقرأ أيضاً| «السياحة» تنفي إطلاق الإعلان الترويجي الرسمي للمتحف المصري الكبير؟ وأشار د.ريحان إلى أن هذا التوقيت يحمل أيضًا دلالة رمزية، إذ يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922، الحدث الذي فجر الولع العالمي بالحضارة المصرية ولا يزال أثره مستمرًا حتى اليوم. ►اكتمال الاستعدادات للافتتاح أوضح أن جميع الاستعدادات ستكون قد اكتملت بحلول الافتتاح، بما في ذلك ربط المتحف بمنطقة الأهرامات عبر الممشى الجديد، وتطوير المدخل من طريق الفيوم، ورفع كفاءة المنطقة المحيطة بالمتحف والطريق الدائري، وتنفيذ مشروع تحسين الهوية البصرية والإنارة، إلى جانب جاهزية مطار سفنكس الدولي لاستقبال وفود الاحتفالية بعد أعمال التوسعة. وأضاف أن الدولة بأكملها تعمل على إخراج هذه الاحتفالية في أبهى صورة، من خلال تنسيق الجهود بين الوزارات والهيئات، وتوجيه الدعوات للدول والمنظمات الدولية المستهدفة، وتصوير مواقع مميزة للاستفادة منها في الفعاليات. ►افتتاح المتحف سيكون ذاكرة مصر المعاصرة توقع د.ريحان أن يسجل هذا الحدث في ذاكرة مصر المعاصرة بحروف من نور، على غرار احتفالية افتتاح قناة السويس عام 1869، ليكون رسالة حضارية للعالم بأن مصر بلد الأمن والسلام، ومنارة للقوى الناعمة التي تجمع الشعوب على أسس البناء والحوار. وفيما يتعلق بالتساؤلات حول تأثير افتتاح المتحف الكبير على المتحف المصري بالتحرير، أوضح ريحان أن لكل متحف شخصيته الفريدة ومقتنياته الخاصة، مشيرًا إلى أن متحف التحرير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة، وهو المبنى الوحيد في العالم الذي صُمم خصيصًا كمتحف للآثار، وقد تم إدراجه مؤخرًا على القائمة التمهيدية للتراث العالمي باليونسكو. ►كنوز متحف التحرير كما استعرض د.ريحان أبرز كنوز متحف التحرير، ومنها تمثال الملك خفرع المصنوع من حجر الديوريت، الذي تم اختياره كشعار للمتحف، وتمثال «شيخ البلد» الشهير، وتمثال الملك خوفو المصنوع من العاج، وتمثال «رع حتب ونفرت» الذي يعد من أجمل التماثيل في العالم، وتمثال القزم سنب وعائلته الذي يجسد قيم المساواة في مصر القديمة، إضافة إلى رأس الملكة حتشبسوت المصنوعة من الجرانيت. واختتم د.ريحان بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو انطلاقة جديدة تعزز مكانة مصر كعاصمة للتراث الإنساني، ووجهة أولى لعشاق التاريخ والحضارة حول العالم.