تدخل الإذاعة المصرية مرحلة جديدة من التطوير والابتكار، واضعةً نصب عينيها هدفين رئيسيين: تمكين الشباب والاستفادة من أرشيفها العريق لمواكبة التغيرات المتسارعة في العصر الرقمي. هذه الرؤية، التي عرضها الدكتور محمد لطفي رئيس الإذاعة المصرية، تهدف إلى ترسيخ مكانة الراديو كجزء أصيل من النسيج الثقافي والاجتماعي، مع ضمان وصوله إلى كل شرائح المجتمع بجودة وفاعلية. اقرأ ايضا التلولي: إسرائيل تعرقل جهود السلام رؤية التطوير: بين الخبرة الأكاديمية والحس الإبداعي في حوار مع الإعلامي أحمد العصار ببرنامج «حوار عن قرب» على قناة TeN، أكد الدكتور لطفي أن الإذاعة ما زالت تحافظ على بريقها الخاص لدى المصريين، مستعيدًا ذكرياته منذ انضمامه إليها عام 1996 بعد اجتياز اختبارات الإخراج. وأوضح أن دراسته في الصحة النفسية ساعدته على توظيف تقنيات العلاج السلوكي والمعرفي في صياغة البرامج، عبر فهم عميق للشرائح المستهدفة. وأشار إلى أن نجاح أي برنامج إذاعي يعتمد على تكامل المحتوى مع الأداء والمؤثرات والهندسة الصوتية، مؤكدًا أن الراديو لا يزال جزءًا من الطقوس اليومية للمستمع المصري. وتضم الإذاعة اليوم تسع شبكات رئيسية وأكثر من 30 إذاعة متخصصة وإقليمية، تغطي كافة الاهتمامات والفئات العمرية. الأرشيف الذهبي: ثروة تحتاج إلى إحياء تقني تمتلك الإذاعة المصرية أرشيفًا نادرًا من التسجيلات والبرامج التراثية القادرة على تغذية البث لسنوات، لكن حالتها التقنية تتطلب ترميمًا صوتيًا ومعالجة متقدمة لإزالة التشويش وتحسين الجودة. وكشف رئيس الإذاعة عن إطلاق محطة إذاعية متخصصة في الدراما تبث على مدار الساعة، تضم مسلسلات وسهرات من إبداعات كبار الكتاب والمخرجين، لتعيد إحياء روائع الماضي بروح عصرية. التحدي الرقمي: الإذاعة في زمن السوشيال ميديا مع تسارع انتشار المحتوى عبر المنصات الرقمية، يرى لطفي أن الإذاعة لا بد أن تواكب هذا الإيقاع عبر تطبيقات رسمية ومحتوى قصير المدة يناسب أنماط الاستهلاك الحديثة، مثل البرامج التي لا تتجاوز مدتها دقيقة أو خمس دقائق، تُبث على الهواء وتُتاح عبر الإنترنت في آن واحد. خدمة المجتمع والتغطية الإقليمية تلعب الإذاعات الرسمية، مثل البرنامج العام والثقافي وصوت العرب، دورًا محوريًا في التوعية والتنمية المحلية. وتغطي الإذاعات الإقليمية الصعيد والدلتا والقناة، حيث تعالج القضايا الزراعية والصناعية والخدمية، بل ويعقد بعض المحافظين اجتماعاتهم على الهواء لمعالجة مشاكل المواطنين مباشرة. الطموح الثقافي وتجديد الخطاب الديني أعرب لطفي عن أن الدور الثقافي للإذاعة ما زال دون سقف الطموح، مؤكدًا الحاجة إلى كوادر شبابية قادرة على التواصل بلغة العصر. كما شدد على ضرورة تطوير أسلوب تقديم البرامج الدينية، خاصة إذاعة القرآن الكريم، للحفاظ على تراثها الروحي وجاذبيتها للأجيال الجديدة.