كتب محمد هنداوى: عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، مباحثات قمة مع رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لوونج كوونج، بقصر الاتحادية حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين لجمهورية مصر العربية ولجمهورية فيتنام الاشتراكية. وصرح السفير محمد الشناوى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين عقدا اجتماعاً مغلقاً، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين، حيث تباحث الجانبان حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفيتنام والبناء على الزخم الذى تشهده العلاقات فى الفترة الأخيرة، خاصة فى المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، والتعليمية والسياحية. وأضاف أن الرئيس ونظيره الفيتنامى بحثا القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، كما تم الاتفاق بين الرئيسين على ترفيع العلاقات بين مصر وفيتنام إلى مستوى الشراكة الشاملة القائمة على التعاون المشترك فى كافة المجالات، وأوضح أن الرئيسين شهدا التوقيع على مذكرتى تفاهم فى مجالى التنمية المحلية والتنمية الاقتصادية. وخلال مؤتمر صحفى مشترك: الرئيس: الحرب على غزة للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية ادعاءات مشاركة مصر فى حصار القطاع «إفلاس» أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الحرب الدائرة حالياً فى قطاع غزة لم تعد حرباً لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن فقط، فقد تجاوزت هذه الحرب منذ زمن أى منطق أو مبرر وأصبحت حرباً للتجويع والإبادة الجماعية وأيضاً تصفية القضية الفلسطينية. ووجه الرئيس السيسى نداء للرأى العام العالمى كله وليس فقط للرأى العام فى مصر والمنطقة، بأن حياة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية تستخدم الآن كورقة سياسية للمساومة، والضمير الإنسانى والمجتمع الدولى يقف متفرجا على ما يتم فى قطاع غزة . جاء ذلك فى مؤتمر صحفى أمس للرئيس السيسى مع لوونج كوونج، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية عقب مباحثاتهما المشتركة فى قصر الاتحادية بحضور وفدى البلدين من الوزراء والمسئولين. إدخال المساعدات لغزة وحول ما يقال من أحاديث فيما يخص الدور المصرى وإدخال المساعدات لغزة.. أشار الرئيس السيسى إلى أن قطاع غزة يربطه بالعالم الخارجى 5 منافذ، منها منفذ معبر رفح مع مصر ولم يتم غلقه ليس أثناء الحرب فقط ولكن قبل ذلك وباقى المنافذ تدار من خلال الجانب الإسرائيلي. وأضاف الرئيس السيسى أنه خلال العشرين سنة الماضية تقريبًا وهناك محاولات من مصر لعدم اشتعال الموقف فى غزة وتهدئة أى اقتتال محتمل بين القطاع وإسرائيل، وكان لدينا تقدير بأن أى محاولة للاقتتال ستكون لها تأثيرات مدمرة على قطاع غزة. وأضاف السيسى أن هذه هى الحرب الخامسة التى تقف فيها مصر بدور إيجابى فاعل لوقف الحرب، مضيفًا: «بنعمل الجهد ده علشان بنحاول يكون لينا دور إيجابى وسلمى فى أى صراع موجود بمنطقتنا أو أى مكان آخر، وفيما يخص قطاع غزة نقوم بهذا الدور ونسعى بعد 7 أكتوبر للقيام بدور كبير لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسري. وأكد السيسى أنه خلال الأسابيع الماضية وُجد شكل من أشكال الادعاءات التى يرددها البعض بأن مصر تشارك فى حصار الشعب الفلسطينى بقطاع غزة والمساهمة فى تجويعه، وهذا الادعاء «إفلاس» وكلام غريب جداً. فتح معبر رفح وأوضح الرئيس السيسى أن معبر رفح لم يغلق من جانب مصر، وتم تدميره حوالى 4 مرات خلال الحرب الحالية ونقوم بترميمه وإصلاحه مرة أخرى حتى وصلت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من المنفذ داخل الأراضى الفلسطينية . وأشار الرئيس إلى أن مصر تقوم ببذل كل الجهود الممكنة مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة لوقف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن ، وهناك أكثر من 5 آلاف شاحنة على الأراضى المصرية محملة بالمساعدات من جانب مصر ودول أخرى وهذه المساعدات مستعدة للدخول إلى قطاع غزة. وقال الرئيس السيسى إنه على مدار الأشهر الماضية منذ اشتعال الوضع فى قطاع غزة فى السابع من أكتوبر قدمت مصر وحدها أكثر من 70% من كل المساعدات الإغاثية والإنسانية للقطاع خلال 21 شهراً ، لافتاً إلى أن مصر تسعى لإدخال أكبر حجم من المساعدات للقطاع لأننا نرى أن هناك إبادة ممنهجة للقطاع وتصفية للقضية الفلسطينية، مضيفاً : وجهت سابقا نداءً للعالم والدول الأوروبية والرئيس الأمريكى ترامب للتدخل لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وأكرر مرة أخرى ندائى لهم جميعاً حتى تقف الحرب وإدخال المساعدات.وأضاف السيسى أنه قبل الحرب الحالية كان يدخل من مصر حوالى 600 إلى 700 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والمواد المطلوبة لإعاشة 2.3 مليون فلسطينى بالقطاع ، وهذه الكميات وصلت لدرجة الصفر على مدى ال21 شهر الماضية ، مشيراً إلى أن مصر لم تتخل عن دورها فى ادخال المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة او تشارك فى حصار القطاع وهذا « إفلاس » ولابد أن يعلم العالم كله أن هذه الادعاءات كاذبة ومستعدين لإدخال أضعاف المساعدات لإغاثة الشعب الفلسطينى ووقف الحرب. الضمير العالمى وأوضح الرئيس السيسى أن التاريخ سيتوقف كثيرا وسيحاسب ويحاكم أشخاصا ودولا كثيرة على موقفها من هذه الحرب والضمير الإنسانى العالمى لن يصمت طويلاً، وشدد الرئيس السيسى على ضرورة وقف التصعيد وإنهاء الحرب على غزة ودعم الشعب الفلسطينى وإقامة الدولة الفلسطينية ، وقال الرئيس إن مصر مستعدة لإدخال المساعدات فى أى وقت ، وستظل دوماً بوابة لدخول المساعدات ولكن غير مستعدين لاستقبال أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم وكان ذلك موقفنا فى 8 و9 أكتوبر ونحن موقفنا واضح. وأضاف الرئيس السيسى أن هناك من له هدف آخر بتشتيت الانتباه عن المسئول الفعلى عن الوضع المأساوى الفلسطينى ، محذراً من استمرار هذا الوضع . وجدد الرئيس السيسى التهنئة لنظيره الفيتنامى على توليه منصبه كرئيس لجمهورية فيتنام الاشتراكية منذ أكتوبر 2024 ، معرباً عن ثقته بأن مسيرته ستكون حافلة بالإنجازات، ونتطلع إلى العمل معاً لتعزيز أواصر التعاون بين الحكومتين والشعبين الصديقين. وأضاف الرئيس السيسى أن هذه الزيارة تأتى تتويجاً للجهود التى تم بذلها خلال الفترة الماضية من أجل الارتقاء بالعلاقات الممتدة لعقود بين البلدين، والتى شهدت دائماً تنسيقاً متميزاً على كافة المستويات من أجل تحقيق الأهداف المشتركة لشعبينا، وهو ما أسفر عن زيادة تقارب المواقف إزاء القضايا السياسية التى تهم البلدين على الصعيدين الإقليمى والدولي. ترفيع العلاقات وأشار الرئيس السيسى إلى أن المباحثات شهدت الاتفاق على ترفيع العلاقات بين مصر وفيتنام إلى مستوى الشراكة الشاملة القائمة على التعاون المشترك فى كافة المجالات، خاصة الزراعة والتصنيع والتجارة والاستثمار، اعتماداً على الجهود الحكومية وجهود القطاع الخاص جنباً إلى جنب، بما يساهم فى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى البلدين. كما أشار الرئيس السيسى إلى توافق الرؤى بين الجانبين على أن الإمكانات التى يتمتع بها بلدانا لم تستغل بالكامل بعد، ويتعين علينا الاستفادة من الزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية فى تعزيز وتوطيد علاقاتنا الاقتصادية بما يحقق مصلحة بلدينا وشعبينا، حيث يمكن أن تمثل مصر نافذة لفيتنام على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على ضوء ارتباطها بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع هذه المناطق، وكذلك الحال بالنسبة لفيتنام حيث يمكن أن تمثل نافذة لمصر إلى دول جنوب شرق آسيا. وأوضح الرئيس أن المباحثات المشتركة أكدت أهمية تكثيف التنسيق لوضع آليات مناسبة لزيادة حجم التعاون والتبادل التجارى بين البلدين، وتعزيز التعاون الاستثماري، وتطوير التعاون فى المجالات ذات الأولوية، لاسيما البنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات، والتحول الرقمي، واستكشاف آفاق جديدة تشمل الاستزراع السمكي، والمنسوجات والملابس الجاهزة، والأجهزة الكهربائية، والأسمدة، والمنتجات الغذائية، والمواد الكيميائية، والأدوية، والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية. الترويج السياحى كما تم التأكيد على اهتمامنا بالتعاون فى مجال الترويج السياحى وجذب السائحين من كلا البلدين، فضلاً عن مواصلة التعاون فى المجالات المختلفة فى قطاع التعليم، لاسيما من خلال المنح المقدمة من وزارة التعليم العالى أو جامعة الأزهر للطلبة الفيتناميين. وتابع الرئيس السيسى : تناولت المباحثات أيضاً الوضع الراهن فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك الجهود المصرية لوقف التصعيد فى المنطقة، وإنهاء الحرب فى غزة ودعم الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وثمن الرئيس السيسى الموقف الفيتنامى الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، وموقفنا المشترك الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والداعى إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة، والبدء فى إعادة الإعمار، وصولاً إلى حل شامل ودائم يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية ويضمن الأمن والاستقرار فى المنطقة. ومن جانبه أعرب لوونج كوونج، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية عن تقدير بلاده لدور وجهود مصر فى الوساطة فيما يخص الحرب فى قطاع غزة ، مؤكداً على موقف بلاده الثابت لدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وفقاً للشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولى . العلاقات الثنائية وقال رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية إن بلاده تسعى إلى تطوير العلاقات الثنائية مع مصر وزيادة التعاون الاقتصادى بين البلدين، منوها بأن لقاءه مع الرئيس السيسى كان ناجحا للغاية حيث تم الاتفاق على الاتجاهات الرئيسية لمزيد من تعزيز العلاقات السياسية والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة شاملة تعكس حجم العلاقات بين البلدين فى العصر الجديد وتتمتع بثقة سياسية أكبر فى جميع المستويات. وأكد لوونج كوونج على أن التعاون الاقتصادى هو الأهم والأساس لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون فى المجال الاقتصادي، وقال «اتفقنا على استهداف حجم التبادل التجارى بقيمة مليار دولار أمريكى فى الفترة المقبلة، وعلى تقديم تسهيلات ودراسة إمكانية فتح سوق أمام بعض المنتجات الزراعية لكلا البلدين». وأشار لوونج كوونج إلى أنه تم إجراء مناقشات معمقة حول سبل تعزيز التعاون فى مجالات جديدة بما يتماشى مع احتياجات كل من فيتنام ومصر مثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى التعاون فى قطاع السياحة وتسهيل عمل الشركات الفيتنامية فى مصر.