ابتُليت مصر ب «التيك توك» و»التوك توك» فأصبحا «سبوبة» من لا مهنة له، وتسببا فى عزوف الشباب عن العمل، وهجر الحرفيون لمهنهم!. اتجه الصنايعية إلى شراء «التكاتك» لأنها بالتقسيط ومربحة وبلا ترخيص وبلا رقيب، ولا تحتاج إلى أى مهارة، وحجة الحرفى الذى ترك مهنته، أن قيادة «التوك توك» تجعله «سيد قراره» ولا يبذل فيها مجهوداً، ويعمل بلا مواعيد، وبلا التزامات.. وإضافة إلى ما تسببه التكاتك من حوادث، وتلوث بصرى وسمعى من جراء الألفاظ النابية التى يتلفظ بها قائدوها، والأغانى الهابطة التى تنطلق منها، والبلطجة التى يمارسونها على كل من يعترض على سلوكياتهم، فقد أفرغوا سوق الحرفيين من الصنايعية، فلم يعد أحد يريد أن يتعلم مهنة، طالما يستطيع شراء «توك توك «.. وأصبحنا نفتقد للكهربائى الماهر والميكانيكى الشاطر والنقاش الأمين، والسباك الفاهم، ببساطة لم يعد هناك «أسطى» فى أى حرفة زى زمان. أما ال «تيك توك» فحدث عنه ولا حرج فقد خطف المستقبل من الشباب، فيكفى أن يمتلك الشاب أو الفتاة موبايل ومن خلاله يمكن أن يحصل على ملايين الجنيهات أو الدولارات، وهو فى حجرة النوم أو فوق السطوح أو حتى فى الحمام، وتصبح فى يوم وليلة مليونيراً ونجماً مشهوراً ترتدى أفخم الملابس وتمتلك أفخر الفيلات وتقود أحدث السيارات، المهم أن تكون جريئاً وقليل الأدب ومستعد أن تصبح «إمعة»، تفعل أى شيء يملى عليك من بعض محترفى غسيل الأموال، أو بعض المنظمات الخفية التى تجندك وتجعلك تتسلل إلى عقول الشباب، لتسفيه كل قيمة للعمل أو للأشخاص أو المعانى أو الفنون، من خلال رسائل مدروسة ومنظمة وتستهدف هدم المجتمع بقيمه وأعرافه وثقافته وتاريخه، وهذا كله يحدث، لأن ال «تك توك» بلا رقيب، وببلاش، ويدخل كل البيوت ويصل لكل الأشخاص دون استئذان. حسناً فعلت وزارة الداخلية بالقبض على عدد من البلوجرز المسيئين لغيرهم وللمجتمع والبلد.. ولكنهم بمجرد الإفراج عنهم سيعيدون الكرة مرة أخرى، وإذا اختفوا من حسابات ال «تك توك» سيتم تجنيد غيرهم واستبدالهم فوراً!.. لابد من إصدار قرارات من المجلس الأعلى للإعلام بعدم التعامل مع أى بلوجر أو استضافته فى أى برنامج ومعاقبة القناة والمذيع أو المذيعة التى تخالف ذلك، وسجن أى شخص يتجاوز فى حق المجتمع ومصادرة أمواله. امنعوا ال «توك توك»، واحظروا ال «تيك توك». درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.