الباحثون الفلسطينيون كشفوا أن هذه المجموعة ليست سوى واجهة لجماعات تتحرك بغرض واضح هو زعزعة استقرار وأمن مصر. تخيل أن وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير -اليمينى المتطرف والمعروف بتعطشه لدماء الفلسطينيين والعرب سمح لما يسمى ب «اتحاد أئمة المساجد» بالتظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب!!..بينما فى نفس اليوم طلب من شرطة الاحتلال بالتشدد فى قمع مظاهرات الإسرائيليين ضد الحرب فى غزة . هذه الخطوة تكشف الكثير عن الأجندة الخبيثة وراء هذه المجموعة المزعومة «اتحاد أئمة المساجد» التى ظهرت فجأة دون أى سند شرعى أو رسمي. فالاتحاد المذكور لا يتبع وزارة الأوقاف الفلسطينية، وليس له أى وجود معترف به، بل يقوده شخص يدعى نضال أبو شيخة، وهو اسم غريب على الساحة الفلسطينية.. الباحثون الفلسطينيون أنفسهم كشفوا أن هذه المجموعة ليست سوى واجهة لجماعات مثل الإخوان وفلول «حسم» الإخوانية المسلحة وتتحرك بغرض واضح هو زعزعة استقرار وأمن مصر. وليس غريبا أن نعلم أن أفراد هذه المجموعة التى تنتمى لعرب 48 لها مقاعد داخل الكنيست الإسرائيلي، مما يؤكد أن من يدعون الدفاع عن دماء الشهداء وفك كرب الجوعى فى غزة يتحركون بأياد وخيوط إسرائيلية. خلال الأيام الماضية، لاحظنا حملة ممنهجة ضد مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت حسابات مجهولة تنشر أفكاراً تزعم أن تحرير فلسطين لن يتحقق إلا «بإسقاط مصر بقوة السلاح»!!.. تلك الرسائل المشبوهة لا تأتى من فراغ، بل هى جزء من استراتيجية تستهدف تحويل الضغط على مصر والمصريين بدلا من تل أبيب والاستمرار فى نقل صورة مغلوطة هدفها تخوين مصر وإثارة الفوضى بها. ويتم تحريك جماعة الإخوان اللا مسلمين لاستهداف الدولة المصرية التى طالما كانت حصناً منيعاً للقضية الفلسطينية. الموقف متأزم ومن لا يرى من الغربال أعمى، تل أبيب تعيش اليوم أسوأ فتراتها سياسياً ودولياً، حيث يتصاعد النقد العالمى ضد حكومة الاحتلال، بشكل لم يحدث منذ عهد هتلر الذى أراد حرقهم جميعهم ..توماس فريدمان الكاتب الأمريكى واليهودى البارز فى صحيفة نيويورك تايمز، كتب يقول «إنه يجب على الشتات اليهودى فى العالم أن يستعد بالفعل ليكون يهوديا فى عالم تُعتبر فيه الدولة اليهودية دولة منبوذة ومصدر عار لا مصدر فخر». «تأثير الدومينو» بدأ يظهر بوضوح، فبعد إعلان فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر المقبل، تسع دول أخرى أعلنت استعدادها أو رغبتها الإيجابية فى اتخاذ نفس الخطوة، وهي: أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا ولوكسمبورج ومالطا ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو. كما أن رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر أكد أن بلاده ستعترف بفلسطين إذا لم تلتزم إسرائيل بخطوات محددة. وهذا الوعد البريطانى مهم للغاية لأنه فى نوفمبر 1917، أطلقت بريطانيا وعد بلفور شرارة المأساة الفلسطينية، حين منحت أرضًا لا تملكها لشعب لا يستحقها، فسلمت فلسطين لوعد استعمارى مزيف تحت شعار «وطن قومى لليهود». اليوم، وبعد أكثر من قرن، يقف رئيس الوزراء البريطانى ديفيد ستارمر أمام العالم ليقدم وعدا بالاعتراف بدولة فلسطينية فى الأممالمتحدة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة بوجه معكوس! .الفرق الجوهرى أن وعد بلفور كان غطاء للاستعمار ونهب الأرض، بينما وعد ستارمر يأتى تحت ضغط الرأى العالمى وانهيار الرواية الصهيونية. لكن السؤال يبقى: إلا يحتاج هذا الوعد الجديد وكل الوعود الأوروبية لحشد كل الطاقة العربية خلف الدفع بتحقيقها ..اللوبى المؤيد لإسرائيل ساهم فى إعادة توجيه الدبلوماسية الأوروبية على مدى ال 20 عاما الماضية، وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسى فى أوروبا برمتها بدعوى أن الوجود الإسرائيلى يدافع عن القيم الغربية فى منطقة الشرق الأوسط الفوضوية وهو ما انكشف زيف حقيقته أمام الرأى العام العالمي. السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قال إن ما تتعرض له مصر من حملات تشويه عبر مظاهرات محدودة أمام سفاراتها فى الخارج، هو «محاولة ممنهجة ومكشوفة لتزييف الواقع والطعن فى الدور الاستثنائى الذى تضطلع به مصر فى دعم القضية الفلسطينية وتوسيع دائرة الاعتراف الدولى بفلسطين»...أن هذا العبث الذى يحدث من جماعات الشر الإخوانية والصهيونية يجب أن نستيقظ له جميعا لأن معركة الوعى هى التى تقف كحائط صد منيع ضد كل مخططات بن غفير وأئمته.