فى نفس الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة والتجويع لسكان غزة تدير فيه قوات الاحتلال عمليات قذرة أخرى الهدف الأساسى منها عدم عودة الفلسطينيين إلى منازلهم لدفعهم إلى الهجرة من خلال ما يطلق عليه ب «قوة أوريا»، وهى قوة تتكون من مجموعة من الإسرائيليين برفقة جرافات أمريكية ضخمة مهمتهم الأساسية هى هدم أكبر عدد ممكن من المنازل والأبنية داخل قطاع غزة حتى المتضرر منها، تنفيذاً لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف لحرمان أهل غزة من العودة إلى منازلهم. هذه المجموعة جزء من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مهمتها تدمير البنية السكنية للقطاع.. خلال الأيام القليلة الماضية ظهر اسم «قوة أوريا» بقوة بعد أن كشفت مواقع إسرائيلىة أن أفراد القوة الإسرائيلية دمّروا 409 مبنى فى غزة خلال أسبوع، انتقاماً لمقتل زميل لهم فى عملية نفذتها كتائب المقاومة فى غزة. أسست قوات الاحتلال «قوة أوريا» نهاية عام 2024 ويرأسها ناشط يمينى متطرف يدعى «أوريا لوبيربوم» وهو شخصية مرتبطة بأنشطة الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ومؤسس «منتدى الاستيطان الشاب»، وتضم جنود احتياط ومدنيين ومتطرفين من المستوطنات، يؤمنون بضرورة توسيع مشروعات الاستيطان بهدف السيطرة على مزيد من الأراضى الفلسطينية ويحصلون على مقابل مادى كبير. وقد قام أفراد القوة منذ تشكيلها بمسح أحياء بأكملها من على وجه الخريطة داخل غزة تشير تقديرات لمنظمة الأممالمتحدة لتضرر أو تدمير حوالى 92% من المنازل فى قطاع غزة، أى ما يقارب 436٫000 منزل، وذلك جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع وأن إجمالى الأنقاض فى غزة يبلغ نحو 50 مليون طن. وتوضح الصور قيام الاحتلال بمسح أجزاء واسعة من المبانى السكنية فى محافظات القطاع الخمس، منذ بدء الحرب وحتى الآن كما تُظهر الصور أن محافظتى خان يونس ورفح جنوب القطاع، تعرّضتا لتدمير كامل. ويتزامن استمرار الاحتلال الإسرائيلى فى تدمير أحياء غزة، مع تفشّى المجاعة وظهور أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى وارتفاع حصيلة وفيات الجوع وسوء التغذية، ورغم أن حكومة الاحتلال تحت ضغط الانتقادات الدولية المتزايدة- سمحت بدخول مساعدات إنسانية للقطاع لتخفيف وطأة الاتهامات بارتكاب جرائم تجويع جماعي.. إلا أن الوقائع الميدانية تكشف أن حجم المساعدات التى دخلت لا يقترب من الحد الأدنى المطلوب لتفادى المجاعة، وغالبها انتهى فى يد عصابات مسلحة تعمل بتنسيق مع جيش الاحتلال!