يقف أطفال غزة عند حافة الزمن، يبحثون عن طعامهم بين النفايات، حيث لا يزال الواقع في غزة قاتمًا بسبب المجاعة المميتة بين أطفالٍ يعتاشون على القمامة، وآباء يخلطون مسحوق غير معروف بديلا عن حليب الأطفال الغير متوفر، بماء ملوث لمحاولة إسكات بكاء الرُضع الجائعين. قال سليم عويس، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، لقناة «سكاي نيوز» الإخبارية: "إن الأطفال في غزة يأكلون من أكوام القمامة". اقرأ أيضًا| صور| سوء التغذية المزمن في غزة ينذر بجيل يعاني مشاكل صحية نمائية دائمة #فيديو | " مجاعة حقيقة " .. أطفال غزة يأكلون من القمامة . pic.twitter.com/Z4HjswybfS — شبكة فلسطين للحوار (@paldf) July 28, 2025 وبينما كان الاتصال معدًا للحصول على خلفية عن آخر تطورات توزيع المساعدات في غزة، لكنه تحوّل إلى شهادة حيّة على مأساة إنسانية غير مسبوقة. أضاف عويس: "الآباء يسحقون ما يجدونه ويخلطونه بالماء – غالبًا غير نظيف – لأنه لا يتوفر حليب للأطفال، ولا بدائل". وتابع: بل إن موظفي المنظمات الإنسانية أنفسهم، الذين يعملون لتأمين الغذاء للمدنيين الفلسطينيين، يُعانون من الجوع ويكافحون لإيجاد طعام لهم. مشاهد لطفل من غزة يلتقط حبات عدس من الأرض ليسد رمق جوعه في ظل المجاعة التي تضرب القطاع#غزة #العربية pic.twitter.com/zd1hKtojao — العربية (@AlArabiya) August 1, 2025 هدنة إنسانية مُؤقتة رغم إعلان إسرائيل قبل يومين عن "وقفات إنسانية" مؤقتة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة بعد ضغوط دولية ضخمة، إلا أن هذه التهدئة لم تُترجم إلى تحسين فعلي على الأرض. وبحسب «اليونيسف»، فإن المزيد من الشاحنات الإغاثية دخلت عبر معبر حدودي مع القطاع، لكن دخولها لا يعني بالضرورة وصول الإغاثة إلى الجائعين في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع. وبحسب قناة «سكاي نيوز» الإخبارية، عملية دخول المساعدات تمر بمراحل شاقة من الموافقات الأمنية والتنسيق بسبب تشديدات الاحتلال. وقالت اليونيسف، إن المساعدات تمر بعدة خطوات: أولاً: الشاحنات تدخل عبر المعبر، ثم: تحتاج المنظمة لإذن لجمعها داخل القطاع، ثم: تُسلم إلى الشركاء المحليين بالقطاع للتوزيع، وكل مرحلة تتطلب وقتًا وجهدًا وتنسيقات معقدة بسبب التشديدات الإسرائيلية الممنهجة. اقرأ أيضًا| شخصيات إسرائيلية بارزة: «عاقبوا تل أبيب حتى تتوقف عن تجويع غزة» ما الذي دخل حتى الآن؟ من بين ما وصل وتم جمعه داخل المعبر: - بسكويت عالي الطاقة (يُستخدم لمنع المجاعة). - وطعام مُخصص للأطفال من عمر 6 أشهر إلى سنتين. - وحليب أطفال، ولقاحات، وحفاضات. كذلك تم شحن أطعمة علاجية (أشبه بزبدة الفول السوداني من حيث القوام)، وهي مصممة لإخراج الأطفال من دائرة الخطر الغذائي. لكن لم يتأكد بعد ما إذا كانت هذه الأطعمة العلاجية وصلت فعلًا إلى داخل غزة، أم أنها ما زالت على الجانب الآخر من المعبر الذي يسيطر عليه الاحتلال من الجانب الفلسطيني. وفي ظل الجوع والاحتياج الشديد، أصبح التدافع على الشاحنات الإغاثية عند دخولها إلى غزة سلوكًا متكررًا. ويُرجع سليم عويس ذلك، إلى فقدان الثقة في أن الغذاء سيستمر بالدخول بسبب حصار الاحتلال، قائلاً: "كلما زاد عدد الشاحنات الداخلة، قلّت محاولات التدافع، لأن الناس ستبدأ في تصديق أن الطعام قادم، لكن الكمية الحالية لا تزال جزءًا ضئيلًا من الاحتياج الفعلي". طفل يقرع الأبواب طلباً لقطعة خبز، وطفلة تحدّق بعيون متعبة جائعة.. مشاهد توثّق لحظات قاسية يعيشها أطفال قطاع غزة بوجوههم الذابلة وأجسادهم المنهكة تحت وطأة المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.#تفاعل ليصل إليك كل جديد pic.twitter.com/8DVTr0YIQI — TRT عربي (@TRTArabi) July 28, 2025 الوقت ينفد وبعد أكثر من عام ونصف العام على الحرب الإسرائيلية الغاشمة الخانقة على القطاع برمته، ليس بالضرورة أن ينجح أو يستطيع سكان غزة الانتظار حتى تنجح كامل التنسيقات لدخول المساعدات الإنسانية، أو تُتّخذ قرارات أممية، فالفلسطينيون يموتون من الجوع بالفعل يومًا بعد يوم بسبب حصار إسرائيلي مُتعمد مُمنهج. ورغم أن التحذيرات استمرت لأشهر، ورغم وصف الحالة بأنها "قريبة من المجاعة"، فإن الوضع الحالي "مجاعة بالفعل، وإن لم يُطلق عليها هذا الاسم رسميًا بعد"، وفقًا ل«سكاي نيوز». قال سليم عويس في لحظة يأس مشحونة: "إن العالم خذل أطفال غزة، خذل المدنيين الفلسطينيين....."، "فالأطفال يأكلون من النفايات، والماء المُتاح ملوث.. والحليب غير موجود، والمساعدات الإنسانية تمُر عبر إجراءات طويلة ومعقدة بسبب تشديدات الاحتلال الإسرائيلي، وحتى ما يصل لا يكفي سد رمق أهالي غزة، والأزمة لا تقل بل تزداد، ولا يبدو أن هناك أفقًا واضحًا للحل حتى اللحظة". مشهد لشاب في غزة يأكل بقايا طعام من حاوية قمامة.. وسط مجاعة تفتك بأهالي القطاع منذ أسابيع متواصلة#غزة#الحدث pic.twitter.com/bjWCXtUSLF — ا لحدث (@AlHadath) July 26, 2025