المعركة ضد الخرف فى الواقع، تبدأ فى الأربعينيات من عمرك. وليس السبعينيات أو الثمانينيات العناية بشيخوختك تبدأ من منتصف العمر، هكذا أكد الباحثون. فمن أجل الحفاظ على صحتك الذهنية وتجنب أمراض الشيخوخة المعروفة كالدمنشيا وألزهايمر، أو حتى تقليل فرص الإصابة بها عليك أن تعتنى بنفسك من سن الأربعينات. هذه نتائج عدة دراسات حديثة مثيرة للاهتمام أنقلها إليكم بعد أن لاحظت تزايد أعداد مرضى خرف الشيخوخة ومعاناتهم وذويهم فى التعامل مع التدهور الإدراكى والمعرفى للمسنين. ومن حسن الحظ أن الدراسات الحديثة تبين اهتمامًا ملحوظًا بتتبع تطور الحالة الذهنية للمسنين بعد انتشار أمراض الشيخوخة، وقد ثبت مؤخرًا أن المعركة ضد الخرف فى الواقع، تبدأ فى الأربعينيات من عمرك. وليس السبعينيات أو الثمانينيات، حيث هو الوقت الذى تبدأ فيه التغيرات فى الدماغ بالحدوث والتى قد تمهد الطريق للإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر والتدهور المعرفى فى وقت لاحق. هذه النتيجة المهمة ترشدنا إلى أن الوقاية خير من العلاج. يقول الباحثون إن اتخاذ إجراءات مبكرة لتحسين صحة الدماغ - وفحص الدماغ عن كثب فى مرحلة «منتصف العمر»، أى الأربعينيات من العمر - قد يساعد الناس على الحفاظ على حدة ذهنهم فى سنواتهم الأخيرة. بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة أنشطة تُحفّز الدماغ، كلها خطوات يمكن أن تساعدك على مكافحة الخرف فى مراحل لاحقة من العمر. فى تقرير نشرته صحيفة ديلى ميل البريطانية عن دراسة نشرت فى مجلة NATURE AGING أفادت أن فحصًا بسيطًا بالرنين المغناطيسى يمكن أن يساعد فى التنبؤ بمعدل الشيخوخة البيولوجية للجسم، وبالتالى تقدير متوسط العمر المتوقع وخطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ألزهايمر. وأن فحص الدماغ البسيط يمكن أن يكون بمثابة أداة تشخيصية مبكرة للتنبؤ بالمخاطر الصحية المستقبلية، وبالتالى فتح الباب أمام التدخلات الطبية المحتملة لإبطاء عملية الشيخوخة وتحسين نوعية الحياة. وكشفت الدراسة التى قام بها باحثون من جامعة ديوك الأمريكية عن نتائج مثيرة للقلق منها أن الأشخاص الذين يتقدمون فى العمر بيولوجيًا بشكل أسرع هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة بنسبة 18% وأكثر عرضة للوفاة بنسبة 40% من أولئك الذين يتقدمون فى العمر بشكل أبطأ. وأن تسارع الشيخوخة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بضعف الأداء فى اختبارات الذاكرة، وبتقلص حجم الحُصين، وهى منطقة فى الدماغ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالذاكرة. كما ارتبط صغر حجم الحُصين بتسارع التدهور المعرفى، وارتبط تضخم البطينين بتدهور الصحة العامة. فى المقابل، أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتقدمون فى السن ببطء يتمتعون بأدمغة تبدو أكثر شبابًا وصحة، مع قشرة دماغية أكثر سمكًا وحُصين أكبر، وهو ما يرتبط بعمر أطول وصحة أفضل.. ويربط العلماء بين صحة الذهن وصحة القلب ويؤكدون أن الحفاظ على صحة القلب فى منتصف العمر هو أفضل طريقة للوقاية من التدهور المعرفى. وترتبط صحة الدماغ بصحة القلب ارتباطًا وثيقًا. ومع أنه لا توجد طرق مضمونة للوقاية من الخرف، إلا أن هناك خطوات قد تُفيد كلًا من الدماغ والقلب، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائى صحى، والإقلاع عن التدخين، ومحاولة تجنب أو إدارة أمراض مثل داء السكرى، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، والسمنة. كما ينبغى علاج انقطاع النفس الانسدادى النومي. ولا سيما أن نفس الأشياء التى يمكن أن تؤدى إلى انسداد الشرايين المؤدية إلى القلب يمكن أن تؤثر على الشرايين المؤدية إلى الدماغ، مما يعيق تدفق الدم وإمدادات الأكسجين. وينصح العلماء بأنه لا داعى للانتظار حتى منتصف العمر للبدء بتطبيق هذه التحسينات الصحية. فالعديد من تغييرات نمط الحياة التى ستضعك على مسار أفضل فى سن الشيخوخة يمكن أن تبدأ قبل منتصف العمر.