اختلطت الدموع بالابتسامات، والقلوب بين الحنين والامتنان، داخل محطة مصر برمسيس، صباح أمس.. حيث اصطف المئات من أبناء الجالية السودانية على أرصفة المحطة، يودّعون الأرض التى احتضنتهم فى وقت الشدة، ويستعدون للعودة إلى وطنهم على متن «قطار الأمل» المتجه إلى السودان فى مبادرة العودة الطوعية. وسط حقائب السفر، ومصافحات الوداع، كانت العيون تدمع حبًا وشكرًا، والوجوه تبتسم شوقًا للعودة إلى الوطن، بعد أن انطلقت الرحلة الثانية للأشقاء السودانيين على متن القطار رقم 1940، الذى خصصته هيئة السكة الحديد «مخصوص مكيف»، لنقلهم من القاهرة إلى أسوان، فى رحلة إنسانية تنتهى بميناء السد العالي، تمهيدًا لعبورهم إلى أرض السودان الشقيق.. بدأ الركاب فى التوافد على محطة مصر منذ الساعة 8 صباحا، منظمين ومتعاونين، بينما حرص مسئولو السكة الحديد على توفير كل سبل الراحة والدعم لهم، بتوجيه مباشر من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ، وزير الصناعة والنقل.. الذى أكد ضرورة تسهيل إجراءات السفر وتوفير خدمات مريحة وآمنة حتى وصولهم إلى وجهتهم النهائية. اقرأ أيضًا| أسوان تكرّم إبتسام محمد الخامسة على الجمهورية فى الثانوية الأزهرية التقت «الأخبار» بعدد من الركاب الذين عبّروا عن مشاعرهم تجاه مصر وكانت لهم بيتًا، حيث قالت فاطمة النور: « أنا مشيت وقلبى فرحان بالعودة وموجوع إنى هسيب مصر.. مش هننسى الكرم والمعاملة الطيبة من أخوتنا المصريين». واضاف إسماعيل عبد الرحمن: «مصر شعبها حنين وكريم ومشاعره كلها عشق للسودان ولم نشعر بالغربة وسطهم.. انا راجع بلدي، لكن أكيد هرجع أزور مصر تاني».. وعلقت الحاجة زينب محمد، بابتسامة ودموع قائلة: «الناس فى مصر كانوا نعم السند، ربنا يحفظ مصر وأهلها الطيبين.» وكان رجال السكة الحديد منتشرين على المحطة لمساندة الركاب وتوزيعهم على العربات ومحاولة منع التكدس وضمان ركوب جميع المسافرين، كما حرصت السكة الحديد على تزويد القطار بعربة إضافية لنقل الأمتعة (عربة سبنسة)، لتوفير مساحة مناسبة لنقل المتعلقات الشخصية الخاصة بالأشقاء السودانيين، بما يضمن لهم أقصى درجات الراحة والتيسير. كما قام السفير عماد عدوي، السفير السودانى بالقاهرة، بزيارة المسافرين فى محطة مصر، وقال: «نحن اليوم فى محطة رمسيس العريقة التى سافرنا من خلالها كثيراً وتواصلنا مع أشقائنا شمال وادى النيل ونحن اليوم فى مبادرة كريمة ترعاها سفارة جمهورية السودان وبدعم كبير وأساسى من منظومة الصناعات الدفاعية. وقال عدوى: « شكراً لمصر حباً ووفاء لقد قدمت للسودان ما لم يقدمه أحد غيرها، العلاقة التاريخية بين مصر والسودان أزلية وقدرية». وأضاف: أن الحكومة المصرية بتوجيهات كريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسى ظلت دوماً توجه كافة الأجهزة لتقديم التسهيلات لأبناء السودان. وأوضح السفير السودانى: أنه تم تذليل كل التحديات التى تواجه عودة أبناء السودان إلى السودان بعد أن قضوا فترة كبيرة فى استضافة الشعب المصرى الشقيق ، حيث عاشوا بينهم أشقاء كرماء وأخوة أعزاء وتلك شيم أبناء مصر العزيزة على مر العصور. وأضاف: أن مصر استضافت الكثير من أبناء الشعب السودانى الذى نزح إليها بعد الهجوم الذى شنته ميلشيا الدعم السريع ولكن خاب فعلهم وظلت القوات المسلحة قوية وعزيزة تدافع عن السودان والآن عاد الاستقرار ويعود أبناء السودان لأرضهم لإعادة إعمار بلدهم.