غزة- وكالات الأنباء: دخلت ما أسماه الاحتلال الإسرائيلى «هدنة إنسانية» والمتعلقة بوقف مؤقت للعمليات العسكرية فى 3 مناطق محددة بغزة أمس حيز التنفيذ، وبعد فترة وجيزة اخترق الاحتلال الهدنة بقصفه شقة سكنية بحى الرمال غرب مدينة غزة مُخلفًا 3 شهداء، فيما أعلن المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن المفاوضات مع حركة حماس التى تعثرت بدأت تعود إلى مسارها. جاء ذلك بالتزامن مع بدء وصول شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من مصر إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لدخولها قطاع غزة، وفقا «لقناة القاهرة الإخبارية». وبدأت شاحنات المساعدات التحرك من أمام معبر رفح من الجانب المصرى فى اتجاه قطاع غزة، مُحملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين، والمواد الأساسية لتأهيل البنية التحتية، فى إطار جهود مصر المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية المُتفاقمة فى القطاع. وقال جيش الاحتلال، إن وقف العمليات سيكون يوميًا فى المواصى ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثامنة مساء أى لمدة 10 ساعات يوميًا حتى إشعار آخر. وأضاف أن المسارات الآمنة المُحددة ستُطبق بشكل دائم من السادسة صباحًا حتى ال11 مساءً، مما يسمح بحركة آمنة لقوافل الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة، لإدخال وتوزيع الغذاء والدواء على السكان فى جميع أنحاء قطاع غزة. وفى المقابل، اتهمت حركة «حماس» دولة الاحتلال بالعمل على تبييض صورتها أمام العالم والالتفاف على مطلب وقف سياسة التجويع، وأكدت أن الإجراءات التى أعلنها الاحتلال تمثل «إدارة للتجويع» ولن تسمح بوضع حد لأزمة الجوع التى أودت بحياة مئات الفلسطينيين. واعتبرت الحركة أن لجوء الجيش الإسرائيلى إلى إنزال المساعدات جوا فوق مناطق بقطاع غزة «خطوة شكلية ومخادعة». من جهتها، أكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات على شمال القطاع، بينما شددت الأممالمتحدة على أن إسقاط المساعدات جوا ما هو إلا «تشتيت للانتباه» عن الواقع الكارثى ولا يعالج أصل الأزمة. من جهته، أكد الإعلام الحكومى أن القطاع يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. وقال إنه ورغم تداول أرقام عن نية إدخال عشرات الشاحنات، فإن هذه الخطوة -إن نُفذت- تبقى محدودة ولا تكفى لكسر المجاعة. وأوضح أن الحل الجذرى والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقد بشكل دائم وكامل، بعيداً عن الحلول الترقيعية أو الجزئية المؤقتة. وبدوره، قال مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر إن الأطفال الذين نعالجهم يعانون من سوء تغذية حاد ويبدون كهياكل عظمية. وأوضح أن نحو مليون طفل فى قطاع غزة مهددون بسبب الجوع وسوء التغذية. ورغم إعلان جيش الاحتلال عن هدنة للعمليات العسكرية إلا أن نيران مدفعيته لم تهدأ حيث استشهد نحو 53 فلسطينيا منذ فجر أمس فى مناطق متفرقة بالقطاع، بينهم 29 من منتظرى المساعدات. من جهته، اعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين وإصابة ثالث فى انفجارعبوة بخان يونس جنوب قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي: إن 18 جنديًا قتلوا فى معارك قطاع غزة منذ يوليو الجاري. فى غضون ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضابط بجيش الاحتلال قوله إن الحرب على غزة يجب أن تنتهى ووجود جنودنا فى القطاع يعرضهم للخطر. وأكد الضابط على أن جبهة غزة قاتلة، داعيا حكومته إلى إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب بسرعة. وأوضح أن الضباط أنهم يفقدون جنودنا هباء فى القطاع يوميا والوقت ليس لصالحنا. وعلى جانب المفاوضات، أعلن المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية أن المفاوضات مع حركة حماس التى تعثرت بدأت تعود إلى مسارها. وبدوره قال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو خلال مقابلة مع القناة إن بلاده تُحرز تقدمًا كبيرًا فى المفاوضات الجارية بشأن الوضع فى القطاع. وكشف روبيو أن المفاوضات مع حماس «قد تُختتم فى أى لحظة». وأشار إلى أن الحل للوضع الحالى يبدأ بإطلاق سراح المحتجزين. وأكد الوزير الأمريكى أن الجهود الدبلوماسية مستمرة على أعلى المستويات لتحقيق تسوية تضع حدًا للتصعيد، وتُمهّد الطريق نحو استقرار دائم فى المنطقة. فى غضون ذلك، كشفت مصادر فى المؤسسة العسكرية فى إسرائيل أن القيادة السياسية تتجه لمنح حماس مهلة إضافية من عدة أيام لحسم موقفها بشأن الخطوة المقبلة المتعلقة بحسم صفقة التبادل. وفى هذا السياق، حذّر مصدر سياسى مطلع على مفاوضات الصفقة لموقع واللا العبرى بأن «الكرة الآن فى ملعب حماس»، مؤكدًا أن الجيش يستعد لخيار التحرك العسكرى فى حال استمرار الجمود. وتحت عنوان الخطوات الجديدة» ضد حماس، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكى ترامب، ووزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، فى الأيام الأخيرة إلى تغيير السياسة تجاه غزة، ودراسة بدائل للمفاوضات لإطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين. ويُشير كل من ترامب وروبيو ونتنياهو، بعبارات مختلفة، إلى أن إسرائيل قد تتخذ خطواتٍ جديدة. قد تشمل هذه الخطوات عدة مسارات: الضغط على قيادة حماس فى الخارج - من خلال الاغتيالات أو طلب أمريكى وإسرائيلى بتسليمهم. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن التهديد باحتلال أراضٍ من قطاع غزة، إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن خلال فترةٍ زمنيةٍ محددة. كما تدرس إسرائيل خياراتٍ إضافية.