الآن بعد ثلاث سنوات من هذا الإنجاز الفريد ترى أين هؤلاء الشباب الآن؟ فى مثل هذا اليوم قبل 73 عامًا قامت ثورة يوليو 1952. مثّل هذا الحدث فترة مهمة من التحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى مصر، مع الإطاحة بالملك فاروق فى تحرك قامت به حركة الضباط الأحرار، وهى مجموعة من ضباط الجيش قادها محمد نجيب وجمال عبد الناصر، كان ذلك إيذانًا بتغيير نظام الحكم فى مصر من النظام الملكى إلى النظام الجمهورى. أثار هذا الحدث موجة من الحماس الثورى فى جميع أنحاء العالم العربى، مما ساهم فى زخم جهود إنهاء الاستعمار فى العالم العربى والعالم الثالث. فى البداية الحركة ركزت على المظالم ضد الملك فاروق والفساد السياسى، لكن ذلك لم يمنع أو ينفى أنه كانت لها طموحات سياسية واسعة النطاق. ففى السنوات الثلاث الأولى من الثورة، تحرك الضباط الأحرار لإلغاء الملكية الدستورية والأرستقراطية فى مصر والسودان، وإنشاء جمهورية، وإنهاء الاحتلال البريطانى للبلاد، وتأمين استقلال السودان (الذى كان يُحكم سابقًا كملكية مشتركة بين مصر والمملكة المتحدة). كما قامت لبنات الجمهورية الأولى على أثر ثورة يوليو 1952، قامت الجمهورية الثانية على أثر ثورة يناير 2011 التى انطلقت ضد توريث الحكم بما يعيد شكل الملكية، وثورة يونيو 2013 التى أنهت حكم الإخوان. وكما واجهت الجمهورية الأولى تحديات مناهضة الإمبريالية، وتعزيز تضامن العالم الثالث خلال حقبة الحرب الباردة، تواجه الجمهورية الثانية تحديات إعادة رسم ملامح العالم الجديد ومخاطر عودة الاستعمار الجديد.. حفظ الله مصر من كل شر راحت فين الحاجة الحلوة؟ لطاما آمنت أن بلدنا فيها حاجات حلوة كثيرة، حتى أننى اعتمدت أغنية «فيها حاجة حلوة» نغمة دائمة لهاتفى المحمول. ومن آن لآخر كانت تظهر الحاجات الحلوة على استحياء دون دعاية إعلامية، فتعيد لنا اليقين بأن بلدنا فيها حاجة حلوة. لكن وللأسف كما تظهر أنباء الحاجات الحلوة فجأة تختفى فجأة دون متابعة إعلامية لائقة. فى سنة 2022 اهتمت الصحف ووسائل الإعلام بالاحتفاء بإنجاز علمى نادر حققه فريق مكون من 3 طلبة مصريين كانوا يدرسون فى قسم الميكانيكا بكلية الهندسة فى الجامعة البريطانية هم «نرمين صبحى»، «أحمد مجدى»، و»محمد العايدى»؛ 3 شباب زى الورد صمموا ذراعًا صناعية وزنها خفيف تتم زراعتها للأشخاص الذين تعرضوا لبتر أحد الأطراف بسبب حادثة أو بسبب مرض السكرى وذلك دون الحاجة للتدخل الجراحى!.. يختلف الطرف الذى صممه الشباب عن الأطراف الصناعية المعروفة فى الأسواق فى أنه يتم التحكم فيه عن طريق توصيلة صغيرة تثبت فى الرأس وترسل إشارات من المخ للطرف الصناعى وتجعله يتحرك بسهولة ويسر وسرعة! مواصفة أخرى مهمة فى تصميمهم؛ هى أن الطرف لا يعمل بموتور كمعظم الأطراف المنتشرة إنما عن طريق ضغط الهواء مما يجعل وزنه أخف ومن ثم تسهل حركته. ما يدعو للفخر بهؤلاء الشباب أن هذا التصميم فاز بالمركز الثانى فى مسابقة أبو ظبى للبحث الافتراضى للطلاب على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا ضد 315 مشروعًا تقدمت من 87 جامعة، كذلك اختارت شركة Dell العالمية مشروعهم من أفضل 10 مشاريع فى العالم. الآن بعد ثلاث سنوات من هذا الإنجاز الفريد ترى أين هؤلاء الشباب الآن؟ هل تبنتهم إحدى الجهات العلمية الوطنية أو الشركات الكبرى للاستفادة من عبقريتهم وتصنيع الجهاز بشكل تجارى يفيد الآلاف من المرضى؟ هل تابعت نشاطاتهم إحدى المؤسسات العلمية من أجل المزيد من الأبحاث العلمية الرائدة؟ صحيح أنهم درسوا فى الجامعة البريطانية والتصميم الفائز ينسب لهذه الجامعة الغربية، فهل تلقفتهم إحدى المؤسسات الدولية ومنحتهم رعاية علمية لائقة ووفرت لهم بيئة بحثية سخية؟ أين أنتم يا شباب الآن راحت فين الحاجة الحلوة؟