صلاح بيصار يعد الفنان حسن عبد الفتاح أحد مُعلمى الاجيال ب الفنون الجميلة بالقاهرة ومع تجربته المهمة فى تأسيس كلية الفنون الجميلة بالأقصر عام 1995.. امتدت رحلته فى الابداع لأكثر من سبعين عاما فى فضاء التصوير بدنيا متسعة جادت بمراحل عديدة فى تنوع وثراء؛ توهجت بدف المساحات وحيوية الخطوط فى لوحات ودراسات واسكتشات تتنوع من بهجة الألوان إلى اللون الواحد «المونوكروم».. فى إيقاع تعبيرى مفعم بشحنات انفعالية ينتقل بنا من اشراقات القاهرة الفاطمية التى تتنفس بنبض العمارة التاريخية إلى سحر الحياة اليومية على الشاطئ وعلى ضفاف النيل، مع عشقه الخاص للحصان فى رشاقة منفردا، ومع حواء فى توحد وانتشاء بعالم لا ينتهى يضاف إلى كل هذا ايقاع الحرف العربى من الحروفية التصويرية والأرابيسك بلمسة عصرية. ينتمى حسن عبد الفتاح (1938) إلى جيل الثلاثينيات؛ هذا الجيل الذى أثر وأثمر فى مسيرة الابداع المصرى ومن هنا كان لنا لقاء مع مساحة من شخصيته وعَالمُه- هذا العالم الذى يفيض بالفن والإنسانية، وعناق الواقع للخيال- يحتفى بالروح والصورة، يتوهج بفنتازيا اللون. ولد الفنان حسن عبد الفتاح بمدينة المحلة الكبرى.. بمحافظة الغربية رغم انتماء الأسرة للمنوفية.. ومن هنا كانت بداية الطفولة.. حافلة بالمباهج الشعبية التى شهدها بعين الحب والفن.. خاصة فى مولد «أبى فراج» السيد البدوى بطنطا وكان يشهد الليلة الكبيرة بصحبة الكبار.. حين تطل البهجة فى كل مكان.. يطالع ويتأمل ويسمع ويرى ألوانا شتى من البيارق والأعلام والزينات.. تحف بموكب الخليفة ومشايخ الطرق الصوفية بأرديتهم البيضاء وشاراتهم الخضراء والحمراء.. مع شتى النداءات والهتافات والأغانى والأذكار والأوراد. وفى مدرسة الظاهر الاعدادية عندما انتقلت الأسرة إلى القاهرة بحكم طبيعة عمل الوالد وتنقله بمحافظات مصر.. كان حسن يملأ كراسة الرسم بكل ما يراه فتزين صفحاتها فى النهاية حوائط الفصول بالمدرسة.. وهناك لوحة «المولد».. تنتمى لهذه الفترة.. لا شك انها تعد سابقة لهذه السن.. ما ينبئ عن موهبته وتفوقه فى التعبير والتشكيل.. بما تشتمل على العديد من الشخوص كما تبدو حافلة بالحركة.. مع العناصر والوحدات الشعبية مثل جزء من عربة الكشرى والراقصة والطبال.. وتبدو الخلفية بمثابة لافتة بامتداد اللوحة يطل خلفها الأراجوز.. مع الترديد اللونى الذى يسوده اللون الاحمر تعبيرا عن بهجة المولد. فى ذلك الوقت كان خاله المُحب للفن واللوحات العالمية يشجعه على الاستمرار فى الرسم. وساهم فى اثراء ثقافته المبكرة أيضا ما كانت تقوم به شقيقته الكبرى من متابعة وشراء المجلات المرسومة والمصورة.. مثل «الاثنين والدنيا «والمصور». وبينما تقوم بقص الرسوم واللوحات وتضمها فى البوم مُصور، كان هذا بالنسبة له بمثابة كنز يتأمل من خلاله الرسوم والاعمال الفنية العالمية من رسوم الكاريكاتير والرسوم التوضيحية «الاليستريشن». واللوحات وهذا ما جعله يستمر فى الرسم والتلوين بدأب شديد وحب لدنيا الخطوط والألوان. وفى عام 1955 وهو بالتعليم الثانوى.. انتقل إلى حالة جديدة من الجراءة والتميز فى حرية التعبير كانت لوحته «عاريتان « بمثابة اشارة لما سوف يكون عليه فيما بعد.. من تطور فى شخصيته الفنية وبداية تشكيل عالمه.. وكان قد رسمها من وحى ثقافته وتأملاته فى الصور من اللوحات العالمية. التحق فناننا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1959 لاستمرار شغفه بالفن وتشجيع واجماع مدرسيه على قيمة موهبته، وبعد السنة الإعدادى تخصص فى قسم التصوير فى واحدة من اقوى الدفعات. كان نجما مع نجوم لامعة من بينهم: صبرى منصور ومحمد رياض سعيد ومصطفى الفقى ونذير نبعة من سوريا. وقد شكل لنفسه مساحة متفردة وبينما كان متميزا، كانت المنافسة قوية تتلمذ على يد نخبة من رواد الفن التشكيلى منهم عبد العزيز درويش وحسنى البنانى وحسين بيكار وعز الدين حموده وحامد ندا وعبد الهادى الجزار ولا شك فى أن ما قدمه من اعمال بين الرسم والتصوير طوال فترة الدراسة تؤكد تمرسه بالفن على مستوى رفيع. جاء مشروع التخرج «من وراء الكواليس» لوحة صرحية متسعة (2.5 x 4 متر) تمثل حالة من التعبير الدرامى من خلال مشهد لمجموعة من نجمات المسرح فى حالة ترقب وانتظار قبل رفع الستار، بينهن واحدة جالسة؛ كل شخصية حالة منفردة، وكل حالة تعبير إنسانى تؤكده النظرات والايماءات، كما تبدو الشخوص فى استطالة مع تباين الازياء واختلافها. وإذا كان المشهد ينم عن عمل عصري، الا ان فصاحة التعبير عند حسن عبد الفتاح تؤكد حبه من البداية للمسرح وثقافته. تخرج الفنان فى كلية الفنون الجميلة بتفوق عام 1964، وانضم إلى هيئة تدريس الكلية متألقاً فى الرسم والتصوير. وتعد أعماله بحق فى عمق «التعبيرية» التى يقفز فيها الفنان بنفسه فى الفضاء التصويرى بمشاعره واحاسيسه - يرسم ما يعن له بقانونه الخاص؛ قانون ينتمى إلى الوجدان وخلال مراحله الفنية التالية تنوعت ايقاعات الألوان فى لوحات مكتملة فيها روح الاسكتش، مفعمة فى توهجها بدرجات السلم الموسيقى كمعزوفات بصرية تجمع بين التشخيص، وبين الاختزال والتجريد، فى أطياف هامسة وربما نجد فيها ما هو أكثر تعبيرا عن روح العصر وما نعيشه فى حياتنا اليومية من ايقاع سريع لاهث. كما أن مقومات اللوحة بمنظوماتها اللونية وما تحمل من فكر وفن تلتقى مع مفاهيم عالم حسن عبد الفتاح، بامتداد مراحله المختلفة، يعد ايقاعا فريدا فى فضاءات التصوير مع تألق وحيوية الخطوط والمساحات و«غنائيات اللون» بتعبير شقيقه د. فكرى حسن.، كما جاء فى عنوان كتابه الذى صدر عن دار الثقافة الجديدة عام 2024" لأن أعماله تجسد روح الحياة من العمارة التلقائية والتاريخية فى قاهرة المعز، والزهور، والحياة على الشاطئ، وعلى سطح الماء القوارب والمراكب الشراعية، والمرأة والحصان فى ايقاع راقص أقرب ما يكون إلى الباليه أو انثناءات عرائس البحر بروح سريالية، وتكتمل ملحمته التصويرية بإيقاع الحروفيات مع الارابيسك والنقش العربى بلمسة تعبيرية. وفى الحقيقة تعتمد فلسفة الاداء والتعبير فى اعماله على الاسقاط الفورى.. وكما يقول الناقد مكرم حنين: «تتميز أعماله بتلك الجراءة فى الرسم فهو يحافظ على حرارة الاسكتش وحرارة اللون والانطباع الاول.. مما اكسب لوحاته طعما خاصا وحيوية وتألقا لونيا».. ونحن نشير إلى أن ما قاله حنين يمثل مفتاح شخصية الابداع عند عبد الفتاح.. وإذا كان قد عرف باهتمامه الكبير بالمنظر فى الصعيد وقاهرة المعز الا ان لمساته تختلف فى البيئة والزمان والمكان. يضاف إلى هذا انه تفرد بهذا التوهج من ديناميكية الخطوط وتوثب المساحات، ليجتاز بذلك بوابة الحداثة إلى افاق جديدة تضاف إلى فن المنظر عند فنانينا المصريين اصحاب هذا الاتجاه. وفى أعمال الفنان التى تنتمى لفن البورتريه فى بداياته الأولى قدم العديد من الصور الشخصية «البورتريه» من بينها صورة لشقيقه الاصغر فكرى حوالى 1955 قبل أن يلتحق بالكلية «زيت على ابلكاش».. فيها روح الطفولة بنظرة جانبية وملامح هادئة فى رداء أزرق، وهى صورة شخصية يعلن من خلالها مدى ما يربطهما من محبة - الوجه ملىء بالمشاعر واللمسة يغلب عليها الأحمر الدافئ. وفى عام 1961 أنجز بورتريهاً شخصياً له برصانة لونية من البنى والبيج استحضر من خلاله روح الشخصية فى حالة تأمل واستغراق فى التفكير معتمدا على قيم وتقاليد فن البورتريه ولا شك ان لوحته «بنات العائلة «عام 1964 «رسم - قلم رصاص».. تمثل ذروة من اعماله فترة الدراسة فى فن الرسم.. صور فيها ثلاث فتيات جالسات بقوة فى الخطوط ورسوخ فى التعبير. إحداهما متكئة على منضدة فى مقدمة اللوحة يتضح فيها حرارة الاسكتش السريع.. وحيوية الخطوط السريعة المنسابة بلا توقف تجسد موقفا انسانيا.. وفى نفس الوقت تجسد ملامح كل شخصية بما ينتمى للبورتريه الموضوعى.. فى مشهد إنسانى. ويعد بوتريه «فيفى» شقيقة الفنان.. (ص 16) وهو أيضاً من الستينيات.. ذروة فى فن البورتريه بالمعنى المتعارف عليه تبدو فيه بِطِلة وهيئة مشرقة مع الزهور البيضاء بين يديها فى ألوان يسودها اللمسة الفاتحة المضيئة والدافئة، تشع بالنور فى غنائيات من الاصفر فى الخلفية والازرق من أعلى والأبيض المشوب بالزرقة والشمس البرتقالى والرجل والحصان أمام المعبد المصرى.. تواصلا مع المنظر فى خلفية الشخصية. بلمسته الغنائية المختزلة. انتقل فناننا بعد ذلك فى فن البورتريه إلى حالة أخرى بين التلخيص الشديد وسطوع الخطوط والمساحات وامتزاجهما معا.. لكن جاءت شخصية الخطوط وحركتها التى لا تهدأ إضافة تعبيرية لعالمه، وعلى سبيل المثال، فى بورتريه 1984 «جواش على ورق».. يتحرر الفنان من كل تقاليد فن البورتريه فى حركة الخطوط البيضاء والمساحات كما لا يتقيد بألوان الطبيعة حتى أنه يفرق الشعر. جانب بالبيج وآخر بالأسود مع تنوع اللمسات فى الوجه بالأخضر والبنى والازرق. جاءت أعمال حسن عبد الفتاح فى فن المنظر مرتبطة بأعماق الوجدان المصرى والتراث الفرعوني، وتواصل الحضارة المصرية إلى الفن القبطى والإسلامى مع ايقاع بلمسة الحداثة. ينقلنا فى فن المنظر إلى أماكن عديدة من القاهرة الفاطمية والنوبة والاقصر إلى البلاد التى زارها ولا شك أن أكثرها تألقا أماكن من أمريكا "حيث كان استاذاً زائراً بجامعة واشنطن ستيت، ورومانياوسويسرا ومن الدول العربية تونس واليمن، وكانت فرصة للامتلاء مع الثقافة فى الحاضر والتاريخ إلى الثقافة البصرية مستوعبا المشهد الطبيعى وما قدمه مختزلا بلغته التعبيرية وفكره الحداثى ولا شك فى أن أعمال حسن عبد الفتاح مع تنوعها فى الموضوع الا انه تربطها وحدة اسلوبية واحدة.. تتصاعد فى نمو طبيعى من اللمسة التى تنتمى للواقعية التعبيرية بما تحمل من توازن فى الايقاع ورصانة التشكيل. ووحدة الخطوط والمساحات بل وذوبان الخطوط فى المساحات إلى اللمسة التى تعتمد على قوة الخطوط وثراء المساحات فى وحدة واحدة لكن يظل للخط عمق هيمنته وللمساحة ايضا تميزها واستقلالها ويحافظ على ذلك مع تنوع خامات الاداء من ألوان الزيت إلى الاكريليك إلى الجواش والمائيات والمزج بين الجواش والفحم. والحبر الشينى والقلم الرصاص. فى لوحة قاهرة المعز 1981 يختزل التفاصيل من الانتقالات اللونية فى مسطحات مع المحافظة على الابعاد والمستويات بشكل أكثر تجريدية فى منظومات لونية من الازرق والاحمر والبنفسجي، ومع عمارة المساجد تطل عربة يد صغيرة تعلوها شمسية فى وحدة واحدة مع البنايات المعمارية. فى عام 2014 يعود الفنان إلى قيم وتقاليد المنظور فى لوحة يغلب عليها الازرق.. وهنا يحافظ على الابعاد ومستويات الدخول والخروج فى مدائن واقواس ويضفى على اللوحة حيوية شديدة من خلال النباتات المتسلقة ذات الزهور البيضاء وفى لوحة "القرنة "بالأقصر 2016 تتداخل العناصر المعمارية وتتعدد السطوح والمستويات فى حضن الجبل بغنائية لونية وتبدو لوحات المناظر من أوروبا فى منظومات لونية يغلب عليها الازرق والألوان الداكنة انعكاسا للأجواء الباردة.. كما فى لوحات رومانيا من التسعينيات.. ولوحة سويسرا 2010 فى ايقاع بين الخفوت والسطوع ولا شك ان مناظره لقوارب الماء ووحدة البيوت فى الخلفية تشكل إيقاعا آخر كما فى تونس ببيوتها البيضاء مع القباب والاقواس والاشجار الرفيعة والمدببة. ومنذ التسعينيات جاءت موضوعاته المفضلة فى تنوع بسحر التعبير من التكوينات التى تجمع بين النساء فى تجريد رمزى مع الخيول والزهور والطيور فى تركيبات ذهنية ورموز موحية بعوالم خفية جمع فيها بين الرمزية والسريالية، كما فى رمز التفاحة وفى لوحة ثلاثية تحولت حواء إلى ما يوحى بعروس البحر- فتاة بشكل أفقى محمولة بفتاتين فى ايقاع من الصفاء باللون الازرق وكأنهن خرجن من البحر. افتتن حسن عبد الفتاح أيضا بالخط العربى من أكثر الفنون التى عرفتها الحضارات فى العالم وهو أجنبى ويعد أحد اهم الفنون الرفيعة. تتنوع اشكاله الشبيهة بالموسيقى من النغم المرئى لتعكس الاشراق والتألق الذى يفيض بسحر الكلمات. ولا شك أنه بطول رحلته عبر القرون كان ملتقى حوار مستمر بين العلم والفن وهناك اتجاه فى لوحة التصوير يعنى بالحرف من حيث انه إيقاع تشكيلى بما يسمى بالحروفية التشكيلية التى لا تعمد إلى الاهتمام بمعنى الحرف بقدر ما هو قيمة تعبيرية وطاقة روحية بما يملك من إمكانية التشكيل والتطويع، فهو يسمو ويبتهل ويتضرع ويرق ويحنو وينتقل من حالة صوفية بصرية إلى أخرى، يترجم ما يراه إلى اشكال وخطوط وألوان وملامس وإيقاع. وكان فى حالة تجريب مستمر لا تهدا ولا تتوقف.. مع التصميم المحكم والنظام اللونى المتناسق والايقاع السريع المتداخل.. وأعمال حسن عبد الفتاح مع كل هذا، ومعظمها فى تشكيل غنائى غير مقروء يبدو هامسا بحروف من لغة اشارية، هنا تنساب ألوان الفنان مع روح الارابيسك فى دنيا غنائية من الاحمر والاخضر والبنفسجى والأبيض، ويلتقى النقش العربى الارابسك مع لوحات الحروفية بمنطق الايقاع الزخرفى بمعنى البعد المخفى وراء الصورة. يقول الفنان الناقد عز الدين نجيب: ليس من الصعب العثور على وشائج قربى بين شخصية الفنان حسن عبد الفتاح الفنية وشخصية الفنان الفرنسى هنرى ماتيس الذى حقق ما يساوى بلغة التشكيل تأثير عازف العود.. فهو متيم بالألوان الصادحة وزحام الخطوط والزخارف العربية وبقدر ما نثق أن هذه التجليات التعبيرية التلقائية والمتعارضة جزء من شخصية حسن وموهبته، فإن ذلك تبلور أيضا عن اشتغاله الدؤوب على هذه الموهبة، فلم يركن إلى مهاراته الاولى التى أهلته للتعيين كمعيد فأستاذ فمؤسس وعميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر.. بل جعل مشواره الفنى الطويل حقل تجارب بلا نهاية حتى اننا نستطيع وصفه بالمجرب الدائم والدارس دون توقف. وفى النهاية إذا كان الفنان حسن عبد الفتاح بعالمه يمثل مساحة مهمة فى حركة الابداع المصرى المعاصر.. فقد جاء كتاب «غنائيات اللون».. من تحرير شقيقه الأثرى الفنان د. فكرى حسن ما يمثل رحلة بانورامية فى فكر وفن وحياة حسن عبد الفتاح الشقيق الأكبر الذى يقول فى مقدمته: «حسن عبد الفتاح هو أحد أكثر الفنانين تنوعا وأصالة وإبداعا فى سماء الفن المعاصر. تتألق فى لوحاته الألوان المكثفة الدافئة ويتردد صداها فى غنائية حرة متدفقة مع ترنيم إيقاعى لخطوط سريعة الحركة. ومع ذلك لا تخطىء العين التوازن والانسجام فى إنجاز رائع يتم من خلاله الجمع بين الحركة والسكون». وقد دأب على جمع ما كُتبَ عنه من نقاد مصر تأكيدا لقيمته الرفيعة. كما قدم بثقافته الموسوعية اضافة أخرى لهذا البعد الإنسانى والفنى للشقيق.. مع توثيق أعماله بترتيبها الموضوعى والزمنى. ومع حماسه الشديد للقيمة الفنية والإنسانية ومشاعره للأخ الشقيق من هذا التيار العاطفى الصافى بين الشقيقين.. ما اضاف مساحة إلى الإبداع التشكيلى المعاصر.. إضافة تذكرنا بعمق العلاقة بين الاخوين سيف وأدهم وانلى وما تركا من ديوان مصور من العمق التعبيرى بين الاصالة والحداثة فى وحدة واحدة واختلاف عالمين- أقرب إلى فرعى النيل. ونحن نؤكد شكرنا وتقديرنا للشقيقين: الفنان حسن عبد الفتاح والأثرى الفنان فكرى حسن.. وما قدما معا فى دنيا الابداع المصرى من الصورة إلى الكلمة.. تحية وتقدير بعمق التشكيل والتعبير.. وعمق الروح الانسانية العالية. ما يفيد الناقد والباحث والمتذوق.