عواصم - وكالات الأنباء أعلنت الرئاسة السورية أمس وقفًا «فوريًا» لإطلاق النار، داعية الأطراف كافة إلى الالتزام به، مع بدء قوات الأمن الانتشار. وجاء الإعلان بعد إعلان واشنطن اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما، بعد شن طائرات إسرائيلية ضربات استهدفت مقرات رسمية والقوات الحكومية فى دمشق والسويداء، ودعوة المبعوث الأمريكى إلى دمشق توم باراك «الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم». اقرأ أيضًا| نتنياهو يقطع محاكمته.. والرئاسة السورية تتعهد بمحاسبة مرتكبى الانتهاكات وأعلنت الرئاسة فى بيان «وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار». ودعت «جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف كافة الأعمال القتالية»، محذرة من أن «أى خرق للقرار سيعدّ انتهاكًا صريحًا للسيادة الوطنية، وسيُواجه بما يلزم من إجراءات قانونية». وكانت إسرائيل أعلنت فى وقت سابق أمس الأول أنها وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء خلال اليومين المقبلين. وبعد فترة وجيزة، قالت سوريا إنها ستنشر قوة مخصصة لإنهاء الاشتباكات الطائفية التى استمرت حتى صباح أمس. وأعلنت الرئاسة السورية فى بيان أنها تعمل على إرسال «قوة متخصصة» لفض الاشتباكات المتواصلة فى السويداء، داعية فى الوقت نفسه إلى «ضبط النفس». وفى وقت لاحق، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن بدأت بالانتشار فى السويداء. اقرأ أيضًا| الرئاسة السورية تعلن نشر قوات الجيش في السويداء لإنهاء الاشتباكات وحل الصراع وصرحت مصادر بأن «قوى الأمن الداخلى ستنتشر فى مناطق النزاع، وسيقتصر انتشارها حاليًا على الريف الغربى للمحافظة». وحتى مساء أمس الأول، أفادت تقارير باشتباكات بين نحو 200 مقاتل من العشائر مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة، وذلك بالرشاشات والقذائف. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان فى بيانات محدثة إن أعمال العنف بالسويداء أدت إلى مقتل 321 شخصًا على الأقل. يشار إلى أن أعمال العنف أجبرت نحو 80 ألف شخص على النزوح من منازلهم فى السويداء، بحسب ما أعلنت الجمعة المنظمة الدولية للهجرة. ووفقًا للمصادر التى تضم مسئولين سياسيين وعسكريين سوريين ودبلوماسيين اثنين ومصادر أمنية إقليمية، فإن دمشق اعتقدت أنها حصلت على ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها إلى الجنوب رغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر من الإقدام على ذلك. وقالت المصادر إن هذا الاعتقاد استند إلى تعليقات علنية وفى أحاديث خاصة من المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا توماس باراك، وكذلك إلى المحادثات الأمنية الوليدة مع إسرائيل. اقرأ أيضًا| سوريا.. وقف فوري لإطلاق النار وقوات الأمن تنتشر في السويداء ودعا باراك إلى إدارة سوريا بشكل مركزى «كدولة واحدة» دون مناطق حكم ذاتى. ويقدّر تعداد الدروز فى سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم فى جنوب البلاد فى محافظة السويداء خصوصًا، ويتوزّعون أيضًا بين لبنان وإسرائيل. وفى كلمة له أمس، أكد الرئيس السورى أحمد الشرع أن الأحداث الأخيرة فى السويداء شكلت انعطافًا خطيرًا فى الوضع الأمنى والسياسى فى الوضع السورى. وأشار الشرع فى كلمة بثها التليفزيون أمس إلى أن الأحداث الأخيرة التى شهدتها محافظة السويداء شكلت انعطافًا خطيرًا، وأن التدخل الإسرائيلى دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة فى دمشق. وقال إنه «لا يجوز أن نحاكم الطائفة الدرزية بأكملها بسبب تصرفات فئة قليلة انزلقت فى مواقف لا تمثل تاريخ هذه الطائفة العريقة».